الملك في واشنطن.. هل يصلح بايدن ما أفسده ترامب؟

من المرجح أن يلتقي الملك عبد الله الثاني المتواجد حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية منتصف تموز/ يوليو الحالي، الرئيس الأمريكي جو بادين كأول زعيم عربي يزور البيت الأبيض منذ استلام بايدن مقاليد الرئاسة.

 

الزيارة بحسب ما يقول سياسيون ومحللون لـ"عربي21"، "لا تقتصر على ملفات أردنية، إنما يحمل الملك الأردني ملفات عربية وعلى رأسها الملف الفلسطيني، والعراقي، بعد التنسيق مع الأطراف المعنية قبل الزيارة".

 

ومن المتوقع أن يتصدر الملف الاقتصادي أولويات أجندة الملك، وعلى رأسها تجديد مذكرة التفاهم ومدتها خمس سنوات والتي تنص على تقديم 1.275 مليار دولار سنوياً من المساعدات الخارجية الثنائية من 2018 إلى 2022– أي ما مجموعه 6.375 مليار دولار.

 

وتعتبر الولايات المتحدة الأردن حليفا استراتيجيا حتى في وسط تدهور العلاقات مع إدارة ترامب، ووقعت الحكومة الأمريكية في آذار/ مارس اتفاقية تعاون دفاعي مع الحكومة الأردنية تقدم تسهيلات لتواجد قوات أمريكية في الأردن، وسط معارضة نيابية.

 

السفارة الأمريكية في عمان قالت في تصريح لـ"عربي21" إن "البيت الأبيض لم يعلن عن أي اجتماع من هذا القبيل في الوقت الحالي".

 

إزاحة سنوات من عبء إدارة ترامب

 

وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأسبق، العين، محمد المومني، يشدد على أهمية هذا اللقاء مع الإدارة الأمريكية، ويقول: "الزيارة تأتي بعد إدارة أمريكية سابقة كان الأردن قد تعرض أثناء وجودها في البيض الأبيض لكثير من الصعوبات السياسية، وألقت الإدارة الأمريكية السابقة بظلال ثقيلة على الشرق الأوسط، والأردن عانى كثيرا وهو يحاول أن يقنع ادارة ترامب بالتعامل بمزيد من التوازن، اليوم تأتي إدارة جديدة تقترب في فهمها من الفهم الأردني لملفات الإقليم".

 

وتوقع في حديث لـ"عربي21"، الحديث حول "ملفات مختلفة تشمل العلاقات الثنائية والمساعدات الاقتصادية والعسكرية للأردن وهنا الادارة الأمريكية تدرك الأهمية الاستراتيجية للأردن، والنقاش على الأرجح في هذا الملف سيكون إيجابيا، الملف الثاني سيكون ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الأردن موقفه ثابت وواضح من حل الدولتين، والإدارة الأمريكية تقترب كثيرا من المقاربة الأردنية في هذا الأمر".

 

 

 

وتابع: "سيكون هنالك نقاش استراتيجي حول كيفية إحقاق حل الدولتين خصوصا في ظل حكومة إسرائيلية جديدة، وقيادة فلسطينية جاهزة، كما أن الملف السوري سيكون حاضرا إلى جانب استقرار الإقليم".

 

وفي رده على الرؤية الأمريكية لملف الإصلاح في الأردن يقول: "بعد التوجيه الملكي بإنشاء لجنة تحديث المنظومة السياسية، هذا يدل على أن الأردن مستمر في جهود الإصلاح السياسي، نريد أن نصل إلى مرحلة متقدمة من الإصلاح السياسي تؤسس لحكومات برلمانية، وأن تكون هناك أحزاب فاعلة في البرلمان وهذا يعني أن الأردن يتمتع بميزة إقليمية".

 

 

 

 

وكانت آخر زيارة للملك عبد الله الثاني لواشنطن في عام 2018، بعد خلافات مع إدارة ترامب حول الملف الفلسطيني الذي يعتبر ملفا استراتيجيا للأردن الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين، وصاحب الوصاية على المقدسات في القدس.

