ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية بين الاستثمار وضعف القدرة الشرائية

على الرغم من تسجيل انخفاض طفيف في أسعار الذهب في الأسواق المحلية يوم الإثنين، إلا أن التوقعات تشير إلى استمرار ارتفاعه بشكل تصاعدي خلال الأيام المقبلة، نتيجة للعديد من العوامل السياسية، لعل أبرزها استمرار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة

لأول مرة في تاريخ أسعار الذهب، تصل إلى مستويات قياسية في جميع الأصعدة، حيث بلغ سعر بيع الغرام الواحد من عيار 21 قيراطا في محالّ الصاغة إلى 45 دينارا للشراء و43 دينارا للبيع، وفقا لأحدث تقريرا صادرا عن نقابة تجار الحلي والمجوهرات.

وفي استطلاع للرأي أعده "عمان نت"، يرى مواطنون أن ارتفاع أسعار الذهب في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة يدفعهم إلى بيع الذهب لتأمين احتياجاتهم الأساسية، وأضعف الشراء لعدم قدرتهم على ذلك.

ويشير أحد تجار بيع الذهب إلى أن نسبة البيع أكثر من الشراء، حيث يقوم معظم المستهلكين المضطرين والمحتاجين ببيع الذهب، في حين لا يزال الشراء مستمرا حيث يوجد من يقوم بشراء احتياجاته من الذهب.

ومع ارتفاع أسعار الذهب، ووصل سعر الليرة الإنجليزية إلى 365 دينارا بوزن 8 غرامات، بينما وصل سعر الليرة الرشادية وزن 7 غرامات إلى 320 دينارا.

 

الذهب ملاذ آمن

نقيب أصحاب محلات تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات ربحي علان ، يوضح أن ارتفاع أسعار الذهب وصل إلى مستويات غير مسبوقة خلال الفترة الماضية، وسط ضعف كبير في إقبال المستهلكين على الشراء والبيع.

ويرجع علان ضعف الإقبال محليا نظرا لتأجيل معظم المناسبات التي كانت تحدث خلال الأشهر الستة الماضية نتيجة لتعاطف الشارع الأردني مع القطاع، بالإضافة إلى شهر رمضان الذي عادة ما يشهد تراجعا في هذه المناسبات، مما أدى إلى ركود كبير بشكل عام.

الأسعار المحلية للذهب تتبع الأسعار العالمية على مدار الساعة، ويعد الذهب استراتيجية مهمة للاقتصاد الوطني، مما يساهم في دعم التصنيفات الائتمانية ويعزز المؤسسات المالية العالمية، بحسب علان .

ويحتل الأردن المرتبة العاشرة عربيا في احتياطي الذهب، حيث تقدر احتياطيات الذهب في الدول العربية بنحو 15553 طنا من إجمالي 35 ألفا و927 طنا حول العالم، وتهيمن المملكة العربية السعودية على النصيب الأكبر من احتياطيات المعدن الأصفر في المنطقة العربية.

ويشدد علان على أهمية شراء الذهب كاستثمار، نظرا لارتفاع أسعاره عالميا وتوقعات بمزيد من الارتفاعات، مؤكدا أنه مهما ارتفعت أو انخفضت الأسعار يبقى الذهب ملاذا آمنا للمواطنين.

ويتوقع مجلس الذهب العالمي وصول الطلب الإجمالي على المعدن النفيس إلى مستويات قياسية خلال العام 2024، بعد أن بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق العام الماضي، وذلك استنادا إلى تقديراته بشأن استمرار شراء البنوك المركزية للذهب بوتيرة عالية في خطوة إستراتيجية للتنويع بعيدا عن الدولار.

أسباب ارتفاع الذهب

ومن العوامل الإضافية التي تعزز ارتفاع أسعار الذهب بحسب خبراء الاقتصاد، تصاعد التوترات الجيوسياسية، والمخاطر المتزايدة جراء الحرب على أوكرانيا، بالإضافة إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى جانب الانتخابات الرئاسية والتي تدفع المستثمرين إلى اللجوء إلى السلع الآمنة مثل الذهب.

يشير الخبير الاقتصادي محمد خريسات إلى أن الصين تقوم بشراء كميات كبيرة من الذهب لتنويع احتياطياتها والتخلص من الاعتماد الكبير على الدولار، كما يسعى بعض المستثمرين الصينيين للخروج من أزمة العقار والحماية من التضخم.

من جانبه، يؤكد الخبير الاقتصادي عامر الشوبكي، عبر حسابه على منصة فيسبوك، أن توقعات تخفيض أسعار الفائدة في اجتماع الفدرالي المقبل، وزيادة الشعور العالمي بوتيرة متزايدة للمخاطر والتوترات الجيوسياسية ساهم بزيادة الطلب على الذهب.

ومن العوامل الإضافية التي تعزز ارتفاع أسعار الذهب بحسب خبراء الاقتصاد، سعي بعض المستثمرين إلى الحصول على الحماية من مخاطر التضخم الأعلى من المتوقع، قيام مستثمرين آخرين بتعديل محافظهم الاستثمارية في أعقاب ارتفاع سوق الأسهم، وزيادة مشتريات الذهب القياسية من قبل البنوك المركزية على مستوى العالم، واحتمال تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين إذا أصبح دونالد ترامب المرشح الرئاسي الجمهوري.


 

أضف تعليقك