كل الطرق تؤدي الى شارع السعادة !! (فيديو)
قيل قديما أن كل طرق الامبراطورية الرومانية كانت تؤدي الى روما، والحال منطبقة الى حد بعيد مع شارع الملك الحسين "السعادة" في الزرقاء، والذي تؤدي اليه كل طرق القلب التجاري للمدينة.
فمن رأسه المطل على شارع الجيش شرقا وصولا الى قاعدته قرب قصر شبيب الاثري على بعد كيلومتر غربا، تتقاطع مع شارع السعادة سبعة من اهم شوارع المدينة في متوالية تبدو فيها كما لو انها اوردة تغذيه ويغذيها.
كما تتفرع منه عشرات الدخلات والازقة التي تربطه بشارعين مهمين اخرين يمتدان بالتوازي معه، وهما شارع شامل الواقع شماله والملك عبدالله جنوبه.
وخلافا لكل تلك الشوارع، والتي هي مكونة من مسربين في اتجاه واحد وارصفة ضيقة، فقد جاء تصميم شارع السعادة بحيث اشتمل على اتجاهين في كل منهما مسربان وتفصلهما جزيرة وسطية، وعلى الجانبين ارصفة رحبة باتساع خمسة امتار.
ولعل هذا هو ما جعل شارع السعادة مؤهلا للخروج بحصة الاسد من مغانم الفورة الاقتصادية في المدينة، والتي تتمثل اليوم في المئات من محال الالبسة والاحذية والمطاعم والصرافة والذهب والعيادات ومكاتب المحاماة والمراكز الثقافية والبنوك.
قبل بضعة عقود، لم يكن اي من كل هذا موجودا، او حتى يتوقعه احد، فالشارع حينها كان مجرد درب ترابية بلا معالم، ولا يسلكها سوى قلة من المتجهين الى المعسكرات من سكان التجمعات السكانية الصغيرة المتناثرة على صفحة المدينة الوليدة.
ويروي الحاج محمد داوود غيث (81 عاما) الذي عاصر الشارع منذ ستين عاما، كيف انه كان لم تكن فيه حينها سوى بضعة بيوت من الطين يزورها بين الحين والاخر باعة متجولون بعربات تجرها الدواب.
ولم يلبث ان ظهر عدد يقل عن اصابع اليد من محلات السمانة، وفتح بجانب احدها محل لاصلاح الاحذية، لكن اصحاب هذه المحال، وكما يقول الحاج محمد، كانت تمر عليهم ساعات احيانا دون ان يقصدهم اي زبون.
اما عن اصل تسمية الشارع، فتقول رواية يسوقها التاجر هاشم ابو صبيح (48 عاما) انها جاءت نسبة الى شخص يدعى محمد سعادة وتكريما له بعدما تبرع بقطعه ارض للبلدية في منطقه الهاشمية لصالح انشاء مقبرة.
ويصف صاحب محل الالبسة ظافر اسلام (62 عاما) شارع السعادة اليوم بانه من اقوى الشوارع التجارية في المدينة، مؤكدا ان شهرته لا تقتصر على الزرقاء، بل هي تمتد الى كل المحافظات.
ويقول ظافر ان الشارع بات معروفا في محافظات المملكة وخارجها ومقصدا للمواطنين والزائرين، سواء الراغبين منهم في التسوق او قضاء حاجة او عمل، او حتى مجرد تمضية وقت جميل في استعراض ما تحويه واجهات المحلات.
إستمع الآن