هل من انصاف للمحرومات من رؤية أبنائهن

الرابط المختصر

جمعية التضامن - تهاني عبد الرحمن : ضمن لقاءات جمعية معهد تضامن النساء الأردني تم تنظيم لقاءاً إعلامياً تحدثت فيه مجموعة من السيدات المحرومات من مشاهدة أو حضانة أطفالهن بسبب الخلافات الزوجية أو الطلاق وذلك للحديث عن معاناتهن الشخصية والأسباب التي تحول دون تمتعهن بحق احتضان أطفالهن خاصةً وأن عيد الفطر المبارك على الأبواب ولا أحد يلتفت إلى مأساتهن، حيث تحول صعوبات تطبيق القانون وقصور الإجراءات عن تمكينهن من هذا الحق.

 

وحرصاً من الجمعية على إسماع صوت السيدات والإسهام في حماية حقوقهن وحماية مصلحة أطفالهن الفضلى، تم تنظيم هذا اللقاء لسماع صرخة وجع أمهات لم تتجاوز الأكبر منهن الثلاثين من العمر لم يجدن سوى صرخات الاستغاثة الممزوجة بالدموع ومشاعر الحزن التي ألهبتها فترات البعد لإهدائها لفلذات أكبادهن الصغار اللواتي حرمن من رؤيتهم رغم حلول أجواء عيد الفطر السعيد الذي يحمل في طياته أجمل معاني الحنان والسعادة والاشتياق والتي تكتمل باحتضان الأمهات لأطفالهن اللواتي حرمن من تلك اللحظات السامية رغم أنهن حصلن على حكم قضائي برؤيتهم واحتضانهم ولكن بلا جدوى لا بل وكان الأطفال وسيلة للضغط والابتزاز على هؤلاء الأمهات للتنازل عن أي حقوق لهن والتخلي عن اية حقوق من اجل الخلاص....أربعة نساء كانت جمعية المعهد الدولي لتضامن النساء الركن الهادئ لهن لبث همومهن والصراخ على أعتابهن لعلهن يجدن نصيرا أو حتى سامعا وداعما لقلوبهن التي انفطرت من لوعة الاشتياق والرغبة باحتضان أبناء لهن بعضهم لم يتجاوز السنة من العمر.. جئن لجمعية التضامن باحثات عن عدالة مفقودة بحثن عنها في كل تفاصيل الحياة ولم يجدنها، فلعلهن يجدنها بعد أن يسمع صوتهن عبر وسائل الإعلام ومن خلال المعهد الذي يعد دراسة حول مسألة تنفيذ الأحكام القضائية ووصول النساء للعدالة. الأمنية العامة للجنة الوطنية لشؤون المرأة مسؤولة جمعية التضامن الأستاذة أسمى خضر وصفت هذه الجلسة الحوارية بالصرخة على أعتاب عيد الفطر حيث يحتضن الجميع أبنائهن ويلتئم شمل الأسر ما عدا نسوة جئن الآن وهن جزء ضئيل من كل ما يزال يعاني منذ سنوات تحت نفس الإطار مع اختلاف الوجوه والأحداث، حيث قالت أن عرض معاناة هؤلاء الأمهات لواقعهن وحياتهن هي استصراخ لكافة القيم والأديان السماوية والقانون لحماية حقوق الإنسان بحاجة هؤلاء الأطفال لأمهاتهن يوم العيد وحقهم في الفرحة والبهجة والتي لا تتحقق إلا بان تحتضن الام ولدها وتقبل جبينه ويديه الصغيرتان .

 

أمٌّ بدا على محياها البراءة والإنهاك والدموع المحبوسة ترى في حرمانها من رؤية ابنتها التي لم تتجاوز العام الثاني من عمرها تقول أن ابنتها وكأنها اختطفت عندما جاء طليقها لتنفيذ حكم الاستزارة لها وأخذها ولم تعود حتى الان أي منذ سنة تقريبا ولا تعلم اين هي او اين مقر إقامة طليقها ولا تعلم شيئا عن احوال ابنتها وصحتها وكيف أصبح الان شكلها..الام لم تتوقف عن الحراك اجتماعيا وقضائيا وشخصيا ولم تجد بابا لمساعدتها الا ودقته وعرجت على اعتابه من اجل البحث عن ابنتها او حتى سماع صوتها او لأبسط الأسباب معرفة اين هي الان واستطاعت أن تحصل على ورقة من المحكمة لكن المحكمة لم تنفذ الحكم بسبب عدم معرفة مكان اقامة الاب ، وتدور هذه السيدة الطفلة الملامح في فلك الاحزان والبحث عن ملامسة ايدي ابنتها الرضيعة وتضع شفتيها لتقبل جبينها ولم تلبث هذه الام ان تذرف الدموع لعدم قدرتها على مواصلة الحديث عن ابنتها التي ما زالت تبحث من خلال الدعاء والصراخ عن مجيب لدعواتها وعن محقق لامالها.

