تواصل معضلة مواصلات طلبة الزرقاء الذين يدرسون في جامعة ال البيت في المفرق استعصاءها على الحل، ودون ان تسفر شكاواهم واحتجاجاتهم المستمرة سوى عن المزيد من الوعود التي يتضح في كل مرة انها مجرد "ابر تخدير".

 وتتعدد اوجه معاناة الطلبة بدءا من تاخرهم في الوصول الى الجامعة صباحا نتيجة قلة اعداد الباصات في مجمع الزرقاء بسبب تغيير بعضها اتجاهها للعمل على خط الجامعة الهاشمية وتواجد قسم اخر في رحلات العمرة بشكل مستمر.

 تاتي بعدها مشكلة امتناع الباصات عن ايصالهم مباشرة الى جامعتهم بعد العاشرة صباحا، حيث تصبح محطتها النهائية هي مجمع السفريات الشرقي داخل مدينة المفرق، الامر الذي يضطرهم الى ان يستقلوا باصات اخرى تنقلهم منه الجامعة.

  ويتكرر الامر في ساعات المساء حيث يستخدم الطلبة باصات توصلهم الى المجمع الشرقي واخرى تنقلهم منه الى الزرقاء.

 وعدا عن ان هذا الامر يكبد الطلبة نفقات اضافية، فان المجمع  يمثل بالنسبة لكثيرين منهم منطقة "خطرة" في ظل الاعتداءات التي وقع ضحيتها زملاء لهم هناك على يد "اصحاب اسبقيات".

 وبين هذا وذاك، جاء قرار ادارة الجامعة بابعاد مواقف التحميل والتنزيل عن بوابتها لمئات الامتار والذي فاقم من معاناة الطلبة.

 وعلى مدى سنوات نفذ طلبة الجامعة فعاليات احتجاجية للمطالبة بحل المشكلة، ودون ان يسفر ذلك عن نتيجة الى الان.

 وقد شهد يوم الاحد 16 اذار احدث تلك الفعاليات، حيث نظمت مجموعة منهم اعتصاما في مجمع الامير راشد بالزرقاء افضى في اليوم التالي الى لقاء مع المحافظ تخلله اتصال مع هيئة تنظيم قطاع النقل التي قدمت وعدا اخر يضاف الى وعودها السابقة بان تعمل على ايجاد حل جذري للمشكلة.

 ويعلق الطالب وليد الشريف وهو ممثل عن الوحدة الطلابية في الجامعة على وعود المسؤولين المتكررة لهم قائلا "لا احد يريد حل هذه المشكلة، وانا كطالب ماذا بيدي غير الاعتصام؟".

 ولخص الشريف مطالب زملائه في ما يتعلق بمشكلة المواصلات قائلا "نحن نريد باصات تنقلنا من الزرقاء الى الجامعة وان تدخلها أسوة ببقية الجامعات، وأن نجدها حين نغادر".

 واضاف "كما اننا نريد عددا كافيا من الباصات وان يتم منعها من الخروج في رحلات العمرة لانها مخصصة لخدمتنا، واذا ما غابت فلن نستطيع الوصول الى الجامعة".

 وقال الشريف وهو طالب في السنة الثالثة في كلية الهندسة، ان من طلبة الجامعة قرروا تشكيل الوحدة الطلابية التي تضم سبعة الاف طالب، لمتابعة المشكلة بعد حادثة اعتداء تعرضت لها احدى زميلاتهم في مجمع سفريات المفرق الشرقي.

 واوضح ان اربعة مجهولين كانوا انهالوا بالضرب على هذه الطالبة لانها وبخت احدهم اثر تحرشه بها في المجمع.

 وقال ان المفاجأة كانت ان احدا من الموجودين لم يتدخل لانقاذ الطالبة ومن بينهم رجال شرطة، مضيفا انها قدمت شكوى لدى المركز الامني ولكن لم تلبث ان سحبتها.

 واشار الشريف الى حوادث اخرى تعرض لها طلبة في الجامعة، وجرى خلال احداها طعن طالبين من كلية الهندسة بينما كانا في طريقهما لركوب باص الزرقاء في المجمع الشرقي بالمفرق.

 واكد ان هذه الحادثة ايضا كانت على مرأى من رجال الامن والمارة الذين لم يتدخلوا، واصيب احد هذه الطالبين خلالها بطعنة في الرقبة والاخر طعن في الظهر والخاصرة.

 وقالت تسنيم وهي طالبة سنة ثالثة تدرس اللغة الفرنسية ان المشكلة تكمن في المجمع الشرقي في المفرق حيث "الخوف من التحرشات في ضوء الحوادث التي وقعت والتي يمكن ان تقع مجددا".

 وتوجهت تسنيم الى المسؤولين قائلة "ناشدناكم من قبل ونناشدكم مرة اخرى، اشعروا ولو للحظة أننا فعلا أبناؤكم حقا وليس بمجرد الكلام".

 ومن جانبه، قال الطالب محمد الضويمر الذي يدرس في كلية الهندسة "نحن نعاني من مشكلات في مجمع الزرقاء الجديد ومجمع المفرق الشرقي ومجمع الجامعة".

 واضاف "اجباري كطالب على التوجه الى المجمع الشرقي في المفرق  يضيف اعباء مالية علي" مبينا ان تكلفة مواصلاته اصبحت تتعدى اربعة دنانير ونصف الدينار يوميا.

 على صعيده، اوضح علي الشمري مدير مكتب هيئة تنظيم النقل البري في محافظة المفرق أن هناك 39 حافلة عاملة على خط المفرق-الزرقاء- جامعة ال البيت، مضيفا ان الزام الطلبة باستخدام المجمع الشرقي يعود الى دم توفر المساحة الكافية لوقوف الحافلات في المجمع الموجود داخل الجامعة وكذلك في المجمع الجنوبي.

 وحول امكان استخدام المساحات الواسعة مقابل بوابة الجامعة كموقف للباصات، قال الشمري ان "هذا الكلام يوجه لجامعة آل البيت وليس لهئية النقل البري".

  ومن جهته، قال اياد حداد مدير مكتب هيئة تنظيم النقل البري في الزرقاء ان الاتفاق القائم حاليا مع جامعة ال البيت هو ان تكون هناك خدمة وصول للباصات من الزرقاء الى الجامعة مباشرة حتى الساعة العاشرة صباحا، وبعدها يكون الوصول الى المجمع الشرقي في المفرق.

 واكد حداد ان عدد الحافلات كاف، وان هناك مراقبا تابعا للهيئة يتواجد باستمرار وبحيث يقوم بتحريك باص بديل في حال تاخر اي من الحافلات عن موعدها او عدم وجود حافلات.

 وحول الباصات التي تخرج الى العمرة، قال حداد ان ذلك يكون على مسؤوليتها وان الهيئة خاطبت مديرية الأمن العام أكثر من مرة بخصوصها، مضيفا انه جرى تكليف مراقب في المفرق بمهمة متابعة الباصات المتغيبة عن خطوطها حتى تتخذ الاجراءات المناسبة بحقها.

 وكشف حداد عن ان شركة نقل جديدة سيجري ترخيصها وستبدا العمل قريبا على خط الجامعة الهاشمية، متوقعا ان يسهم ذلك بشكل غير مباشر في حل مشكلة طلبة ال البيت.

 وقال انه مع بدء عمل الشركة الجديدة، فان باصات جامعة ال البيت لن تتجرأ على التعدي على خطها، وستلتزم بالتالي باتجاهها المحدد.