"شبكات منظمة" للمتسولين في الزرقاء

الرابط المختصر

لم يجد احد المواطنين في الزرقاء حلا لادمان ولديه على التسول، سوى تسليمهما الى مديرية التنمية من اجل ايداعهما مركز ام العساكر المخصص لاستقبال المتسولين الذبن تزايدت اعدادهم في المدينة، وبات بعضهم يعمل ضمن شبكات منظمة.

وقال الاب ان ولديه كانا يمضيان نهارهما يتسولان في الشوارع، ثم يلجآن الى مجمعات كراجات تصليح السيارات التي تخلو ليلا من اجل المبيت.

واضاف انه قرر تسليمهما بنفسه الى مديرية التنمية بعدما عجز عن اقناعهما بالتوقف عن التسول، مشيرا الى انه تحاشى استخدام العنف معهما لخشيته من العقوبة التي يرتبها القانون في حال تقدما بشكوى ضده الى السلطات.

واكد الاب ان حالته المادية جيدة وانه لم يكن يبخل على ابنيه اللذين امتهنا التسول رغم عدم حاجتهما الى المال.

احد ولديه والذي يبلغ 13عاما قال انه واخوه تركا المدرسة برغبتهما ثم توجها الى العمل في الكراجات حيث تعرفا هناك على اشخاص تعلما منهم "شم الاغو".

واضاف انه مع مضي الوقت واستمرار غيابهما عن البيت، تعرفا على فتاة تمتهن التسول عند الاشارات، حيث بدءا في العمل معها مقابل عشرين دينارا في اليوم.

واكد موظف في مديرية التنمية لـ"هنا الزرقاء" انه تم ضبط هذه الفتاة عدة مرات لكنها كانت سرعان ما تعود للتسول عند الاشارات.

وقال "قبضنا عليها عدة مرات وسلمناها الى الشرطة، لكنها كانت دائما تحضر احد معارفها ليتكفلها فتخرج في اليوم التالي".

ويشكو المواطنون في الزرقاء من تزايد اعداد المتسولين الذين ينشطون عادة في مجمعات السفريات وعند الاشارات وامام المساجد، وهم من كلا الجنسين ومختلف الفئات العمرية، نساء، رجال، شيوخ، وعجائز وحتى الأطفال.

وكشف يوسف الجبور نائب مدير التنمية الاجتماعية في الزرقاء عن ان العديد من هؤلاء المتسولين يعملون ضمن "شبكات" منظمة تجعل من مهمة ضبطهم اصعب من السابق.

وقال لـ"هنا الزرقاء" ان اعضاء هذه الشبكات "يستخدمون الهواتف النقالة لتحذير بعضهم بمجرد رؤية سيارات التنمية"، في اشارة الى الحملات التي ينفذها قسم الدفاع الاجتماعي بالتعاون مع الامن العام بهدف التصدي لظاهرة التسول.

واشار الى انهم يتوقفون عن التسول لحظة تلقيهم التحذير، وهو ما يمنع توقيفهم حيث ان "موظفي التنمية لا يمكنهم اعتقال المتسول الا عند ضبطه متلبسا".

واكد الجبور ان مديرية التننمية كثفت في الاونة الاخيرة من حملاتها لمكافحة ظاهرة التسول التي تصاعدت خصوصا خلال شهر رمضان الماضي.

وقال ان حصيلة من تم ضبطهم في هذه الحملات خلال الشهر الكريم بلغت 79 متسولا ومتسولة، نحو 70 بالمئة منهم لاجئون سوريون.

وعادة يتم إيداع المضبوطين مركز أم العساكر المخصص لاستقبال حالات التسول وذلك بهدف إجراء الدراسات الاجتماعية اللازمة لأوضاع المودعين في المركز.

ويتم تحويل الأشخاص الذين يثبت أنهم يتخذون التسول مهنة الى الجهات القضائية المختصة فيما يصار الى إيجاد الحلول لمن يتبين أنهم بحاجة الى الرعاية .

وحسبما توضح اخصائية علم النفس نبيلة الهنيني، فإن "أسباب انتشار ظاهرة التسول ترجع بالأساس إلى الفقر والبطالة، أي أن الفرد تتكون لديه ظاهرة نفسية ترتبط بذاتية الحدث، مما يؤدي به إلى مد يده للآخر وطلب المال".

لكنها تضيف ان "هذا لا يمنع وجود حالات أخرى للتسول منها أن الفرد يعاني من اضطرابات نفسية تجعله يمارس التسول وهو في حالة لا وعي يتقمص من خلالها شخصية غيره، إضافة إلى من يلبس لباس الغش والتحايل على أرزاق الناس ليتخذ من السؤال مهنة أو طريقا للربح السريع دون تسخير ما أعطاه له الله من طاقات وإمكانات لسد احتياجاته".