 

وعارض الملك بشدة خطة الرئيس السابق دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط او ما عرف بـ"صفقة القرن" التي انخرطت بها دول عربية خليجية، إذ رأى أنها تهديد للأمن القومي الاردني وأنها ستقوض أيضا الوصاية الهاشمية على المواقع الإسلامية والمسيحية في القدس.

 

إلا أن الأردن تنفس الصعداء بعد فوز بايدن من الحزب الديمقراطي، إذ استأنفت إدارته المساعدات المالية للأونروا وتبنت حل الدولتين، وعزم بايدن على إعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.

دور إقليمي للأردن

 

الدبلوماسي الأمريكي السابق مفيد الديك، يرى أن الزيارة مهمة للأردن بعد علاقة متأزمة مع إدارة ترامب بسبب رفض المملكة لصفقة القرن، ويقول لـ"عربي21": "الأردن دفع ثمن هذا الموقف بعقوبات لم تكن واضحة ومعلنة ولكن يمكن ان تلامسها بسهولة خلال فترة ترامب".

 

ويعتقد الديك أنه "سيكون للأردن دورا محوريا في الشرق الأوسط في معالجة القضايا الإقليمية، تزامنا مع القمة الثلاثية التي عقدت في بغداد، إذ أن الأردن هو الأقرب الى الموضوع الفلسطيني وذلك لعدة أسباب تاريخية وديموغرافية واقتصادية".

 

 

 

 

وتابع: "كما سيكون للأردن دور في الملف السوري الأوضاع مازالت تراوح مكانها حتى بعد مضي عشرة سنوات على الثورة السورية، أما بالنسبة للعراق فإن الأردن تربطه بالعراق حدود وعلاقات قديمة وتاريخية سواء اقتصادية أو أمنية، وجو بايدن بدأ يعيد العلاقات الأردنية الأمريكية لسابق عهدها، إذ إن الاردن يعتمد على الولايات المتحدة في الكثير وإن الولايات المتحدة الأمريكية ترى في الأردن شريكا على أكثر من مستوى منذ أكثر من سبعين عاما".

 

ملف الإصلاح

 

وحمل فوز الديمقراطيين برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، تأثيرا أيضا على ملفات إصلاح داخلية في الأردن وعلى رأسها الإصلاح السياسي، الذي لم يكن من أولويات ترامب في المنطقة.

 

وسارع الرئيس الأمريكي جو بايدن في السابع من أبريل/ نيسان الماضي للتعبير عن دعمه للأردن خلال اتصال هاتفي مع الملك عبدالله، وذلك بعد ما عرف بـ"قضية الفتنة" التي تقول السلطات الأردنية إن ولي العهد السابق الأمير حمزة، ورئيس الديوان الملكي الاسبق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد متورطان في مخطط "لزعزعة أمن الأردن واستقراره".

 

 

 

 

الكاتبة والمحللة السياسية لميس أندوني، تتوقع أن يطرح الملك عبد الله الثاني امام ترامب أن "المملكة بدأت بعملية إصلاح في قوانين الانتخابات والأحزاب، وهذا مطلوب أمريكيا، لكن عمليا المحتوى ليس اصلاحا".

 

وترى أن "الملك سيطرح ملف القدس وعمليات الضم والتهجير كونها أمورا تحرج الملك والولاية الهاشمية على المقدسات، كما أنها قضية تخص الأردن واستقراره، وايضا سيتصدر الوضع الاقتصادي اللقاء".

 

وتتساءل أندوني كيف يمكن لمرحلة ترامب أن تنتهي بالنسبة للملف الفلسطيني في وقت لم يعكس فيه جو بادين قرار الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال؟، "ملف القدس والضفة ملف مهم، والأردن يرفض ضم أراض فلسطينية والتهجير في القدس، هذا ملف مهم للأردن الذي يؤمن أن حل الدولتين يتلاشى في ظل هذه الأوضاع".

 

"عربي21"، تواصلت مع اعلام الديوان الملكي في الأردن، للحديث حول الزيارة المرتقبة وأبرز الملفات لكن لم يتجاوب الديوان مع استفساراتنا، ويتواجد العاهل الأردني حاليا في الولايات المتحدة اذ يشارك في أعمال الملتقى الاقتصادي بمدينة صن فالي بولاية أيداهو الأمريكية.

أضف تعليقك