زرقاويات يؤبِنّ الراحلة نعمة الحباشنة منسقة "أمي اردنية"

زرقاويات يؤبِنّ الراحلة نعمة الحباشنة منسقة "أمي اردنية"

رحلت نعمة الحباشنة منسقة حملة "أمي أردنية وجنسيتها حق لي" في الثامن من شباط، تاركة وراءها حلما بالكاد انجز منه النصف، ودعوة للاردنيات المتزوجات من اجانب الى مواصلة مسيرة النضال على ذات الدرب، وحتى اخر الشوط.

نوار، اردنية متزوجة من مصري، لا تعرف الراحلة شخصيا ولم يسبق لها ان التقتها، ولكنها شعرت "بالصدمة" لنبأ وفاتها كما تقول.

واضافت انها كانت تتابع نشاطات الحباشنة على صعيد المطالبة بحقوق ابناء الاردنيات، والتي امتدت لاكثر من سبعة اعوام، ودون ان تعلم الا متاخرا بان هذه المرأة الصلبة كانت في نفس الوقت تغالب مرض السرطان.

وتابعت قائلة بامتنان "رحمها الله وجزاها خيرا عما فعلته من اجلنا".

وكانت الحباشنة أطلقت حملة "أمي أردنية" عام 2007 بهدف الضغط على الحكومة من اجل منح جنسيتها لابنائها الخمسة من زوجها المغربي، وكذلك الحال بالنسبة لنحو 89 الف اردنية اخرى متزوجات من اجانب، ويصل عدد ابنائهن الى 355 الفا.

واستندت الحملة في هذه المطالبة الى مبدأ المساواة الذي كفله الدستور، عندما نص على ان الاردنيين "متساوون في الحقوق والواجبات"، ما يعني بوضوح ان حق الرجل في منح جنسيته لابنائه ينسحب ايضا على المرأة.

ونتيجة الضغط المتواصل من الحملة، قررت الحكومة في اواخر العام الماضي 2014، منح ابناء الاردنيات "امتيازات وتسهيلات" في مجالات أذونات الإقامة والتعليم والصحة والعمل والتملك والاستثمار ورخصة قيادة السيارة.

ولكن الحملة اعتبرت القرار "التفافا" مرفوضا على قضية "حقوقية وانسانية مجتمعية" وتعاملا معها باعتبارها ملفا "سياسيا".

نوار بدورها وصفت الامتيازات والتسهيلات التي اقرتها الحكومة بانها غير كافية، ولا تعالج المشاكل الحياتية التي يواجهها ابناؤها، وليس اقلها امكانية حصولهم على نفس مستوى الرعاية الصحية التي يتمتع بها الاردنيون.

وايضا تؤكد مديرة مخيم الزرقاء ريم ابو بكر ان ما تحقق لا يلبي الطموح، ولكنها مع ذلك تعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح، وثمرة من من ثمار نضالات الحباشنة.

وقالت ابو بكر عن الراحلة انها كانت "شخصية مناضلة تركت بصمة كبيرة.. ولكن للاسف عندما حققت جزءا من نضالها لنيل حقوق ابناء الاردنيات، لم تلبث ان سلمت الراية لغيرها.. يرحمها الله".

واضافت "بالطبع ما تحقق لا يلبي طموحها ولا طموح اي سيدة متزوجة من غير اردني، ولكنها خطوة على الطريق وبصمة سنظل نذكرها للحباشنة".

وتصف مها التميمي رئيسة "جمعية قدرات لتمكين الشباب" رحيل الحباشنة بانه "خسارة كبيرة" للقطاع النسائي سواء في الزرقاء او على مستوى المملكة، مؤكدة انها من "القلائل اللواتي اثبتن وجودهن بعطائهن وخدمتهن للمجتمع".

اما حنان الخطيب، فرات في الراحلة "نموذجا رائعا" للسيدات اللائي تركن اسهامات واضحة في مسيرة نيل حقوق المراة في الاردن.
 

أضف تعليقك