سدينا.. أصغر اديبة اردنية تحلم بالوصول الى العالمية

 سدينا.. أصغر اديبة اردنية تحلم بالوصول الى العالمية

عندما اُطلق على سدينا ابنة الثانية عشرة لقب اصغر اديبة اردنية، فان ذلك لم يكن من فراغ، فهذه الطفلة الاتية من منطقة السخنة غربي الزرقاء، كتبت اولى قصصها وهي بعمر السادسة، وبدأت في حصد الجوائز عن اعمالها ولما تبلغ العاشرة.

 

ويوم الثلاثاء 18 تشرين الثاني، كانت سدينا عمر الشيشاني تحصل على احدث تلك الجوائز، بعد فوزها بالمركز الاول في مسابقة القصة القصيرة على مستوى المملكة ضمن "مسابقة الابداع الطفولي" في دورتها الثالثة عن الفئة العمرية من 8-12 عاما.

 

وبنيلها جائزة هذه المسابقة التي تنظمها وزارة الثقافة، تكون الطفلة التي لا تزال موهبتها تبهر الكثيرين، قد عززت رصيدها السابق من الجوائز، حيث كانت حصلت على:

 

- جائزة المركز الاول على مستوى مدارس الوطن العربي في حقل القصة القصيرة في مسابقة "القدس في وعي الأجيال الصاعدة"، والتي ترعاها جمعية يوم القدس- الاردن، بالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم والثقافة.

 

- جائزة المركز الأوَّل في مجال القصّة القصيرة ضمن مسابقة مركز الأميرة سلمى للطُّفولة، والتي تنظم بالتَّعاون مع مؤسَّسة عبد الحميد شومان.

 

- جائزة المركز الأوّل في مسابقة قصَّة قصيرة نظمتها مديرية التربية والتعليم في محافظة الزَّرقاء. - وجائزة المركز الثّاني في مسابقة أطفال حياة للقصَّة القصيرة على إذاعة حياة إف إم.

 

والطريف في الامر، وان كان محبطا في حينه، ان حصول سدينا على بعض تلك الجوائز كان تاخر مرات عدة جراء رفض مشاركاتها من قبل لجان التحكيم، والتي لم تكن تصدق ان ما بين يديها هي قصص تكتبها طفلة في مثل عمرها.

 

اعتداد وطموح

وبعفوية لا ينقصها الاعتداد والثقة بالنفس، تؤكد سدينا ان طموحها لا يقف عند حد، حيث تحلم في ان تصبح كاتبة عالمية تترجم كتبها الى مختلف اللغات.

 

وعلى ما يبدو، فان جزءا من هذا الحلم هو قيد التحقق حاليا، حيث يعكف احد الكتاب الشيشان على ترجمة عدد من قصصها الى لغتيهما الام "الشيشانية".

 

وعن بداياتها تقول سدينا طالبة الصف السابع، انها كانت عندها محاولات لكتابة القصة منذ الصف الاول، واستفادت خلال ذلك من توجيه والدتها القاصة المعروفة ميمونة الشيشاني، والمتخصصة في الكتابة للاطفال.

 

وفي الصف الثالث كتبت قصة للاطفال كانت المعلمة قد طلبتها أثناء الحصة الصفية، وكان موضوعها عن الصداقة.

 

ووقتها، تقول سدينا "فرحت المعلمة بي كثيرا وأرسلت القصة الى المديرة التي قامت بختمها وارسال رسالة لأمي تخبرها فيها بضرورة الاهتمام بموهبتي، لانها موهبة رائعة".

 

وتضيف "وفي الصف الرابع اقترحت علي مديرة المدرسة الانتساب الى مركز الاميرة سلمى للطفولة، وهناك تلقيت ثلاث دورات في كتابة القصة أولها دورة مبتدئة والثانية متقدمة واخرها للمحترفين".

 

وتؤكد سدينا ان "دورات مركز الاميرة سلمى كان لها أثر كبير في ان اتعلم أشياء كثيرة لم أكن أعرفها عن كتابة القصة. والشئ اللطيف ان أمي رافقتني خلال حضوري لها، وهذا شجعها لاحقا على نشر كتابها الاول للاطفال".

 

مقدمة برامج

وفيما تواصل تعليمها المدرسي، وكذلك كتابة القصص، فان هذه الطفلة المتقدة حيوية تعمل مقدمة برامج في اذاعة حياة اف ام، والتي كانت تنبهت الى موهبتها ابان تنظيم مسابقتها الخاصة بالقصة القصيرة للاطفال.

 

واحد البرامج التي تقدمها يبث مباشرة، في حين ان هناك برنامجا اخر مسجلا، وقد تعاونت فيه مع والدتها التي كتبت حلقاته للاذاعة.

 

وحول مواضيع قصصها، تقول سدينا انها تركز على القيم والاخلاق الحسنة التي تسعى الى تعزيزها ونشرها بين الاطفال.

 

وتضيف "انا اكتب القصة لانني احب القصة، واشعر انني اعيش تفاصيلها أثناء كتابتي لها، فاسمع صوت العصفور وأشم رائحة الوردة".

 

وحتى تطور مهاراتها وادواتها، فهي تقرأ كتبا في شتى الموضوعات، سواء الادبية والثقافية والعلمية والدينية، كما انها تتعلم حاليا اللغتين الروسية والفرنسية.

 

ومن ناحيتها، تشير ميمومة الشيشاني، والدة سدينا، الى ان عدد القصص التي كتبتها ابنتها "بكل اقتدار وبشهادة كتاب قصة الاطفال في الاردن، وصلت الى ما يزيد عن خمسين قصة".

 

وابدت اسفها "لعدم وجود من يتبنى نشر هذه القصص على شكل كتاب أطفال، وان وجد فهي دور نشر تجارية اشترطت ان نتحمل تكلفة الاصدار، وهذا الامر صعب جدا علينا من ناحية مادية".

 

لكنها قالت انهم لا يعدمون الامل في ايجاد جهة تتبنى موهبة ابنتهم عبر نشر قصصها في كتاب، مؤكدة ان اي موهبة تكون دوما "بحاجة الى رعاية واهتمام وسقاية من اجل أن تستمر وتنمو".

 

أضف تعليقك