300 الف مواطن في الزرقاء تحت رحمة "السكري"

 300 الف مواطن في الزرقاء تحت رحمة "السكري"

اكد خبير في المركز الوطني للسكري ان 30 بالمئة من مواطني الزرقاء مصابون او لديهم استعداد للاصابة بهذا المرض، عازيا هذه النسبة المرتفعة الى العادات الغذائية المرتبطة بتدني الدخل ومستوى المعيشة في المحافظة.

 

وقال الطبيب الاستشاري حيدر البستنجي ان دراسة اجريت باشراف المركز اظهرت ان 13% من مواطني معظم مدن المملكة ممن تزيد اعمارهم عن 25 عاما مصابون بمرض السكري، وان 17 بالمئة لديهم ما يعرف بحالة ما قبل السكري.

 

واوضح ان المعطيات حول المرض في الزرقاء جاءت متماثلة مع النسب التي خلصت اليها الدراسة على مستوى المملكة.

 

ويعني ذلك ان 300 الف من اصل نحو مليون مواطن في المحافظة مصابون او معرضون للاصابة بمرض السكري.

 

واضاف البستنجي، وهو اخصائي غدد صم وسكري ومستشار امراض باطنية، ان من اهم اسباب الاصاب بالمرض زيادة الوزن والدهون حول محيط الخصر، وكذلك دهون الامعاء والكبد التي تسمى الدهون الحشوية.

 

واكد في هذا السياق ان محيط الخصر لا يجب ان يزيد في الاحوال الطبيعية عن نصف طولة قامة الشخص، اي ان من كان طوله 180 سنتمترا لا ينبغي ان يتجاوز محيط خصره عن 90 سنتمترا.

 

وفي ما يتعلق بالزرقاء، قال البستنجي ان الدخل المتدني لسكانها يجعلهم يعتمدون في غذائهم على الكربوهيدرات والسكريات لانها الارخص سعرا مقارنة بالبروتينيات، وهو ما يؤدي الى رفع معدلات السمنة بينهم، وبالتالي نسب الاصابة بالسكري.

 

ووصف الزرقاء بأنها "غير صديقة للمشاة"، لجهة افتقارها الى اماكن تتيح للناس ممارسة رياضة المشي التي تساعد في تخفيف الوزن، عدا عن ان هذه الرياضة تعتبر "عادة مستهجنة" عند اهلها.

 

وقال "هذه المدينة محاطة بالفقر من جهة، وسوء استهلاك السعرات الحرارية من جهة اخرى، وكذلك صعوبة الحصول على حيز امن لممارسة رياضة المشي نتيجة للاكتظاظ السكاني".

 

واضاف انها تفتقر ايضا اخصائيي سكري، كما لا توجد فيها مراكز للمصابين بهذا المرض، والذين تتطلب حالاتهم عناية بالكليتين والعينين والجلد واجراء تحاليل للسيطرة على دهنيات الدم ومعالجة المضاعفات الاخرى المحتملة .

 

من جانب اخر، اوضح البستنجي ان الاصابة بالسكري لا تاتي فجأة، حيث تمر بعملية طويلة يتخللها تدهور خلايا البنكرياس ونقص افراز الانسولين ثم افراز انسولين يكون الجسم في حالة مقاومة له.

 

وقال ان السكري مرض مزمن يؤثر على هضم واستقلاب البروتينات والدهون والكربوهيدرات، ما يؤدي الى ارتفاع مستوى سكر الدم مع ما يصاحب ذلك من انعكاسات على الشرايين والاوردة.

 

واضاف انه يصيب الشرايين والاوعية الدقيقة ويؤدي الى مضاعافات مزمنة على شبكية العين وشرايين القلب والشرايين التي تغذي الكلى والاعصاب الطرفية والجلد، بحيث انه يصبح مرضا لكل اعضاء الجسم.

 

واشار البستنجي الى ان النسبة الطبيعية للسكر في الجسم يجب الا تزيد عن 100 ملغم عندما يكون الشخص صائما او بعد ساعتين من تناوله الطعام، لكنه اوضح ان قياس هذه النسبة ليس العامل الوحيد في التشخيص، حيث ان هناك فحوصا اخرى واعراضا صحية يجب ان تؤخذ في الحسبان.

 

وشدد على ان السكري مرض يجب التعامل معه "بذكاء وحذر"، ويتطلب حمية وزيادة للنشاط البدني ومراجعة مختصين من اجل ترتيب الطريقة المناسبة والمثلى للعلاج.

 

ولفت البستنجي الى ان مرض السكري لدى الاطفال يتميز عن البالغين بانه ينجم عن نقص حاد في الانسولين نتيجة تلف خلايا "بيتا" التي تفرز هذا الهرمون في البنكرياس، ولاسباب بعضها فيروسي والاخر مناعي، واحيانا بدون سبب واضح.

 

ونوه الى ان نسب الاصابة بالمرض عند الاطفال متشابهة حول العالم، وهي متدنية ولم تتغير عبر فترة طويلة، مبينا ان دراسات غير مؤكدة تربط بين افتقار جسم الام لفيتامين دال وبين اصابة طفلها بمرض السكري مستقبلا.

 

وكما يتضح، فان المصابين بهذا المرض، ومنهم نائل عبدالرؤوف، يدركون خطورته واهمية التكيف معه للحد من مضاعفاته على صحتهم.

 

ويقول عبدالرؤوف الذي كان يقف في طابور صيدلية عيادة وكالة الغوث لصرف العلاج، انه ما ان علم بمرضه من الطبيب حتى قرر الالتزام بالحمية والابتعاد عن الحلويات والاقلال من شرب القهوة.

 

ويؤكد هذا الرجل، وهو في عقده الرابع، انه لم يكن يعاني قبل ذلك من اية اعراض واضحة تشير الى اصابته بالسكري.

 

وعلى العكس تماما، تقول ام علاء ربيحات ان حفيدتها البالغة ثلاثة اعوام ظهرت عليها اعراض حادة قبيل اكتشاف مرضها، ومنها كثرة شرب الماء والعصائر والتبول، ثم تفاقم الامر حتى هزل جسمها ودخلت في غيبوبة.

 

وقالت ام علاء التي كانت تجلس مع حفيدتها في انتظار دورهم خلال مراجعة روتينية في عيادة الوكالة، ان الطبيب شخص اصابتها بالسكري نتيجة فايروس.

 

واضافت ان وقع الخبر على اسرتها كان شديدا بادئ ا لامر، ولكن مع الوقت استطاعوا التأقلم واكتساب الخبرة حول كيفية التعامل مع مرض الطفلة حتى لا تتفاقم حالتها وتتضرر اعضاء جسمها الاخرى، وخصوصا الكليتان.

 

أضف تعليقك