قضية ليث: الحكومة تتحقق والأمن يبرر ومنظمات مصدومة

الرابط المختصر

-وثائقيات حقوق الإنسان- محمد شما

يبدو أن تفاعلت قضية الحدث ليث قلاولة وما تعرض له من تعذيب على أيدي بعض قوات الدرك أخذ أبعادا سياسية وحقوقية لم يتوقعها الساسة والأمنيون.

بعد شجب مدني من خلال الحركات الشبابية التي لم تجد في هذا الإجراء سوى جزءً من ممارسة متوقعة من جهاز الدرك الذي طالما أمعن في قمع المظاهرات أو الاعتصامات بطريقة يصفها البعض باللاانسانية..فيما صدمت المنظمات الحقوقية من هول ما حدث مع ليث وأسلوب التعذيب الذي تعرض له من جهاز أسس في العام ٢٠٠٨ لغايات حماية الهيئات والسفارات الدبلوماسية الأجنبية ليتحول بعد ذلك إلى ضابط لكل مظاهرة أو اعتصام ينفذه أردنيون يطالبون من خلالها بإصلاحات سياسية وعدالة اجتماعية.

المركز الوطني لحقوق الإنسان، اعتبر في بيان له أن من الأهمية بمكان ضرورة تشكيل لجنة حكومية مستقلة للتحقق من ما حصل مع الحدث ليث وبحسب مندوب المركز فإن ثمة تأكيدات واضحة لممارسة تعذيب وقعت بحق الحدث من قبل بعض ضباط الدرك.

حكوميا، أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة عن تشكيل فريق تحقق وتحري من مديرية الأمن العام للوقوف على ملابسات ادعاء الحدث ليث القلاولة بتعرضه للضرب والتعذيب من قبل الأجهزة الامنية في مدينة السلط قبل يومين وأن الفريق باشر أعماله منذ اللحظة الأولى لتلقي الشكوى.

المعايطة أكد في بيان صحفي أصدره الثلاثاء أن الحكومة قامت على الفور بمتابعة حيثيات القضية للوقوف على تفاصيلها ومعرفة ملابساته.

وتشير المؤشرات والتحقيقات الأولية إلى أن الحدث ليث ألقي القبض عليه أثناء قيامه ومجموعة من الأشخاص بمحاولة اقتحامهم لقسم سير البلقاء وإلقاء زجاجات حارقة وحجارة عليه، وتم ثنيهم عن نيتهم باقتحام المبنى باستخدام القوة اللازمة والمناسبة واصطحاب من ألقي القبض عليه منهم إلى المركز الأمني حيث تبين هناك وجود إصابة الحدث وشخص آخر ليتم إسعافهما مباشرة إلى مستشفى الأمير الحسين وإجراء إسعاف اولية لهما، واحتصل الحدث القلالوة هناك على تقرير طبي يشعر بوجود جرح في الرأس والعين وحول إلى مستشفى الأمير حمزة للمتابعة والعلاج.

وستعلن نتائج التحقيق حال انتهائها وسيتم تحويلها للقضاء إذا تبين وجود أي تجاوز من أي شخص او جهة كانت مشيرا الى ان التعامل مع مثل تلك الأحداث الخارجة عن المألوف يمكن ان ينتج عنها بعض الخروقات غير المبررة.

فيما وصف الفريق الوطني لمناهضة التعذيب ما تناقلته وسائل الإعلام عن الحدث ليث القلالوة في مدينة السلط، بـ”التعذيب غير الإنساني”، الأمر الذي يؤشر على أن منظومة حقوق الإنسان في التعبير والمشاركة في الحراكات الشعبية والمطلبية ليست في وارد من قام بالتعذيب وأن هذه الجهات التي أوقعت العمل “الشنيع” يجب أن يطالها العقاب والمساءلة والردع.

وطالب الفريق بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة من جهات ذات صدقية على أن لا يكون طرفا فيها ممثلون عن جهات “أبعد ما تكون عن الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان” وأن لا يتم التسويف في الإعلان عن نتائج ما يتم التوصل إليه وأن يتم إنزال أقصى العقوبات على من قام بهذه الجريمة الشنيعة ليكون عبرة لمن يعتبر.

إعلاميا، عبرت رئيسة تحرير صحيفة الغد اليومية، جمانة غنيمات عن صدمتها من ما حصل مع الشاب ليث قائلة في مقالة نشرتها الثلاثاء أن هذا الاعتداء لا يمكن أن يحدث في الأردن. وبحسب ما رصدته غنيمات من مقاطع فيديو قامت بتوثيقها الزميلة غادة الشيخ في ذات الجريدة فإن هناك "سبق إصرار وترصد عن قصد.

تختم رئيسة التحرير بقولها: (…) وللجميع أن يسألوا كيف سنخلق شعورا بالمواطنة لدى جيل الشباب الذين يرون أقرانهم يهانون ويعذبون والفاعل يفلت من أي حساب أو عقاب.

أضف تعليقك