الصيوان والمنسف والخطاط.. ثالوث لا غنى عنه للمرشحين

يشكل الصيوان والمنسف والخطاط ثالوثا لا غنى عنه لاي مرشح في الزرقاء اذا ما اراد ان تكون له فرصة للفوز في الانتخابات البلدية.

وحتى وقت قريب كانت المقرات الانتخابية للمرشحين عبارة عن مكاتب صغيرة تشكل استراحات لهم خلال جولاتهم على الناخبين في الدواوين والمضافات.

الا ان الاية انقلبت اليوم، حيث اصبح المرشحون اقل نشاطا كما يبدو، ويريدون ان يحضر الناخبون اليهم، وهو ما اقتضى ايجاد اماكن واسعة لاستقبالهم.

وقد وجدوا ضالتهم في الصواوين المجهزة بالكراسي والطاولات والمكيفات، والتي يمكن نصبها بسهولة في اي مكان مفتوح، سواء كان قطعة ارض خالية او حتى سطح منزل اذا ما كان واسعا كفاية.

وطبعا بامكان المرشح الاختيار، وحسب قدرته المالية، بين مجموعة متنوعة من الصواوين، تبدأ من صيوان متواضع اشبه بخيمة وصولا الى مترف يحاكي القصر.

ومع تباري المرشحين في اقامة الصواوين وتهافتهم عليها، ظهرت شركات متخصصة بتوفيرها مع مستلزماتها، وباسعار تناسب الجميع.

وبعض هذه الشركات ازدهرت اعمالها بصورة سريعة وحققت ارباحا تفوق التوقعات، وحالفها في ذلك حسن الطالع حيث ان المرشحين الذين تتعامل معهم هم في جلهم من الاثرياء.

الا ان شركات اخرى تكبدت ولا تزال الخسائر المتوالية، نتيجة المنافسة المحتدمة من قبل نظيراتها، او جراء وقوعها بين براثن التبخيس الذي يمارسه بعض المرشحين، واحيانا النصب كما يكشف لنا محمد وهو صاحب احدى هذه الشركات.

 ويقول ان احد المرشحين في دورة انتخابية سابقة رفض دفع اجرة صيوان استاجره من عنده، ما حدا به الى تقديم شكوى بحقه لدى المحافظ.

ويضيف انه لدى استدعاء  المحافظة للمرشح ادعى انه رفض الدفع لان الصيوان كان ينقصه رباط!.

ويشكو محمد من ان المنافسة بين الشركات تسببت في هبوط الاسعار، الامر الذي يتسبب له بخسائر كبيرة.

من جانبه، فان خميس، وهو صاحب شركة كبيرة لتاجير مستلزمات الاحتفالات ومن بينها الصواوين، يبدو اكثر حرصا من محمد، حيث انه لا يتعامل سوى مع من يعرفهم ويثق بهم من المرشحين.

واضافة الى ذلك، فهو لا يتعامل بالشيكات المؤجلة كما يقول، حيث ان الدفع يكون نقدا.

ويستتبع الصيوان في العادة مستلزمات اكرام الناخبين الضيوف، وفي مقدمتها الطعام الذي يتصدره المنسف.

ويقول ابو احمد اللفتاوي، وهو صاحب واحد من كبريات المطاعم في الزرقاء، ان الطلب على المناسف يصبح في اوجه خلال الانتخابات، وهو ما يزيد من ارباح مطعمه بصورة كبيرة جدا.

ولا يتاثر الطلب على المناسف خلال مواسم الانتخابات، وبخاصة البلدية، بالاوضاع الاقتصادية في البلاد، حيث ان المرشحين يكونون دائما من الاثرياء القادرين على الدفع.

ويقدم اللفتاوي خصومات تشجيعية للمرشحين كما يقول من اجل زيادة الكميات التي يطلبونها وكذلك زيادة اعداد زبائنه من الطامحين للوصول الى المجلس البلدي.

وتصل قيمة الخصم الى خمسة دنانير من ثمن السدر ذي الثلاثة كيلوغرامات والذي يباع بثلاثين دينارا.

ولا تكتمل وجاهة المرشح صاحب الصيوان والمناسف الا بصوره وهي تملا اليافطات التي يحرص على ان توضع في كل بقعة ممكنة في منطقته الانتخابية.

وهنا فان المرشحين يتسابقون الى الخطاطين لحجز ادوار عندهم حيث انهم يكونون مشغولين الى اقصى الحدود خلال موسم الانتخابات.

ويتفنن الخطاطون في ابتكار انواع اليافطات التي يكون بعضها مخصصا لوضعه على اعمدة الكهرباء في الشوارع او في الجزر الوسطية او على الارصفة او فوق ابراج الانارة او حتى فوق يافطات مرشحين اخرين.

وايضا يحرص الخطاطون على الاستعانة باحدث الاجهزة المتخصصة بطباعة اللافتات والصور والبروشورات والكروت، وهو ما يقول الخطاط دغش انه اسهم في خفض كلفة المواد الدعائية، وفي نفس الوقت زيادة الكميات التي يطلبها المرشحون.

ويقول دغش ان الطلب على اليافطات لم يشهد زيادة عما كان عليه الحال في الموسم السابق بسبب ان المرشحين كانوا قد اعدوا العام الماضي مجموعة كبيرة منها، ولما تاجلت الانتخابات وضعوها في المخازن، والان قاموا باخراجها مجددا.

ويقدر مختصون حجم انفاق المرشحين خلال الانتخابات البلدية على الصواوين والمناسف ومستلزمات الضيافة، وكذلك المواد الدعائية بما بين خمسة وعشرة ملايين دينار.

أضف تعليقك