 

ولم تكن الام الثانية باحسن حال من سابقتها بل كانت تذرف الدموع عن صديقتها وعن نفسها وكأنهن بذلك يوحدن الحال مع اختلاف الوجوه والاسماء فقط وتلازم حالة الظلم، حيث قالت لم تختلف حكايتي عن صديقتي عندي ولدان وبنتان واصبح الاب "الطليق" يرى ابناءه لمدة اربعة اشهر بحكم الاستزارة لكنه يوم اخذهم لم يعيدهم على الاطلاق ودون علمي ودون استشارتي بالطبع واصبح يبتزني انه سيعيد لي ابنائي في حال تنازلت عن كامل حقوقي ودون اي طلبات بعد الطلاق وواصلت الام الباحثة مع مطلع كل يوم عن ان تحتضن ابناءها الصغار عن رفع القضايا من اجل المشاهدة وحصلت على حكم وعند البدء بتنفيذه رفع الاب استئنافا وأجلت جلسة المشاهدة وهكذا الأمر حاصل منذ شهور تقارب العام تقريبا ولم تشم حتى رائحة أبنائها إلى اليوم.

 

الشابة الأخرى التي لا ينقصها من الجمال والثقافة وحسن النسب شيئا حرمت من رؤية ابنها دائما بسبب زواجها من أخر بعد ان طلقها زوجها بفترة طويلة، تقول أن ابنها ذي السنوات الثمانية يهاتفها سرا وخوفا وهلعا من والده دون علمه ليسمع صوت أمه ويقترح عليها بان ياخذ جواز سفره ليهرب عندها ويترك والده، لكنها ترفض ذلك منه وتؤكد له ان لا يغيب عن البيت او يتصرف اي تصرف دون علم والده خوفا عليه من الضياع او سلوك اي سلوك يؤذيه او يضعه في ظروف سيئة لاسمح الله.

 

الام الرابعة والتي فقدت اربعة بنات اكبرهن خمس سنوات واصغرهن توأم بعمر العام ولم تتمكن من مشاهدتهم منذ حوالي العام والتي عايشت المرارة والحسرة على اطفالها البنات اكبرهن خمس سنوات واصغرهن التوأم ذي العام الواحد تقول..علاقتي مع زوجي كانت رائعة واخذته عن معرفة رغم انه يكبرني بعشرين عاما لكن تدخل اهله بحياتنا ومكان سكننا أدى بالعلاقة إلى التردي بشكل كبير ولم يكن الطلاق الا الوسيلة الوحيدة وقد أخذهن الطليق وتملك الام حكم مشاهدة وكذلك الحالة عندما تشارف المشاهدة على التنفيذ يأخذ الأب حكما بالاستئناف وتدور الأمور حول ذات النقطة لابل وتمر الأشهر والسنوات ربما دون ان ترى الام ابناءها بسبب تعنت الاب غير المبرر وغير القانوني ورغم حصول الام على حكم بالمشاهدة لكن الاستئناف والتلاعب بالأحداث بعد أن رفع المحامي ضدها قضايا ذم وتحقير لشدة قلقها وحزنا على فقدان بناتها ما أدى بها أحيانا لدرجة فقدان صوابها وكانت هذه الأمور سيدة الموقف بحرمان الام من رؤية بناتها الصغار...

 

وتابعت خضر في معرض تعليقها على ما سمعته من أصوات لا بل صرخات النساء أن أسوا الخلافات بين الزوجين تكون حين يكون الأطفال أداة للابتزاز والمساومة لإضعاف المرأة وسلبها حقوقها الشرعية، مشيرة انه وفي هذا الحال فان الطفل يكون المتضرر الأول والأم التي تمنع عن وليدها تكون المتضرر الثاني عندما تطعن وفي الصميم بأمومتها بحرمانها من وليدها،معتبرة أن هذا أمر يحتاج لوقفة ومراجعة للمنظومة الاجتماعية.

 

وأضافت ان مكتب شكاوي المرأة التابع للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة وجمعية التضامن يتعاملان مع العشرات من قضايا النساء والأمهات اللواتي حرمن من أطفالهن وحتى الرضع منهم ويواجهن صعوبات ومعاناة بالوصول للعدالة وذلك أما لثغرات بنصوص القانون او ضعف بإجراءات تنفيذ القانون او حتى الفساد الذي يطال شخص في موقع المسؤولية وأيضا الاستهتار بحكم وسيادة القانون.

 

وشددت خضر......... في موضوع الاستزارة الذي نصت عليه المادة من قانون الأحوال الشخصية الجديد والذي لم يحدد ضوابط تراعي مصلحة الطفل الفضلى بتطبيق القانون، داعية لضرورة وضع ضوابط جادة وعملية ورفع سن الاستزارة خارج بيت الام إلى ما فوق الخمس سنوات، كما دعت إلى أن تكون جلسة التطليق القضائي تصاحبها جلسة الحكم بالنفقة والحضانة "اي أن تتلى كل الحقوق دفعة واحدة توفيرا للمشقة والكلفة على الطرفين".