فيضانات تكشف ضعف الاستعدادات الشتائية لبلديات الزرقاء والرصيفة والظليل
كشفت الامطار الغزيرة التي هطلت الشهر الماضي، عن ثغرات في استعدادات بلديات الزرقاء والرصيفة والظليل للشتاء، حيث شهدت بعض مناطقها فيضانات داهمت منازل ومدارس ومحال تجارية، كما ادت الى اغلاق شوارع حيوية.
ففي الزرقاء، داهمت مياه الامطار مدرستين في حي الحسين، ومنازل ومحال تجارية في شارع الجيش الذي تشكلت فيه بركة كبيرة اغلقت الشارع جزئيا، وتكرر الامر عند جسر الزواهرة الرابط بين المناطق الغربية والشرقية للمدينة.
وشكا الاهالي في احياء اخرى من فيضانات شلت الحركة المرورية، وخصوصا شارع الكرامة في منطقة الزرقاء الجديدة، بينما تحدث البعض عن تهدم اسوار منازل داهمتها مياه الامطار بعدما عجزت شبكات التصريف عن استيعابها.
رئيس البلدية عماد المومني، دافع عن اداء بلديته خلال حالة عدم الاستقرار الجوية الاخيرة، ملقيا باللائمة في ما شهدته المدينة على عشوائية التنظيم والبناء واخطاء مقاولي اشغال البنية التحتية وعدم تعاون بعض الاهالي.
وقال المومني في مقابلة هاتفية مع برنامج "هنا الزرقاء" يوم الخميس 29 تشرين الاول، ان البلدية تستعد مبكرا كل عام لفصل الشتاء، مؤكدا انها "متميزة في (موضوع) معالجة تصريف مياه الامطار بالرغم من التحديات التي تواجهها".
واشار الى ان اهم التحديات تتمثل في "عشوائية التنظيم ووجود احياء قديمة في المحافظة تعود الى خمسينيات وستينيات القرن الماضي، ووجود شبكة تصريف المياه تحت المنازل".
مشاريع وانسدادات
وفي ما يتعلق بمشكلة فيضان المياه عند جسر الزواهرة، فقد نفى المومني ان يكون الجسر قد شهد اية اغلاقات جراء ذلك، مبينا ان ما حصل هو "ارتفاع لمنسوب المياه..وتم مباشرة تصريفها الى سيل الزرقاء".
واوضح ان نسبة الامطار "كانت عالية جدا، ومن الطبيعي ان يرتفع منسوب المياه في جسر الزواهرة، ولكن بعد 10 دقائق تم التعامل مع الموضوع، ولم يشهد (الجسر) اي اغلاق، ولو شهد اغلاقا، لكان قطع غرب المدينة عن شرقها خاصه انه المنفذ الوحيد الى غربي المدينة".
وبين المومني ان الامر تكرر في شارع الجيش حيث "ارتفع منسوب المياه ما بين (مبنيي ادارتي) الدفاع المدني وسلطة المياه (شركة مياهنا).. وتبين ان السبب يعود الى القاء متعهد بناء الارصفة لبواقي الحجارة في نقاط التصريف".
واقر بان هناك "تقصيرا من البلدية، لانه كان يجب عليها متابعة المقاول"، مبينا انه "تم التعامل مع هذه النقطة، والتي لم تكن تشهد اغلاقات في السابق جراء الامطار".
وتابع ان البلدية "يجب ان تكون على استعداد في كل الاوقات للتعامل مع الامطار، لان تصريف مياهها مسألة مهمة جدا، وتتعلق ..بحياة المواطنين وارواحهم وممتلكاتهم"، وايضا بـ"المسارات المرورية في الزرقاء التي يعبرها خط دولي" يربط المملكة بالسعودية والعراق وسوريا، كما يؤدي الى المنطقة الحرة.
ولفت المومني في السياق الى ان البلدية قامت بتزويد الانفاق في المدينة بمضخات مياه اضافية للتعامل مع المنخفض"، مبينا ان "نفق العبدلية جنوبي المدينة لم يشهد اي اغلاق نتيجة الامطار" كما كان يحصل في السنوات السابقة.
المواطنون و"الالفية"
وبخصوص الفيضانات التي شهدتها بعض الاحياء، وتسببت باضرار لعدد من المنازل، فقد انحى المومني بجزء من المسؤولية في ذلك على عدم تعاون الاهالي مع بعضهم، وتحديدا من تقع منازلهم في مجاري الاودية.
وقال "احيانا تكون بعض الابنية في الاودية ويكون متعذر جدا اقامة خط تصريف مياه من الناحية الفنية لاحد المنازل، ولكن لو قام احد جيرانه بالسماح له بفتح خط تصريف مياه لكانت حلت المشكلة".
ودعا المواطنين الى "التراحم فيما بينهم على ارض الواقع وليس بمجرد الكلام". والى الاعتناء بنظافة الشوارع لمنع تكدس النفايات في المناهل وبالتالي انسدادها.
واكد المومني ان حفريات مشروع الالفية اسهمت في تفاقم المشكلة في بعض مناطق المدينة، وذلك نتيجة عدم تعاون مقاولي المشروع الذي يهدف الى تجديد شبكات المياه والمجاري في المحافظة.
