رواج كبير لعقاقير التنحيف في الزرقاء رغم التحذيرات والمخاطر
في بلد كالاردن حيث 80 بالمئة من النساء والرجال مبتلون بالسمنة، لا يبدو مستغربا ان تلقى عقاقير التنحيف رواجا لدى الحالمين بالحصول على اجسام رشيقة، وباي ثمن، حتى لو كان صحتهم، وربما حياتهم احيانا.
وكما تؤكد دراسات محلية ودولية فان الاردن يعد واحدا من ضمن اكثر عشرة بلدان في العالم من حيث انتشار السمنة، وذلك بما نسبته 82 بالمئة من الرجال و80 بالمئة من النساء.
وقد شكلت هذه النسب العالية بيئة مؤاتية لنمو سوق واسعة في البلاد لعقاقير التنحيف التي تقبل عليها النساء بدرجة اكبر من الرجال.
ويقول مراقبون ان حجم هذه السوق في الزرقاء ياتي ثانيا بين محافظات المملكة بعد عمان في ضوء الكثافة السكانية الكبيرة وقلة عدد مراكز اللياقة والمنشآت الرياضية التي يفترض ان تشكل بديلا طبيعيا يغني عن اللجوء لعقاقير التنحيف.
ويمكن الحصول على هذه العقاقير بسهولة سواء من الصيدليات التي تبيعها غالبا بدون وصفة طبية، او من السوق السوداء حيث يجري تداول انواع غير مرخصة يتم تهريبها من خارج البلاد.
وهناك ايضا خلطات مجهولة المكونات يروج لها بعض المتعاملين مع الاعشاب بوصفها فعالة في انقاص الوزن.
ورغم تحذيرات المختصين من التعاطي غير المدروس ودون اشراف طبي لعقاقير وخلطات التنحيف، الا ان الكثيرات يلجأن اليها غير عابئات بالتحذيرات.
ساجدة، وهي سيدة من الزرقاء تعاني من السمنة واحدة ممن تجاهلوا التحذيرات، حيث واظبت على تناول عقار للتنحيف يباع على شكل حبوب على امل الخلاص من وزنها الزائد، لكن النتيجة جاءت وبالا عليها كما تخبرنا.
وتقول هذه السيدة انها عانت من دوار وغثيان وأوجاع في البطن بعد فترة من تعاطيها هذه الحبوب.
وذات الاعراض ظهرت على يسرى سعيد قبل ان تنقلب الاية ويزداد وزنها بدلا من ان ينقص كما كانت تأمل.
وتقول يسرى انها خسرت بعض الوزن اول الامر، لكنها لم تلبث ان بدأت تلحظ ازديادا في وزنها حتى اصبح اكثر مما كان عليه قبل تناولها لهذا العقار.
ومن جانبها، تخبرنا مدربة اللياقة البدنية عبير النجار عن اعراض خطيرة لاحظتها على الكثيرات ممن لجأن الى عقاقير التنحيف بهدف اختصار الطريق نحو الرشاقة بعيدا عن الرياضة والحمية.
وتقول النجار ان من بين هذه الاعراض "الطفح الجلدي وجفاف الفم والإسهال والإمساك والهلوسة والدوخة".
ونصحت مدربة اللياقة النساء بممارسة الرياضة واتباع الحمية بدلا من استخدام هذه العقاقير التي وصفتها بانها تحوي "مواد كيماوية تؤثر في صحة الانسان سواء كان رجلا أو امرأة".
وتحذر خبيرة التغذية هالة التلالوة بدورها من التعامل العشوائي مع عقاقير التنحيف، وتشدد على ان تعاطيها ينبغي ان يكون تحت اشراف ومتابعة المختصين.
وتقول التلالوة "في بعض الأحيان قد نستخدم تلك الحبوب لكن بشكل عام يجب ان يكون ذلك بوصفة ومتابعة من أخصائي، وضمن برنامج غذائي معين".
ويؤكد عيسى العمري وهو طبيب عام معارضته استخدام عقاقير التنحيف تحت اي مبرر، وينصح بدلا من ذلك بالحمية والرياضة.
ويقول العمري انه "ضد هذه العقاقير لأنها تؤدي إلى مضاعفات وتأثيرات جانبية سلبية على الإنسان".
ويوضح ان بعض هذه العقاقير التي تحرم الجسم من بعض الفيتامينات المهمة تسبب "الفشل الكلوي وضمور العضلات ولها مخاطر على القلب إذ تؤدي إلى ضعف عضلة القلب".
وقال العمري ان هذه المضاعفات تحدث عند تناول تلك العقاقير لفترات طويلة، او عند استخدام الشخص عدة انواع منها.
ولفت كذلك الى ان وزارة الصحة قامت قبل فترة بسحب نوع من حبوب التنحيف من الصيدليات بعدما تبين ان لها اثارا خطيرة على الصحة.
ونصح العمري من يعانون من السمنة بإجراء كشف طبي كامل على الجسم لمعرفة نوع السمنة وحالة الجسم الصحية، والتقليل من الأكل بالتدريج وزيادة شرب السوائل خصوصا الماء والشاي الأخضر والزنجبيل والمشي والجلوس المعتدل.
وحتى يبين جدوى مثل هذه السلوكيات، فان الطبيب العمري يشير الى ان الجلوس المعتدل، وهو ابسط ما يمكن ان يفعله الشخص، يؤدي الى حرق 100 سعره حرارية.