حفريات شوارع الزرقاء تتحول الى كمائن للمشاة والمركبات

حفريات شوارع الزرقاء تتحول الى كمائن للمشاة والمركبات

تحولت حفريات شوارع الزرقاء، والتي يظل بعضها مفتوحا لشهور، او يُطمر باعتباطية تنم عن غش في التنفيذ، الى كمائن تصطاد في كل يوم مزيدا من الضحايا، سواء من المشاة او المركبات.

وشهدت الشهور الاخيرة تصاعدا في اعداد المركبات التي تسقط في الحفريات، خصوصا بعدما غمرتها مياه الامطار وجعلت من شبه المستحيل على السائقين تمييزها وتجنبها.

ويمكن مشاهدة الحفر العميقة والممتدة وهي متروكة بلا حواجز للحماية او لافتات تحذيرية، وهو ما اعتبره مواطنون مؤشرا على اهمال واضح من المقاولين، وغياب لدور الجهات الرسمية في مساءلتهم والزامهم بتعويض المتضررين.

معروف جميل عبدالله، مواطن سقطت مركبته، وهي عبارة عن باص فان، في احدى الحفريات التي تنفذها شركة الالفية في منطقة الزرقاء الجديدة.

وقال معروف انه لم يجد احدا من عمال الشركة في الموقع ليستعين به في رفع الباص من الحفرة، وعندما اتصل مع الدفاع المدني اعتذروا له بعدم توفر آليات رفع لديهم في ذلك الحين.

واضاف انه اضطر بعد انتظار طويل تحت المطر الى جلب "ونش" على حسابه لانتشال مركبته من الحفرة، وارسالها الى ورشة التصليح، متسائلا عمن سيعوضه عن الخسائر التي تكبدها جراء ذلك.

واكد معروف انه شاهد ثلاث سيارات تسقط في نفس الحفرية التي تمتد على طول الشارع منذ اكثر من شهرين، عازيا ذلك الى عدم وجود حواجز تنبه السائقين او حتى تشعرهم بوجودها، فضلا عن الحيلولة دون وقوع المشاة فيها وبخاصة الاطفال.

وقال عبد السلام الكيلاني، وهو احد جيران معروف، انه تعاون مع شبان من المنطقة في اخراج ما يزيد عن خمس سيارات كانت سقطت في هذه الحفرية لوحدها، لافتا الى ان كافة شوارع الزرقاء الجديدة تقريبا تتواجد فيها حفريات مماثلة.

واضاف انهم عمدوا الى ملء بعض اجزائها بالرمل بعدما يئسوا من تحرك المقاول، لكن ذلك لم يأت بالنتيجة المرجوة، حيث لم يلبث مستواها ان هبط جراء تشبع الرمل بمياه المطر.

واشار الى ان صاحب احدى المركبات التي سقطت في الحفرية كان طلب ونشا لاخراجها، لكن الونش سقط فيها هو الاخر، الامر الذي جرت معه الاستعانة بونش ثان لانتشال المركبتين، لافتا الى ان اجرة الونش الواحد تتراوح بين 35 و40 دينارا.

وعبر الكيلاني عن اسفه لعدم وجود جهة رسمية تتكفل بتحصيل حقوق اصحاب المركبات المتضررة، او تراقب وتحاسب المقاولين على اهمالهم واستهانتهم بارواح الناس.

وبرغم المحاولات العديدة التي بذلتها "هنا الزرقاء" الا ان شركة الالفية رفضت التعقيب، كما لم يتسن التحدث مع رئيس البلدية الذي تعهد موظوفو مكتبه على مدى ايام بتمكيننا من التحدث اليه، لكن ذلك لم يتحقق.

أضف تعليقك