تصاعد الأزمة السياسية في المنطقة وراء زيارة بلينكن.. وسط مساع للتهدئة في غزة

مع تصاعد التوترات السياسية في المنطقة، في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، يلتقي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع الملك عبدالله الثاني اليوم الأحد، وسط رفض شعبي وحزبي لهذه الزيارة، حيث يصفون بلينكن برأس الإرهاب العالمي، معبرين عن احتجاجهم من خلال وقفة قرب السفارة الأمريكية تحمل عنوان "الإبادة الجماعية في غزة أمريكية".

وحذر الملك خلال لقائه بلينكن من التداعيات الكارثية لاستمرار العدوان على غزة، مشددا على ضرورة وضع حد للأزمة الإنسانية المأساوية في القطاع، مجددا التأكيد على أهمية دور الولايات المتحدة بالضغط باتجاه وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية للقطاع بشكل كاف ومستدام. 

أما مباحثات نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، مع بلينكن تركزت حول الأوضاع الكارثية في غزة، مؤكدا على ضرورة التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار ينهي العدوان وما يسببه من قتل ودمار وكارثة إنسانية.

وفي تصريحات لـ بلينكن ، يقول إنه "يجب علينا ضمان عدم اتساع النزاع" في غزة حيث دخلت الحرب شهرها الرابع، مضيفا أن "أحد أوجه الخوف الحقيقية هي الحدود بين إسرائيل ولبنان ونريد أن نفعل كل ما هو ممكن للتأكد من عدم تصعيد الوضع".

الخبير العسكري والمحلل السياسي الدكتور نضال ابو زيد  يوضح ان زيارة بلينكن للمنطقة، تأتي بالتزامن مع وصول رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي الى بيروت، مما يشير الى تحرك واضح من القوى الدولية في سعيها للتهدئة في ملف غزة. 

ويؤكد أبو زيد ان هناك حراك دبلوماسي واضح من قبل الاتحاد الاوروبي و الولايات المتحدة للسعي نحو تحقيق التهدئة في غزة، في إطار استعدادهم للتطورات المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.

وستكون الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة  في 5 من شهر تشرين الثاني خلال العام الحالي، وتعتبر أول انتخابات رئاسية بعد اعادة توزيع الأصوات الانتخابية بعد عام 2020، مصرحا الرئيس الحالي جو بايدن أنه ينوي الترشح لولاية ثانية، مع نائب الرئيس كامالا هاريس كنائبة له.

 

أبرز الملفات على الطاولة

 من أبرز الملفات المتوقع ان يتم التباحث بها في لقاء بيلكن، بحسب أبو زيد، ملف الحدود الشمالية وحرب المخدرات التي  تواجه الأردن مع المليشيات، وتفاقم الأوضاع الامنية على الحدود الاردنية السورية، بالاضافة الى ذلك  ياتي  ملف دفع مسار التفاوض مع بين جانب الاحتلال الصهيوني والمقاومة.

ويشير أبو زيد إلى ان هناك العديد من الطروحات مثل استمزاج الرأي الأردني فيما يتعلق بالملف الفلسطيني، في ظل الدور  الريادي للأردن في هذا السياق، خاصة ملف الضفة الغربية بالتحديد حيث يعد الاردن راس الحربة في اي حل يتعلق بالقضية الفلسطينية، وبالتالي تعتبر ترتيبات هذا الملف هي العامل الرئيسي في كل النشاط السياسي والدبلوماسي في المنطقة. 

ومن الملفات التي أعلنت عنها وزارة الخارجية وسيتم العمل على مناقشتها، رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي مع نظيره بلينكن الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة نتيجة الحرب الإسرائيلية المستعرة، وسيؤكد ضرورة الوقف الفوري للعدوان وحماية المدنيين وإزالة جميع العقبات التي تضعها إسرائيل أمام وصول المساعدات الإنسانية والطبية بشكل كافٍ ومستدام إلى جميع مناطق غزة.

كما سيعيد الصفدي تأكيد الموقف الأردني الثابت في رفض تهجير الفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها وإدانته جريمة حرب وتصعيداً خطيراً للصراع، ورفض أي مقاربة مستقبلية للتعامل مع غزة من منطلق أمني وخارج سياق خطة كاملة شاملة قائمة على وحدة غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وتستهدف تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران  1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين.

 

تخوفات من اتساع دائرة الحرب

 بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة جديدة في الشرق الاوسط من مساء يوم الخميس الماضي،  قبل وصوله الى الاردن اليوم الاحد، وتأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف من اتساع نطاق الحرب الدائرة منذ ثلاثة أشهر في غزة. 

لا يمكن تجاهل هذه الزيارة في سياق التطورات الاخيرة ، خاصة بعد الحديث عن تأجيلها وتعديل أهدافها، حيث يتجه اهتمام الولايات المتحدة الآن  نحو عدم توسيع  نطاق الصراع وعدم توسعة وضبط التصرفات الاسرائيلية، بالاضافة الى بدء التأسيس للمرحلة ما بعد هذه الحرب الحالية  وفقا للمحلل السياسي الدكتور عامر السبايلة.

السبايلة  يشير الى ان ذلك ينهي أفق استمرار الحرب المفتوحة وتخفف من احتمالية توسعها ، خصوصا مع الانتقال الأخير نحو الاستهدافات المباشرة لعدة مناطق في سوريا ولبنان والعراق، مما يعني اننا دخلنا الى مرحلة جديدة. 

ويوضح أن تشكل الازمة الانسانية في غزة غير مسبوقة، ستكون أساسا لفكرة البحث عن حلول، والحلول العملية يجب ان تضغط الولايات المتحدة على الحكومة الاسرائيلية لانهاء هذا الصراع، ولكن للاسف، ستجد الولايات المتحدة نفسها أمام واقع تشكل على الأرض يقلل من قدرتها على فرض حلول. 

فيما يستبعد أبو زيد أن تتوسع دائرة الصراع في المنطقة في الشرق الاوسط، مرجعا ذلك  إلى دعم البيئة الإقليمية والدولية إنهاء التصعيد في المنطقة، وعند الحديث عن المناطق الشمالية للأراضي المحتلة مقابل جنوب لبنان، يعتبر قرار الحرب في هذه المنطقة في يد الولايات المتحدة وإيران، وليس في يد إسرائيل ولبنان. وهناك اتفاقيات ضمنية تحكم عدم توسيع دائرة الصراع.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، يتبادل حزب الله اللبناني وإسرائيل القصف يوميا عبر الحدود. وزادت المخاوف من تصاعد التوتر على هذه الجبهة بعد مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح الغاروري بضربة جوية منسوبة لإسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء.

أضف تعليقك