ناجية من سرطان الثدي من على سريرها بالحاووز: لا تترددن بالفحص

الرابط المختصر

- الزرقاء ثالث محافظات المملكة بمعدل الاصابات

"لا تترددن في الفحص"، كان هذا مضمون رسالة وجهتها رشيدة محمد رشيد ذات الاعوام السبعة والاربعين الى النساء من على سريرها في مستشفى الزرقاء الحكومي "الحاووز"، بعد يوم من خضوعها لعملية استئصال ورم سرطاني في الثدي.

ورغم الاعياء الذي كان باديا في وجه رشيدة من اثر العملية، الا ان ابتسامة رضا وسكينة ظلت مرتسمة على شفتيها وهي تحدثنا بقصتها مع الورم منذ اكتشافه وحتى استئصاله اخيرا.

وتقول السيدة التي استهلت بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام: "اذا احب الله قوما ابتلاهم"، انها انتبهت اول الامر الى وجود كتلة صغيرة في احد ثدييها، وفاتحت حينها ابن زوجها في الامر واخبرته بعزمها التوجه الى المركز الصحي للفحص.

وتابعت ان ابن زوجها حاول تهدئة مخاوفها معتبرا ان الامر لا يستحق القلق، لكنها حزمت امرها وقصدت عيادة المركز.

واضافت رشيدة ان طبيب المركز الذي كشف عليها قام بتحويلها الى المستشفى الحكومي، وهناك قرر الطبيب الاخصائي اخذ خزعة من الورم لفحصها.

ولدى ظهور نتيجة الخزعة تبين ان الكتلة كانت ورما سرطانيا يستدعي مداخلة جراحية لاستئصاله.

وتقول رشيدة التي تتماثل للشفاء الان "نصيحتي لكل سيدة إذا لاحظت أي ورم أو أي تغير مهما كان بسيطا ان لا تتردد في الخضوع للفحص والعلاج اذا تطلب الامر".

وفي نفس المستشفى كانت هناك فتاة في عقدها الثاني تتلقى العلاج بعد اكتشاف سرطان مماثل لديها.

وتقول تخبرنا الفتاة التي طلبت عدم نشرها لحساسية الامر في ظل الاعتبارات الاجتماعية السائدة، ان بداية اكتشاف المرض كانت مع ملاحظتها وجود افرازات غير طبيعية من الثدي، وعند قيامها بالفحص الطبي تبين انها مصابة بالسرطان.

وهي الان تخضع الى مزيد من الفحوصات تمهيدا لتحديد الية العلاج.

وشهدت السنوات الماضية تطورا مطردا في اساليب علاج السرطان، وبخاصة سرطان الثدي، اضافة الى ان وعي النساء بهذا المرض اسهم في اكتشافه مبكرا، وهو ما يزيد من فرص الشفاء.

وهذا الامر يؤكده شاهر هناندة أخصائي ومستشار الجراحة العامة في مستشفى الزرقاء الحكومي، والذي يقول ان "وسائل التشخيص اصبحت احدث والاكتشاف المبكر بات يؤدي إلى الشفاء التام".

ويحتل الاردن المرتبة الثانية بين البلدان العربية من حيث معدل الإصابة بسرطان الثدي إذ بلغ 53 لكل مائة ألف سيدة.

وتاتي العاصمة عمان في المرتبة الأولى من حيث معدلات الاصابات، وبنسبة 75.5% تليها اربد بنسبة 14% ثم الزرقاء بنسبة 12%، وأدنى نسبة هي في المفرق وبواقع 10 حالات لكل مائة الف.

ويصيب سرطان الثدي الرجال ولكن بنسبة قليلة لا تتجاوز 1% من الحالات فيما نسبة ال99% الباقية هي لدى النساء.

وكما يوضح الدكتور هناندة، فان علامات المرض تتضمن ظهور كتل او تغير في شكل أو لون الثدي أو الحلمة أو افرازات حمراء او دموية، أو وجود كتل تحت الإبط.

ويلفت هناندة الى ان من ينجبن في عمر متقدم والمصابات بالعقم تزداد معدلات الاصابة لديهن، فيما تنخفض لدى النساء كثيرات الولادة.

ويضيف ان سبب المرض ما زال غير معروف، لكن هناك عوامل تساعد على ظهوره ومنها التقدم في العمر، وتعاطي الهرمونات إما بطريقة علاجية آو من اجل تنظيم الدورة أو من خلال حبوب منع الحمل والتعرض للأشعة والوراثة.

ويوضح ان الاجراء المتبع يتدرج من استئصال الكتلة المصابة فقط، وصولا الى استئصال كامل الثدي اذا كان المرض في مرحلة متقدمة، ثم تخضع المريضة لعلاجات منها الهرموني والكيماوي والأشعة حسب الحالة وحتى يصبح العلاج متكاملا.

أضف تعليقك