خطة لصرف المعونة الوطنية بالزرقاء عبر "بصمة العين"

اعلن مدير مكتب صندوق المعونة الوطنية في الزرقاء عماد العزة عن وجود خطة لصرف الاعانات للمنتفعين عن طريق بصمة العين من خلال الصرافات الالية في البنوك ، وبما يحفظ كرامتهم ويعفيهم من طوابير الانتظار الشهرية امام مكاتب البريد.

وقال العزة انه "خلال سنة سيتم توزيع المعونة في البنوك عن طريق بصمة العين"، مضيفا ان "بعض المكاتب على مستوى المملكة بدأت تتبع هذه الطريقة".

واشار في السياق الى تحد تواجهه هذه الخطة، ويتمثل في ان "بعض المنتفعين وخصوصا العجزه بعانون من متاعب في عيونهم، ما يجعل من الصعب اخذ البصمة"، لكنه اعرب عن امله في التوصل الى "حلول تقنية" للتغلب على هذه المشكلة.

ويجري حاليا صرف المعونة في الزرقاء عبر مكاتب البريد ذات العدد والمساحات المحدودة، الامر الذي يؤدي الى خلق طوابير وازدحامات خانقة امامها بداية كل شهر.

وبين العزة ان هناك سبعة الاف اسرة في المحافظة تتقاضى معونات من الصندوق، و"من الصعب تنظيم عملية الصرف لان معظم المنتفعين يصرون على استلام مستحقاتهم في اول يوم من الشهر".

وتنقسم المعونات التي يصرفها الصندوق الى نوعين: متكررة ومؤقتة، حيث تشمل الاولى اسر الايتام والمسنين والارامل والمطلقات ومن يعاني معيلها من عجز دائم او اعاقات، فيما تشمل الثانية حالات العجز المؤقت وأسر الغائب او المفقود واسر السجناء والحالات الانسانية والاسرة البديلة والعجز المادي.

وتتقاضى الاسرة المكونة من فرد واحد راتبا شهريا مقداره 45 دينارا، والمكونة من فردين 90 دينارا، ومن ثلاثة أفراد 130 دينارا، ومن أربعة افراد 160 دينارا، ومن خمسة أفراد 180 دينارا.

واقر العزة بان قيمة المعونات "قليلة"، لكنه قال ان "هذا الموجود وهذا المتاح"، مشيرا الى ان "ميزانية صندوق المعونة هي 93 مليون دينار، وعدد المحتاجين والفقراء في زيادة مستمرة".

وفي هذه الاثناء، تتعالى شكوى منتفعي صندوق المعونة في الزرقاء من الازدحامات وبطء اجراءات صرف مستحقاتهم في مكاتب البريد ذات المساحات الصغيرة، ما يضطرهم للانتظار خارجها لساعات طويلة تحت الشمس صيفا والمطر شتاء.

وقالت حنان (ام محمد)، وهي ارملة تتقاضى معونة منذ ثلاث سنوات قدرها 45 دينارا شهريا، انها تمضي معظم النهار جالسة على الارض بجوار مكتب البريد في انتظار ان ياتي دورها لاستلام المبلغ.

واضافت ام محمد باستياء "نحن نقف امام البريد مثل الشحادين"، مشيرة الى ان من يأتون لاستلام الاعانة هم "من العجائز والمرضى واصحاب الاعاقات، وايضا الارامل اللواتي يحضر بعضهن ومعهن اطفالهن، ومنهم لا يصله الدور فيضطر للعودة في اليوم التالي".

وتمنت هذه المرأة ان "يصار الى تنظيم عملية استلام الاعانة بطريقة تحفظ كرامة المنتفعين امام المارة الذين يشاهدونهم متكدسين امام مكتب البريد كل مطلع شهر".

ومن جهته ايضا، شكا مجدي محمد الذي يعاني عجزا يمنعه من العمل ويتقاضى 180 دينارا شهريا، من ان مكتب البريد لا يسمح للمنتفعين بالانتظار داخله، ما يجبرهم على الانتظار في الشارع.

واكد مجدي الذي يعيل سبعة افراد ان المبلغ الذي يتقاضاه "لا يكفي ابدا مع ارتفاع الاسعار والغلاء".

وناشد المسؤولين تنظيم عملية صرف المعونة للمنتفعين "بطريقة تصون كرامتهم"، مقترحا منحهم "بطاقات تتيح لهم استلام الاعانة من البنوك، وبما يكفيهم معاناة الوقوف في البرد والمطر والحر، وايضا من الاذلال الذي يتعرضون له".

وقالت ام هشام، وهي ارملة مسنة، انها تعاني مرضا حادا في المفاصل يجعلها لا تستطيع الوقوف والسير الا بشق الانفس، ومع ذلك، تتحامل على نفسها من اجل القدوم مطلع كل شهر الى مكتب البريد لاستلام اعانتها البالغة 45 دينارا.

واضافت بحزن "لا استطيع توكيل شخص اخر لاستلام المبلغ، وفي كل مرة احضر الى مكتب البريد واجلس على الارض ساعات طويلة، ودون ان يراعي المسؤولون حالتي وحالة من هم مثلي".

أضف تعليقك