المدفأة.. "قاتل متربص" يتسبب بأغلب الحوادث الشتائية في الزرقاء

المدفأة.. "قاتل متربص" يتسبب بأغلب الحوادث الشتائية في الزرقاء

 

 

تقف المدافئ بانواعها وراء اغلب الحوادث التي تقع خلال الشتاء، سواء على مستوى المملكة او في محافظة الزرقاء، وتنجم اساسا عن الاهمال والجهل بطرق التعامل السليمة معها، ما يحولها الى "قاتل متربص".

 

وقال الرائد الركن  محمد حرب نائب مدير دفاع مدني المحافظة لـ"هنا الزرقاء" انه برغم الارشادات والنصائح التي تبثها المديرية سنويا للمواطنين حول الطرق الاسلم لاستخدام المدافئ، الا انها لا تزال تشكل سببا لاغلب الحوادث التي تقع شتاء.

 

وقد بلغ عدد حوادث الاطفاء في عام 2014  1491 حداثا نتج عنها 185 اصابة ووفاة 6 أشخاص .مشكلة خمسة ونص بالمئة من عدد الحوادث التي تعامل معها الدفاع المدني في ذلك العام .

وقد تعامل  دفاع مدني الزرقاء منذ مطلع العام الحالي 2015 وحتى تاريخ 18-1الحالي   مع 65 حادث اطفاء  نتج عنها 8 اصابات ولم تقع اي حالة وفاة .

وتًجمل دراسات للدفاع المدني اسباب تلك الحوادث في عبث الاطفال وترك المدافئ مشتعلة اثناء النوم وعدم تفقد الوصلات والخراطيم الخاصة بمدافئ الغاز، وتعبئة العاملة بالكاز أثناء الاشتعال واستخدامها للطهي وتسخين المياه وتجفيف الملابس.

 

وبين الرائد الركن  حرب الى ان المدافئ المستخدمة في الاردن تتنوع بين ما يعمل بالكهرباء والمشتقات النفطية والحطب، منوها الى ان لكل نوع طريقة تعامل يجب ان يعيها المواطن لتجنب الحوادث.

 

واشار الى ان المدافئ الكهربائية التي اصبحت تغزو الاسواق، تعتبر اكثر امانا من حيث عدم اطلاقها لغازات عادمة تهدد الصحة، فضلا عن سهولة تشغيلها واستخدامها.

 

لكنه شدد على ضرورة ان يحرص المواطن عند شرائها على ان تكون ذات نوعية جيدة من حيث وصلاتها والمقاومة العالية لاسلاكها، وان يراقب القواطع التي تركب عليها، ويبعدها عن الاجسام القابلة للاشتعال مثل المقاعد والستائر وسواها.

 

احتياطات للسلامة

من جهة اخرى، نوه الرائد الركن  حرب الى ضرورة عدم ترك المدافئ الكهربائية مشتعلة لوقت طويل او اثناء النوم، حيث ان حصول تماس يكون امرا واردا جدا بسبب ارتفاع حرارة الاسلاك وانصهارها.

 

اما مدافئ الغاز، فقد وصفها بانها الاخطر في حال عدم التعامل السليم معها عبر صيانتها قبل بدء الشتاء وتفقد خراطيمها واستبدالها عند ملاحظة تشققات فيها، والتاكد من المرابط ومراعاة ان يكون منظم الغاز من نوعية جيدة ومناسبة لهذه المدافئ.

 

واكد على اهمية السماح بتجدد الهواء داخل الغرف التي تعمل فيها مدفأة الغاز وبمعدل ثلاث دقائق كل ساعتين، وذلك تجنبا لنضوب الاوكسجين والتعرض للموت اختناقا، ومنع عبث الاطفال بها وابعادهم عنها تحاشيا لسقوطها والتسبب بحريق.

 

وفي ما يتعلق بمدافئ الكاز والسولار، فاوضح الرائد الركن حرب ان خطورتها تتأتى من الغازات العادمة المنبعثة منها، وخصوصا اول وثاني اكسيد الكربون، داعيا الى تغيير فتائلها سنويا، واخذ الاحتياطات عند تبعئتها وان يكون ذلك خارج المنزل.

 

كما حذر من وضعها في الممرات وقرب الاثاث والمفروشات، او وضع اواني الطبخ عليها حتى لا تسقط على الاطفال ومن حولها، فضلا عن ان انقلابها يعني انسكاب كميات من الوقود واحتمال اشتعاله مما يعرض حياة الناس للخطر.

 

وشدد كذلك على ضرورة عدم تركها مشتعلة اثناء النوم واطفاءها خارج البيت والتاكد من انها انطفأت تماما.

 

وانتشرت في السنوات الاخيرة مدافئ تعمل على الحطب ونشارة الخشب وجفت الزيتون، في ظل الارتفاع الكبير في اسعار المشتقات النفطية، وقد شهدت اقبالا من الكثير من المواطنين، مع ان البعض قد حذر منها.