وقال ان "الاتربة الموجودة نتيجة تلك الحفريات تصب في شبكات تصريف المياه، ومن المفروض ان تقوم تلك الشركات بالتعاون في هذا الموضوع، ولكن لم يكن هناك اي تعاون من قبلها".
واضاف انه قام بايقاف عمل بعض تلك الشركات، وخصوصا في حي المسامير بمنطقة الزرقاء الجديدة "لانها شركات غير مهنية، ولعدم التزامها بشروط السلامة العامة وازالة الانقاض وغيرها".
وعاد المومني واكد ان "البلدية لا تتهرب من مسؤؤليتها وما يجب عليها القيام به"، مشيرا الى ان "ما تشهده الزرقاء من توسع عمراني وبناء الاسكانات وسع النقاط الساخنة في المدينة، ولكن البلدية تقوم بدراسة هذه النقاط ووضع الحلول لها".
الرصيفة: لا مشاكل كبيرة
على صعيده، اكد رئيس بلدية الرصيفة اسامة حيمور، ان المدينة لم تشهد مشاكل كبيرة جراء الامطار الاخيرة، وذلك بفضل الاجراءات التي كانت قد اتخذتها استعدادا لفصل الشتاء.
وجاءت هذه التاكيدات في وقت وصلت الى "هنا الزرقاء" صور تظهر فيضانات في مناطق بالرصيفة جراء مياه الامطار، وايضا تشكل البرك في بعض شوارعها ومنشآتها، كما هي الحال مع مدرسة صفية بنت عبد المطلب الأساسية في منطقة التطوير الحضري، والتي اغرقت المياه ساحتها الرئيسية.
وقال حيمور لبرنامج "هنا الزرقاء" ان البلدية قامت بالمساعدة في مشكلة تجمع المياه في المدرسة، بالرغم من ان المسؤولية عنها تتحملها الرصيفة والزرقاء معا بحكم وقوعها على حدود البلديتين، اضافة الى وزارة التربية التي لم تقم بتمديد شبكة صرف داخل المدرسة.
واشار الى ان المشاكل التي شهدتها احياء ياجوز والرشيد والاسكان وجعفر والظاهرية، حصلت نتيجة انسداد شبكات التصريف بفعل الاتربة والانقاض التي يلقيها مقاولو مشروع الالفية، مبينا ان بلديته شكلت فريقا قام بتنظيف تلك الشبكات.
وايضا اكد حيمور ان بعض المشاكل تنجم عن اعتداءات مواطنين على مجارى تصريف المياه الواقعة ضمن املاك الدولة، لافتا الى ان البلدية خاطبت الحاكم الاداري بهذا الشأن، والذي لديه صلاحية اتخاذ اجراءات بحق امثال هؤلاء المخالفين.
واضاف ان "تصرفات بعض المواطنين الخاطئة تزيد العبء على البلدية، كأن يقوم المواطن مثلا ببناء جدار استنادي دون مراجعتها، وعندما ينهار يتسبب باخطار وتصبح البلدية مضطرة للتعامل مع المشكلة".
وقال حيمور ان البلدية "اخذت كامل احتياطتها على مجرى سيل الزرقاء الذي يقسم المدينة، لان غالبية المشاكل تتأتي منه، بحيث قامت بتجريف مجراه منذ شهرين، كما وزعت 26 ماتور ضخ على المواطنين في المناطق الساخنة" لاستخدامها في الحالات الطارئة.
واكد ان بلدية الرصيفة سجلت العام الماضي افضل اداء على مستوى بلديات المملكة خلال المنخفضات الجوية، داعيا الاهالي الى مزيد من التعاون عبر المحافظة على النظافة وعدم مراكمة النفايات التي يؤدي انجرافها لانسداد شبكات تصريف مياه الامطار.
الظليل.. معضلة مزمنة
وبينما شكا بعض اهالي الظليل من تجمع مياه الامطار وتشكيلها مستنقعات تعيق الحركة في شارع الحلابات الرئيسي في البلدة، الا ان رئيس البلدية سالم ابو محارب نفى لبرنامج "هنا الزرقاء" تلقي اي شكاوى بهذا الخصوص.
وقال ابو محارب "لم ترد البلدية اي شكوى من اي مواطن" حول وجود تجمعات مياه في ذلك الشارع، معتبرا انه في حال كانت هناك مشكلات من هذا القبيل، فعلى "المواطنين التوجه الى البلدية بشكل مباشر قبل اللجوء الى الاعلام".
واضاف "هذا شارع رئيسي تابع لوزارة الاشغال، وفي الفترة الحالية يشهد اعمال حفريات من قبل شركة لتركيب اعمدة كهرباء، ولا تستطيع البلدية ان توقف عمل تلك الشركات التي يقع على عاتقها تأمين الشارع".
واكد ابو محارب ان البلدية لديها "غرفة عمليات فيها عشرون موظفا يعملون بشكل دائم لمعالجة القضايا العاجلة خلال المنخفضات الجوية".
وتعد مشكلة شارع الحلابات معضلة مزمنة، حيث لا تلبث الامطار بالانهمار حتى تعود اليه المستنقعات والبرك التي تتشكل في الحفر الناجمة عن انخسافات الاسفلت.
إستمع الآن