الصليب الأحمر يطلب تمويلاً لمواجهة أزمات الشرق الأوسط

الرابط المختصر

تسببت حالات الطوارئ المفاجئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي بدأت خلال الأشهر الأولى من هذه السنة بالموت والجراح والمعاناة لعشرات الآلاف من الأشخاص.

وصرح رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، السيد "جاكوب كيلينبرغر"، في مؤتمر صحفي عقده اليوم في جنيف : "إن هذه الأزمات الإنسانية غير المتوقعة والمتزامنة وضعت اللجنة الدولية على المحك ودفعتها إلى التعامل مع أوضاع تتسابق فيها الأولويات على صعيد العمليات".

وأطلق الرئيس في هذا المؤتمر الصحفي نداءات الطوارئ الخاصة بالمنظمة للعام 2012. وتطلب اللجنة الدولية من المانحين مبلغ 1.15 مليار فرنك سويسري لتمويل أنشطتها للعام القادم في مختلف أنحاء العالم.

وتشمل ميزانية اللجنة الدولية للعام 2012 مبلغاً أولياً من 970 مليون فرنك سويسري للعمليات الميدانية، ومبلغ 181 مليون فرنك سويسري للدعم الذي يقدمه مقر المنظمة في جنيف. ويقارب المجموع المبلغ الذي كان مطلوباً في الميزانية القياسية الأولية للجنة الدولية لعام 2011.

ويقول "كيلينبرغر": "ستكون أفغانستان في العام 2012 مسرحاً لأوسع عمليات اللجنة الدولية الإنسانية من حيث الميزانية المرصودة، مع إنفاق متوقع بمبلغ 89 مليون فرنك سويسري.

ويعكس هذا المبلغ التزام المنظمة الراسخ في مواصلة جهودها لمساعدة الأفغانيين على مواجهة كفاحهم اليومي." ويبقى الحصول على الرعاية الصحية تحدياً يواجهه الناس في المناطق الأكثر تضرراً من النزاع بسبب القتال الدائر فيها والانعدام العام للأمن، أو لأن مراكز الصحة والعيادات لا تعمل بشكل كامل في بعض الأماكن، وأن العاملين فيها هربوا أو هم خائفون ولا يجرأون على التوجه إلى عملهم.

وتشمل عمليات كبرى أخرى للجنة الدولية العمليات في الصومال وتبلغ الميزانية المرصودة لها 70.2 مليون فرنك سويسري، وفي العراق حيث تبلغ النفقات المخطط لها 67،3 مليون فرنك سويسري، وفي السودان الذي يتوقع أن تكلف العمليات فيه 55 مليون فرنك سويسري.ويضيف "كيلينبرغر": " إذا عدنا إلى العام 2011 ، نجد أن المرونة كانت أساسية لتكييف خططنا ومواردنا في الوقت ذاته الذي كانت تقع فيه الأحداث".

في ليبيا على سبيل المثال، تم إرسال فريق متعدد الاختصاصات إلى مدينة بنغازي شرقي البلاد بعد بضعة أيام فقط من اندلاع العنف في شهر شباط/فبراير. وبعد أسابيع قليلة، أقامت اللجنة الدولية بعثة في طرابلس. وشرعت بسرعة في أداء مهامها الإنسانية على جانبي خط المواجهة، فقامت مثلاً بزيارة المحتجزين، وتسليم الإمدادات الطبية إلى المستشفيات، وإزالة المتفجرات من مخلفات الحرب، وتقديم المواد الغذائية وغيرها من المواد لمن كانوا بحاجة إليها.

ويوضح "كيلينبرغر" قائلاً: "كان وجود موظفين لنا في المكان أمراً أساسياً في تسهيل الحوار مع كل أطراف النزاع والحصول على إمكانيات أفضل وأكثر أمناً بالوصول إلى الأشخاص الذين كانوا بأمس الحاجة إلى مساعدتنا. وهذه التجربة في ليبيا أظهرت مرة أخرى أهمية العمل الإنساني المستقل والمحايد مقترناً بالقدرة على الانتشار السريع."

ويقول رئيس اللجنة الدولية : "إن قدرتنا على التعامل مع الأحداث غير المتوقعة ستبقى عنصراً مركزياً في الإدارة الناجحة للأزمة وفي التسليم السريع للمساعدات إلى النساء والرجال والأطفال المعوزين. وإننا في الوقت ذاته عازمون على تعزيز القدرة على المواجهة والاكتفاء الذاتي لدى الجماعات المحلية التي تعاني من آثار النزاعات المسلحة المطولة كتلك التي تجري في أفغانستان والعراق وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وحماية كرامة الأشخاص المعنيين على نحو لا يمكن أن تتحقق به فقط عبر المساعدات الغذائية أو غيرها من الإغاثة العاجلة." فعلى سبيل المثال، جاءت المبادرات في مجال المشاريع الاقتصادية الصغيرة التي تبنتها اللجنة الدولية في العراق لتتيح للعديد من الأسر التي تعيلها النساء تحسين أوضاعها.

ويختتم "كيلينبرغر" قائلاً : "كلما كان علينا اتخاذ إجراءات لتلبية الاحتياجات الطارئة الناجمة عن أزمات جديدة أو أزمات متفاقمة، كالتي تحدث في ليبيا، وسورية ، والصومال، وكوت ديفوار، كانت شراكتنا مع الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر تساعدنا في التمكن من الوصول إلى مناطق بعيدة وتسليم المساعدات بأكثر الطرق فعالية."يساوي

حالياً الفرنك السويسري ما يقارب 1.08 دولاراً أمريكيا، أو 0.81 يورو.