إغلاق معبر رفح: يعطل الكوادر الطبية الأردنية ويفاقم الأزمة الصحية في القطاع

الرابط المختصر

تسبب إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي لمعبر رفح منذ ما يقارب الأسبوعين في تعطيل حركة الكوادر الطبية والتمريضية الأردنية من وإلى قطاع غزة، بالإضافة إلى منع إدخال المساعدات الإنسانية والطبية، الأمر الذي قد يفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.

وتعتبر الأردن من أوائل الدول في إرسال الفرق الطبية  إلى القطاع، للتعامل مع مصابي الحرب، حيث يتم استبدال الفرق الطبية والتمريضية كل أسبوعين إلى  ثلاثة أسابيع  بفرق جديدة لتقديم الخدمة الصحية للمصابين من أهالي غزة .

ومنذ إغلاق المعبر، لا يزال فريقان أردنيان مكونان من 14 شخصا، منهم 11 طبيبا و3 ممرضين، متواجدين في المستشفى الأوروبي في غزة، وهم على تواصل مع جهات عدة لإيجاد مخرج آمن والعودة إلى الأردن، حيث كان من المقرر عودتهم يوم الاثنين الماضي، ولكن بسبب إغلاق المعبر، لم يتمكنوا من العودة.

‎كما يوجد أطباء وممرضون آخرون لا يزالون في مستشفى شهداء الأقصى، بعد إجلاء زملائهم من جنسيات أخرى، علما أنهم حضروا جميعها ضمن وفود طبية بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.
 

ما القصة ؟
 

يوضح أخصائي جراحة الدماغ والأعصاب، الدكتور أنس الحميدي، المتواجد في مستشفى غزة الأوروبي لـ "عمان نت" أن منظمة الصحة العالمية هي المسؤولة عن عودة الكوادر الطبية الأردنية، ولكن مع خروج الأطباء من الجنسيات الأجنبية بالتنسيق مع سفاراتهم، تواصلنا مع وزارة الخارجية الأردنية التي تعمل حاليا على خطة لإخراج الفريق الطبي المتواجد في غزة، مضيفا أنهم في اليوم العشرين من التواصل المستمر والعمل دون انقطاع في المستشفيات، حتى نتمكن من العودة إلى البلاد.

ويشير الحميدي إلى أن إغلاق معبر رفح  تسبب في المزيد من التحديات في القطاع، حيث تتعرض المنظومة الصحية إلى إنهيار، وهناك بعض المستشفيات دخلت في حالة شلل تام بسبب النقص الشديد في المستلزمات العلاجية والأجهزة الطبية. 

من جانبه يبين أخصائي الجراحة الدكتور خالد اللافي، المتواجد في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، أنه بدأ العمل في القطاع منذ 20 من الشهر الحالي، بعد دخوله عن طريق القاهرة بالتنسيق مع منظمة أجنبية تحت مظلة جمعية العون الصحي الأردنية، مشيرا الى ان تأخير خروج الكواد يعود إلى إغلاق المعبر من قبل قوات الاحتلال.

ويؤكد اللافي أن هناك تواصل مع جمعية العون، التي تعمل  بدورها على تأمين معبر آمن لخروج الكوادر الطبية التي أنهت مدة التطوع في القطاع، والعمل على دخول كوادر جديدة، متوقعا أن يتم إخلاء الكوادر الطبية خلال الأسبوع المقبل على أبعد تقدير بعد انتهاء مختلف الإجراءات اللازمة وتوفير معبر آمن للكوادر الطبية القادمة لمساندة العمل في القطاع إلى جانب الكوادر الطبية المتواجدة في القطاع.

ولحين حل هذا الملف، يعمل الأطباء والممرضين على دعم المستشفيات والمرضى بأفضل ما في وسعهم، لحين العودة إلى الأردن، بحسب اللافي.
 

 

كارثة صحية في غزة

بحسب الأطباء الأردنيين المتواجدين في القطاع، يعاني مستشفى غزة الأوروبي أوضاعا شبه كارثية، نظرا للنقص الشديد في الكوادر الطبية، بسبب نزوح بعضهم،  والبعض الآخر مفقود، وهناك عدد من الشهداء بين العاملين، كما أن  التجهيزات شحيحة والصيانة للمعدات شبه معدومة، مع وجود أعداد كبيرة من الجرحى والمرضى، وانتشار التهابات بنسبة عالية ووجود جراثيم خطيرة لا تستجيب للمضادات الحيوية.

ويواجه الأطباء تحديات عديدة بسبب وجود حالات طبية معقدة، وفي المقابل يعانون من نقص في الاجهزة والأدوية والمعدات الطبية، بالاضافة إلى انقطاع الكهرباء والماء احيانا، المواد الطبية التي وصلت مع الوفود الطبية قاربت على الانتهاء، ما يعيق تقديم الرعاية الصحية اللازمة. 

يعد مستشفى غزة الأوروبي الآن أكبر مستشفى في غزة بعد تدمير الاحتلال لمستشفى الشفاء وخروج مجمع الناصر عن الخدمة، حيث يعتمد المستشفى بشكل كبير على الوفود الطبية الزائرة لتعويض النقص الكبير في الكوادر الطبية، كما يعتمد على المواد والمستلزمات الطبية والأدوية التي يحضرها الوفود معهم في كل زيارة.

هذا وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، إغلاق معبري رفح الحدودي، وكرم أبو سالم التجاري جنوب قطاع غزة، لليوم الرابع عشر على التوالي. 

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قد احتلت في السابع من أيار الحالي، الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي، وأوقفت تدفق المساعدات إلى القطاع. 

فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ الخامس من أيار الحالي، إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب شرق مدينة رفح، وتمنع إدخال المساعدات الإنسانية والطبية. 

 

رد من الخارجية

هذا وقالت وزارة الخارجية انها تتابع أوضاع الأطباء والممرضين الأردنيين العالقين في قطاع غزة بعد احتلال الجيش الإسرائيلي لمعبر رفح، والذين تطوعوا للمساعدة في تقديم الرعاية الطبية للأشقاء الغزيين في المستشفى الأوروبي في غزة.

وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير د.سفيان القضاة إن الوزارة تعمل على تأمين إخلائهم إلى المملكة بأسرع وقت ممكن.

ومنعت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة إغلاق المعبرين إدخال أكثر من 3000 شاحنة مساعدات للقطاع، وسفر قرابة 700 مريض وجريح للعلاج خارج القطاع المحاصر.