تفاصيل مصرع "دانية" تحت عجلات باص روضتها بالزرقاء!

تفاصيل مصرع "دانية" تحت عجلات باص روضتها بالزرقاء!

حثت ام عمار الخطى وهي تهبط ادراج بنايتهم في الزرقاء الجديدة حتى تستوضح سبب الجلبة التي دبت فجأة في الشارع، وما ان وصلت حتى رات جمهرة حول باص روضة ابنتها دانية، وسمعت اصواتا تردد "اندعست بنت".

 "يا ساتر يارب"، كانت اول عبارة قفزت الى لسان ام عمر وهي تستشعر خوفا وقلقا على ابنتها التي كان هذا موعد عودتها من الروضة الى البيت.

 ومن فورها طفقت تبحث عنها وسط الجمهرة المتكدسة في الشارع غير النافذ الذي يؤدي الى بنايتهم ويتفرع من شارع 16 حيث تقع الروضة.

 ولما لم تجدها سارعت الى حيث كان يقف سائق الباص وسألته بصوت مرتعش "اين دانية؟".

 وتقول الام وهي تروي لنا تفاصيل ذلك اليوم الذي انفطر فيه قلبها على ابنتها التي لم يكن عمرها يتجاوز الاربعة اعوام وثلاثة شهور، ان السائق الذي الجمته الصدمة لم تبدر منه سوى اشارة بيده الى سيارة اجرة توقفت قريبا من الباص.

 كانت المعلمة المرافقة للباص قد حملت دانية ووضعتها في تلك السيارة، فقفزت الام معهما فيها قبل ان تنطلق مسرعة بهم الى المستشفى، ولكنهم وصلوا بعد فوات الاوان.

 ومما يتداوله السكان عن الحادثة التي وقعت يوم الاربعاء 16 اذار، ان الطفلة دانية عامر عبدالحق كانت قد نزلت من الباص امام البناية التي تسكن فيها، وقبل ان تدخلها كان السائق يرجع بالباص حتى يفسح لسيارة تاكسي كانت تهم بمغادرة الشارع.

 وفي تلك اللحظة، كانت عجلات الباص تعتلي جسد دانية التي لم ينتبه السائق الى وجودها وراءه.

 وفي ما بدا درءا لاتهامات الى السائق والمعلمة بالاهمال في ايصال دانية بسلام الى بيتها، قالت الام ان ابنتها "كانت تخاف القطط، وكنت اوصيت سائق الباص بايصالها الى مدخل البناية لهذا السبب، فرد قائلا: من عيوني. ومن يومها وهو يوصلها من يدها الى البناية".

 واضافت "لكن يومها قدر الله وما شاء فعل، وهذا قدرها".

 واوضحت ان "شاهدا قال أنها نزلت من الباص مسرعة والمشرفة (المعلمة) تلحق بها...ويقال أن السائق رجع للخلف وكانت المشرفة تصرخ لكنه لم يسمعها".

 وفي ما يتعلق بالمعلمة تحديدا، قالت اما عمار "البعض يقول أن الحق عليها، أما أنا وخوفا من الله أقول ان الانسان يظل ضعيفا. وهي بالتأكيد حين نزلت وراءها فقد فعلت ذلك حتى تدخلها الى البناية".

 وتابعت "كان الله في عونها، يكفي انها حملتها من تحت الباص وهي بهذا المنظر".

 وكما تخبرنا الام المكلومة، فقد زارتها مديرة الروضة والمعلمات من اجل تعزيتها، لكن معلمة الباص لم تظهر.

 غير انها التمست لها العذر متوقعة انها تمر في حالة صدمة، ثم قالت "اتمنى رؤيتها والاطمئنان عليها".

 واضافت "نحن لم نشتك على السائق، واعتبرنا ما حصل قضاء وقدرا، وخلال الأيام القليلة المقبلة سنكون هناك جاهة من طرف السائق ..وان شاء الله ما ييصير الا كل خير".

 وعبرت ام عمار عن املها في ان يكون في فاجعة دانية درس وموعظة لرياض الاطفال الاخرى حتى تكون اكثر حرصا وتشددا في ما يتعلق بسلامة الاطفال.

 وقالت "صحيح ان القضاء لا بد ان يقع حتما، لكن الحرص واجب".

 ولم تفلح المحاولات المتكررة التي بذلتها "هنا الزرقاء" للتحدث مع ادارة الروضة والتي كان هاتفها يرن دون يرد عليه احد.

 وفي ما يتعلق بموقف القانون من الحادثة، فقد اوضح المحامي لؤي عبد المطلب انه "في حال ارتكب سائق الحافلة حادث سير لأحد طلابه بدهسه وأفضى هذا الدهس إلى الوفاة فيعاقب على ذلك بالحبس"

 واوضح ان قانون العقوبات ينص على ان من يتسبب بوفاة انسان عن اهمال وقلة احتراز وتحوط، فانه يعاقب بالحبس من  ستة أشهر إلى ثلاث سنوات.

 اما بالنسبة لمعلمة الباص، فقال انها "تعاقب كونها هي المسؤولة عن سلامة الأطفال وتأمين وصولهم الى منازلهم بسلام" مضيفا انها "تتحمل جزءا من المسؤولية بالإشتراك مع سائق الباص".

 ومن جهته، اوضح المقدم قاسم الرحيمي رئيس شعبة المركبات في ادارة ترخيص السواقين والمركبات، ان تعليمات قانون السير حددت 15 شرطا يجب توافرها في باصات المدارس لغايات الحفاظ على سلامة الطلاب.

 واوضح ان من بين هذه الشروط "تركيب ضوئين احمرين متقطعين على كل من الجهتين الامامية والخلفية من الاعلى وبمساحة لا تقل عن 80 سم2 لكل ضوء، يتم تشغيلها من قبل السائق بكبسة منفصلة ويكون لها ضوء على التابلو يشعر بأنها مضاءة بحيث تعمل الاضاءة عند توقف الباص لتحميل وتنزيل الطلاب".

 وقال المقدم الرحيمي انه "يجب أن يكون هناك مرافق لكل باص مدرسة او رياض اطفال او دور حضانة وان تتوافر فيه الشروط التالية: 1. ان يكون مدربا على هذا النوع من العمل من قبل المدرسة، 2. ان يكون ملما وعلى درجة كبيرة بالاسعافات الاولية البسيطة، 3. مراقبة الطلبة عند المواقف واثناء الركوب والنزول وخلال الرحلة وعند عبورهم الشارع".

 واضاف ان التعليمات تنص كذلك على ضرورة "التأكد من ان عبور الطلاب للشارع قد تم من خلف الباص بأمان وبمساعدة المرافق".

 وبين الرحيمي ان قانون السير يعاقب سائق باص المدرسة الذي يتسبب بإحداث وفاة بوقف العمل برخصته وبعدم منحه تصريح قيادة مثل هذه الباصات مرة أخرى.

أضف تعليقك