تناول الأسبارتام هل يسبب السرطان؟

الرابط المختصر

أثارت إعلانات منظمة الصحة العالمية حول احتمالية أن يكون المحلي الاصطناعي المستخدم في مشروبات الحمية مسببا للسرطان قلقا بين الكثير من الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في خفض وزنهم ويعتمدون على منتجات الدايت المتاحة في الأسواق.

ويرى هؤلاء الأشخاص هذه المنتجات بديلا صحيا وخيارا أفضل من البدائل الأخرى نظرا لاحتوائها على سعرات حرارية ودهون ودسم أقل، بالإضافة إلى كمية أكبر من الألياف.

ومن بين هذه المنتجات، البسكويت الدايت وحبوب الإفطار وشوكولاتة الدايت والحليب الخالي من الدسم، والعديد من الأصناف الأخرى، ومع ذلك فإن الكثير من الأشخاص قد لا يكونوا على علم بما إذا كانت هذه المنتجات تشكل خطرا على صحتهم أم لا.

حتى جاء إعلان منظمة الصحة العالمية أن الأسبارتام، المادة المستخدمة على نطاق واسع في تلك المنتجات، ستتم تصنيفها كمادة مسرطنة في الشهر المقبل،وهذا يعني أن الأسبارتام قادرة على التسبب في الإصابة بالسرطان، وتوجد في العديد من المنتجات، بدءا من المشروبات الغازية الدايت وصولا إلى اللبان.

 

ما هو الأسبارتام والحد المسموح به

يعتبر الأسبارتام،  نوع من المحليات الاصطناعية القوية و بديل للسكر، حيث تم اكتشاف هذه المادة في عام 1974 وتم استخدامها في الأسواق في عام 1981، ويعد أكثر حلاوة من السكر العادي بمعدل 220 مرة، حيث تعادل ملعقة واحدة من الأسبارتام حلاوة تعادل 220 ملعقة من السكر الأبيض.

وتعادل هذه الكمية 3750 مليغراما من الأسبارتام لشخص وزنه 75 كيلوغراما، وعادة ما تحتوي علبة صودا الحمية (الدايت) الواحدة على 180 مليغراما، ما يعادل تقريبا 21 علبة منها في اليوم.

تشير مديرة الدواء في مؤسسة الغذاء والدواء، الدكتورة رنا ملكاوي، إلى أن الأسبارتام يجب استخدامه بكميات قليلة جدا لأنه يعطي حلاوة مضاعفة للسكر الطبيعي، لا يحتوي على سعرات حرارية ولا يسبب تسوس الأسنان، وبالتالي قد يكون مناسبا للأشخاص الذين يرغبون في التحكم في وزنهم أو السيطرة على مرض السكري.

ونظرا للاستخدام الشائع للأسبارتام بين مستخدمي منتجات الدايت، قامت منظمة الصحة العالمية بإجراء دراسات لتأكيد سلامته، وأعلنت أيضا أنه من المحتمل أن يكون له تأثير مسبب للسرطان.

وتوضح ملكاوي أن هذا ينطبق على الأشخاص الذين يتجاوزون الحد المسموح به للاستهلاك اليومي للأسبارتام، وهؤلاء الأشخاص هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان.

يسمح للأشخاص باستهلاك الأسبارتام بالحد الأقصى اليومي من 40 إلى 50 مل غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم، على سبيل المثال، يحتاج الشخص الذي يزن 60 كيلوغراما إلى استهلاك حوالي 3000 ملغرام من الأسبارتام يوميا، وهذا أمر يصعب تحقيقه.

عند استخدام الأسبارتام بشكل مفرط وفوق الحد المسموح به، قد تحدث بعض الآثار الجانبية مثل الإسهال الشديد، الصداع، زيادة الوزن والغثيان، بالإضافة إلى ذلك، عندما يستهلك بشكل زائد، يمكن أن يتحول إلى ملين يؤثر على الجسم.

تصدر مؤسسة الغذاء والدواء تعليمات للمحليات منذ عام 2015، وتوضح المحليات المسموح بها في الأردن والحد المسموح به لاستخدامها، بالإضافة إلى التحذيرات وشروط استخدام هذه المنتجات، وتعتمد المؤسسة على الدراسات العالمية من مصادر موثوقة، وتتخذ الإجراءات والاحتياطات اللازمة لضمان سلامة الغذاء في الأسواق وحماية صحة المواطنين.

 

بدائل المحليات المصنعة

لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ولتحقيق نظام غذائي صحي، انتشرت مراكز صحية مدعومة بخبراء تغذية يوجهون الأشخاص الذين يسعون للحصول على نظام غذائي صحي خال من المحليات المصنعة وتوضيح الأوقات المناسبة لتناول الوجبات، مما يهدف إلى تقليل الوزن الزائد بدون أي مشاكل صحية.

تشير أخصائية تغذية علاجية، أمل حداد، إلى أن المشكلة الرئيسية التي يواجهها الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن هي الإقبال على تناول الحلويات بشكل مفرط في جميع الأوقات، وهذا يسبب مشاكل صحية مثل زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين.

وحتى إذا اعتمد البعض على المنتجات المحلاة لتقليل السعرات الحرارية، فإنهم لا يعالجون المشكلة الأساسية بشكل صحيح، بحسب حداد التي تؤكد أن هناك مخاطر لاستخدام المواد غير الطبيعية والمصنعة، وأن السكر الطبيعي المستخلص من الفواكه أقل ضررا بكثير من السكر المصنع، ولذلك، فإن تغيير العادات الغذائية والسلوكيات الغذائية يعد أمرا ضروريا لتجنب المشاكل الصحية.

كبديل عن الحلويات المصنعة والسكر غير الطبيعي، تنصح حداد بتناول الفواكه الموسمية بأشكالها المختلفة، واستخدام سكر الاستيفيا الذي يتم استخراجه من عشبة الاستيفيا، والاعتماد على العسل الطبيعي والتمر، مع مراقبة الكميات المسموح بها في اليوم. بالإضافة إلى ذلك، ينصح بممارسة الرياضة والامتناع عن التدخين.

أحد الأمور الهامة التي يجب الاطلاع عليها هو قراءة بطاقة المعلومات الغذائية لمعرفة السعرات الحرارية الموجودة في المنتج، والتحقق من المركبات الداخلة لمعرفة نوعية الدهون والكربوهيدرات والمواد المضافة، مثل نسبة الصوديوم.