 

على ان الرائد الركن  حرب رأى ان هذا النوع من المدافئ يعتبر آمنا اذا كانت له تمديدات تمرر الدخان خارج البيت، وروعيت في استخدامه الاشتراطات الضرورية كما في كافة الانواع الاخرى من المدافئ، وتحديدا لجهة ابعادها عن الاثاث والمفروشات.

 

وفي المقابل، اعتبر ان مناقل الحطب هي الاخطر على الاطلاق، ولا ينصح باستخدامها داخل الغرف المغلقة، كما حذر من ادخال اي نوع من المدافئ الى الحمام، حيث ان الابخرة والغازت المنبعثة منها تؤدي الى جعل حالات الاختناق سريعة جدا.

 

مدفأة الكاز..المفضلة

وفي استطلاع لاراء عدد من المواطنين في الزرقاء، اشارت الغالبية الى تفضيل استخدام مدافئ الكاز، معتبرة انها افضل اداء واكثر امانا وكذلك توفيرا للنقود.

 

وقال عاطف الخطيب انه يستخدم مدفأة الكاز لانها برايه اقتصادية وتمنح دفئا اكثر من غيرها، كما انها تنطوي على مخاطر اقل، حيث تنطفئ تلقائيا لدى سقوطها وانقلابها، الامر الذي اكد انه يجعله مطمئنا اليها في ظل وجود اطفال صغار في البيت.

 

واردف الخطيب انه بستخدم مدفأة الكاز في صالة الجلوس فقط، اما في غرف النوم فهو يفضل مدفأة الكهرباء لانعدام الخطر منها نسبيا، وايضا لسرعة اشتعالها حيث انها مفيدة جدا عند الاستيقاظ للوضوء وصلاة الفجر، على حد قوله.

 

واكدت وفاء محمد ايضا ان مدفأة الكاز هي المفضلة لديها، حيث انها تعطي دفئا اكثر من الانواع الاخرى وتكلفتها اقل، مشيرة الى انها لا تخشى من مخاطرها حيث لا يوجد لديها اطفال صغار في البيت.

 

وعلى النقيض، تجد نادية محمد ان مدفأة الكهرباء هي الاكثر امانا والاسهل استخداما، وتؤكد انه ليست لها اية مخاطر.

 

في حين قالت ام بيسان ان مدفأة الغاز هي الاكثر امانا حيث انها ثقيلة ويصعب على الاطفال تحريكها من مكانها، وليس من السهل ان تنقلب، واذا ما حدث ذلك فهي تنطفئ تلقائيا بفضل نظام الامان الموجود فيها.

 

اسعافات ووقاية

ومن جهته، قدم الطبيب العام عبدالكريم الخضيرات عددا من النصائح حول كيفية التعامل مع الاصابات التي قد تنجم عن حوادث المدافئ، وطرق الوقاية من نزلات البرد جراء التغير المفاجئ في درجات الحرارة داخل وخارج البيت.

 

وقال انه في حالة حصول حريق وانبعاث دخان في جو البيت، فإن افضل ما يمكن ان يقوم به الشخص هو الانبطاح أرضا لحين وصول الاسعاف، حيث ان هناك 30 سنتمترا من الهواء النقي تكون على مستوى الارض.

 

واضاف انه لدى تعرض الشخص لحرق، فان اول اجراء هو تعريض مكان الحرق لماء بارد وجار فترة كافية، حيث من شأن ذلك تبريده والمساعدة في التئامه لاحقا، ثم وضع مرهم للحروق فوقه لتجنب تعمق الحرق في الانسجة الداخلية للجسم.

 

غير ان الدكتور الخضيرات حذر من استخدام الماء البارد جدا، حيث ان الحرق الذي تسببت به الحرارة قد يصبح حرقا بسبب شدة البرودة.

 

كما شدد على اهمية الوقاية من الاصابة بنزلات البرد والتهاب العصب السابع، عبر تجنب الخروج المفاجئ من المكان الدافئ الى البارد، وفتح باب الغرفة تدريجيا والتمهل لبضع دقائق قبل ذلك.

 

واشار الدكتور الخضيرات الى ان ابرز الحوادث التي تراجع طوارئ المستشفيات في الزرقاء خلال الشتاء تنجم عن الحروق وحالات الاختناق وكذلك الانفلونزا وتفاقم الربو التحسسي.

 

وقال انه نظرا للحالة الجوية وما تحتمله من اضطرار الناس للبقاء في بيوتهم لايام، فعلى المرضى الاحتياط على كمية كافية من العلاجات، وخصوصا من يعانون الضغط والسكري والربو وغيرها من الامراض المزمنة التي تستدعي علاجا يوميا.

 

أضف تعليقك