آمال بانتعاش السياحة خلال عطلة عيد الفطر لتعويض خسائر القطاع
مع اقتراب عيد الفطر، يأمل العاملون في قطاع السياحة أن تنشط الحركة السياحية في ظل إجازة العيد التي تمتد لمدة خمسة أيام، بعد أن تراجعت الحركة بشكل ملحوظ بسبب الأحداث السياسية في المنطقة وتراجع الأوضاع الاقتصادية للمواطنين
وتعد السياحة أمرا ثانويا بالنسبة للعديد من الأشخاص ولا يأتي ضمن الأولويات، الأمر الذي قد يؤثر سلبا على تعافي القطاع السياحي، وتنشيط الحركة السياحية لكافة المنشآت السياحية العاملة في القطاع، وفقا للعاملين في القطاع.
تقديرات جمعية الفنادق الأردنية تشير إلى أن نسبة إشغال الفنادق في مناطق العقبة والبحر الميت وصلت إلى 60 % و50 % على التوالي خلال فترة عيد الفطر، مما يجعلهما المناطق الأكثر طلبا في الأردن.
بينما بلغت نسبة الإشغال في مدينة البترا الأثرية حوالي 14 %، فيما تصل نسبة الإشغال في الفنادق في عمان بحدود 35 %.
رغم هذه النسبة من الحجوزات إلا أن نائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية، حسين هلالات يشير إلى تراجع نسب الإشغال في الفنادق في الأردن من 90 % على الأقل إلى 25 % خلال الموسم الحالي، مرجعا ذلك إلى الضغوطات المالية التي يواجهها القطاع السياحي، جراء الحرب على قطاع غزة، مطالبا الحكومة لدعم القطاع.
ويعبر هلالات عن تطلعه إلى زيادة الإقبال على السياحة، حيث يعتقد أن تأخر الأردنيين في الحجز قد يكون أحد العوامل التي تعوق ارتفاع نسبة الإشغال حتى الآن.
كان البنك الدولي قد حذر من أن اتساع نطاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة واستمرارها ينطوي على آثار اقتصادية محتملة على الاقتصاد الأردني، لا سيما تأثيرها على النشاط السياحي وما يترتب عليها من آثار على إيرادات السياحة والحسابات الخارجية.
وتشير التقارير الأولية الصادرة عن وكالات سياحية إلى انخفاض نسبة إشغال الفنادق والحجوزات بنسبة 50 إلى 75 % خلال الشهرين التاليين لبدء العدوان، لا سيما في المواقع السياحية الأكثر شهرة.
السياحة... بأسوأ حالاتها
عضو الهيئة العامة لشركات السياحة والسفر عصام الشاعر يصف ل "عمان نت" أوضاع السياحة في المملكة يمر بأسوأ حالاته في تاريخها، نظرا للظروف الحالية.
ويوضح الشاعر أن نسبة دخول السياح إلى الأردن قد انخفضت بشكل كبير، وأن الإقبال على الحجوزات السياحية الداخلية قليل جدا، مما دفع العديد إلى تخفيض الأسعار لتشجيع الإقبال على السياحة وتنشيط الحركة.
ومن بين العوامل التي أدت إلى ضعف الإقبال على السياحة، بحسب الشاعر، الأحداث السياسية في المنطقة وخاصة الحرب على غزة، التي أثرت على دخول السياح إلى المملكة، بالإضافة إلى تراجع الأوضاع الاقتصادية والتعاطف مع سكان قطاع غزة.
ويواجه القطاع السياحي تحديات كبيرة، حيث أغلقت بعض الشركات السياحية ومن المتوقع أن تغلق أخرى في الوقت القريب، نتيجة لعدم مساندة هذا القطاع لإنعاشه من جديد، خاصة بعد تعرضه للعديد من النكسات خلال الفترة الماضية.
من جانبه قال وزير السياحة والآثار مكرم القيسي إن نسبة مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد الكلي الأردني في العام الحالي بلغت 14.6 %، فيما بلغت النسبة في الشرق الأوسط 6.9 %.
وأضاف القيسي خلال لقاء إعلامي مع ممثلي وسائل الإعلام بعنوان السياحة في الأزمات واقعا وتحديات، أن النسبة في الأردن أعلى بكثير من معدلات مساهمة قطاعات أخرى بالناتج المحلي الإجمالي
لتحفيز القطاع
بموجب مشروع قانون الموازنة العامة أعلنت وزارة السياحة والآثار عن خطتها لتطوير قطاع السياحة للعام الحالي، التي أعدت في وقت تواجه القطاعات تداعيات عدوان الاحتلال على قطاع غزة وارتفاع نسبة إلغاء الحجوزات بنسبة تجاوزت 60%.
وتوقعت الوزارة أن يصل عدد السياح في الأردن خلال العام إلى 5.3 ملايين سائح عبر تنفيذ أنشطة تسويقية وترويجية للأسواق المستهدفة وتسويق السياحة بكافة أنماطها والاستمرار بتنفيذ وتطوير برنامج أردننا جنة.
كما توقعت أن يسجل الدخل السياحي ارتفاعا إلى 4.9 مليارات دينار خلال العام المقبل من خلال زيادة استقطاب أعداد شركات الطيران العارض ومنخفض التكاليف، وزيادة عدد الوجهات والرحلات القادمة إلى الأردن، إلى جانب استهداف أسواق جديدة للتخفيف من مشكلة موسمية الطلب على السياحة.
من جانبه يؤكد المجلس الاقتصادي والاجتماعي، إنه تلقى توصيات من وكلاء السياحة والسفر ومقدمي الخدمات، لدعم مكاتب السياحة الدولية الوافدة ماديا، وإعفائهم من الضرائب لغاية عام 2023، لتمكينها من عودة أعمالها وضمان ديمومتها واستمرارها لفترة ما بعد كورونا.
ويشير في تقرير حالة البلاد 2021، أن وكلاء السياحة والسفر وقطاع المطاعم ومؤسسات المجتمع المدني والمجتمع المحلي قدموا توصيات لتطوير قطاع السياحة في الأردن، موضحين أن تحفيز فنادق العقبة والبحر الميت على عمل عروض خاصة على أسعارها وخلق منتج منافس، مثل سياحة ال (inclusive AII) وتخفيض أسعار الطعام والشراب داخلها، سيسهم في تطوير القطاع السياحي.