خياطو الزرقاء في مهب الريح
يؤكد خياطون في الزرقاء ان مهنتهم التي شهدت فترة ذهبية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، باتت اليوم في مهب الريح مع استفحال ظاهرة عزوف الزبائن عن التفصيل لارتفاع كلفته وتفضيلهم للملابس الجاهزة.
ويصف صاحب المخيطة عبدالمجيد مهتدي وضع المهنة بانه اصبح "ماساويا" حيث اختفى زبائن التفصيل واصبحت معظم محال الخياطة تعتاش من تقييف قطع الملابس التي يرسلها اليهم اصحاب النوفوتيهات ويتحكمون بكمياتها واجرتها.
وقال مهتدي ان اصحاب النوفوتيهات لا يدفعون اكثر من نصف دينار عن القطعة الواحدة، وبصرف النظر عن نوع التقييف الذي تتطلبه سواء تقصيرا او تضييقا او غير ذلك.
ويضطر الكثير من الخياطين للرضوخ والقبول بالاجرة التي يحددها اصحاب النوفوتيهات حتى لا يخسروا المصدر المستمر وربما الوحيد لعملهم.
واوضح مهتدي ان العديد من القطع تكون بحاجة لعمل كثير، وبخاصة المستوردة ذات النوعية الرديئة، مؤكدا ان الاجرة التي تفرضها النوفوتيهات لا تتناسب مع الجهد الذي يبذله الخياط ولا تراعي غلاء اسعار الكهرباء والخيوط والابر وغيرها.
نفس الامر اكدته سناء حمام التي تعمل في مهنة الخياطة منذ عام 1994، حيث قالت ان الوضع يتراجع بسبب الغلاء وارتفاع اسعار المواد المستخدمة في الخياطة.
وقال محمد بدر وهو اجير في مخيطة انه وزملاءه يعملون حتى وقت متاخر من الليل من اجل انجاز طلبيات النوفوتيهات من قطع الملابس، ورغم ذلك فان ما تجنيه المخيطة بالكاد يؤمن قيمة رواتبهم المتواضعة.
واكد محمد ان "مهنة الخياط كانت قديما مثل الذهب اما الان فلا تكفي مصروف الجيب".
وعلى صعيده القى حازم السقوع الذي يعمل في محل نوفوتيه باللائمة في تدني اجرة تقييف الملابس على الخياطين انفسهم، والذين قال ان التنافس بينهم هو ما اوصلها الى هذا المستوى.
إستمع الآن