صالات بلياردو بالزرقاء تتحول من اماكن للترفيه الى بؤر للانحراف!

صالات بلياردو بالزرقاء تتحول من اماكن للترفيه الى بؤر للانحراف!

فور دخولنا صالة البلياردو الواقعة في الزرقاء الجديدة، هاجمتنا دفقة هواء حارة ومثقلة بروائح الرطوبة ودخان الاراجيل.

ومن بين سحب الدخان التي غلفت الاجواء، راح يتبدى مشهد شبان وفتية كانوا يموجون وسط ضجيج اصواتهم الهادرة بضحكات وحوارات صاخبة تتخللها عبارات يندى لها الجبين.

بعضهم تحلق حول طاولات السنوكر، واخرون انهمكوا بلعب الشدة في الشرفة المطلة على الشارع، بينما جلس شبان بهيئات مريبة في زوايا معتمة من الصالة وقد لفهم الصمت فيما ايديهم قابضة على خراطيم الاراجيل.

كان مشهدا اقرب الى "الغرز" في الافلام المصرية، اكثر منه الى صالة بلياردو يفترض فيها ان تشتمل على ترفيه برئ.

مثل هذه الصالة، وهي واحدة من عدة صالات منتشرة في انحاء الزرقاء، يصفها المحاضر في التنمية البشرية امير فليفل بانها "بؤرة فاسدة" ويدعو الى تشديد الرقابة على مثيلاتها من اجل حماية مستقبل ابنائنا.

وتشكل الفئة العمرية بين 18 و30 عاما غالبية مرتادي الصالات، لكن نسبة لا بأس بها هي من الاطفال والفتية دون الثامنة عشرة.

ويقول فليفل ان بعض صالات البلياردو تشكل مرتعا لاصحاب السوابق الذين يمكن ان يكتسب منهم الاطفال العادات السيئة.

ويضيف ان القانون يمنع من هم دون 18عاما من دخول هذه الصالات، وهي عندما تسمح بدخولهم تبرهن على انها غير مؤهلة للحفاظ على اطفالنا.

ويشكل سماح الصالات بدخول الاحداث وتوفيرها خدمة الاراجيل لهم كما لغيرهم، مخالفة صريحة لقانوني حماية الاحداث والصحة العامة.

واتفق المواطن عبد الكريم الزعبي مع ما ذهب اليه فليفل من ضرورة تشديد الرقابة على صالات البلياردو.

وقال الزعبي ان صالات البلياردو توفر بيئة لنشوب الاشكالات بين المراهقين، ومن اجل حمايتهم والحيلولة دون حصول مثل هذه النتيجة، فانه يجب تشديد الرقابة على الصالات.

ويقول مواطن اخر هو حسين العنزي ان صالات البلياردو في وقتنا الحالي تشكل تجمعا للمراهقين ولا احد يعلم ما يحدث بينهم في داخلها، وبخاصة في ظل غياب الرقابة الرسمية.

ومن جهته، رفض احد اصحاب صالات البلياردو والسنوكر الاتهامات الموجهة اليها باعتبارها بؤرا للانحراف.

وقال متسائلا "لماذا ننظر الى الصالات باعتبارها سلبية مع ان بعضها قد تشكل بيئة ايجابية يجتمع فيها الطلاب للهو وايضا لمذاكرة الدروس في ما بينهم دون ضغط او كبت".

وردا على اقاويل حول ان بعض الصالات ربما يجري فيها تداول ممنوعات، قال صاحب الصالة باستغراب "كيف اقوم بدفع 30 الي 40 الف دينار لتاسيس الصالة ثم اقوم ببيع مخدرات واقطع لقمة عيشي بيدي سواء انا او غيري من اصحاب الصالات؟".

واضاف ان هذا مكان رزق والهدف منه الترفيه وتغييرالاجواء بالنسبة للشباب، وتجمعهم فيه افضل من تسكعهم في الشوارع.

أضف تعليقك