اقبال على الطب البديل في الزرقاء .. لكن الاولوية تظل لنظيره الحديث
يشهد الاقبال على الطب البديل تزايدا في اوساط الزرقاويين هذه الايام، لكن الافضلية بالنسبة لمعظمهم لا تزال للطب الحديث الذي يشكل ملاذهم الاول لقناعتهم انه مبني على اسس علمية، بعكس نظيره التقليدي الذي طالما عانى من الدخلاء والدجالين.
ويرى مطلعون ان ابرز ما يشجع على هذا الاقبال هو رخص العلاجات العشبية والطبيعية قياسا بالادوية الكيماوية وفواتير الاطباء، والتي تضاعفت اسعارها خلال السنوات الماضية، اضافة الى فقد البعض الثقة والامل بالطب الحديث.
ويضيفون ان ما يلعب دورا لا يقل اهمية، هو الاعتقاد السائد بان العلاج البديل القائم في معظمه على ادوية عشبية، يظل اكثر امانا، بخلاف المستحضرات الصيدلانية التي تنطوي غالبيتها على اثار جانبية ربما يكون بعضها خطيرا جدا.
ويعرف ياسين خضيرات، وهو طبيب عام ومعالج بالطب التكميلي والبديل، هذا النوع من الطب بانه كل استخدام هدفه اجراء معين على صحة المريض بشكل ايجابي دون استخدام صورة دوائية متعارف عليها سواء عن طريق شراب او حبوب.
واوضح خضيرات ان الطب البديل تندرج تحته فروع كثيرة منها المداواة بالاعشاب والوخز بالابر الصينية ولسعات النحل الاستيوباثي (العلاج اليدوى للعضلات والعظام)، والحجامة وغيرها.
كما اشار الى ما يعرف بالعلاج التكميلي، والذي يجري فيه استخدام الطب البديل الى جانب الحديث، وهو ما يؤكد ان هذين النوعين من الطب لا يتعارضان، بل يمكن ان يتعاضدا معا من اجل الوصول بالمريض الى الشفاء.
وقال خضيرات ان صورة العلاج المتعارف عليها حاليا، والمتمثلة في المستحضرات الصيدلانية لا يتجاوز عمرها 150 عاما، وقبل ذلك كان المعتمد هو الطب البديل او ما يعرف بالطب التقليدي في الدول الغربية.
واضاف ان الطب البديل اذا كان ممنهجا مدروسا قائما على العلم فإن اضراره الجانبية مقدارها صفر، ومشكلاته تكاد تنحصر في ممارسته من قبل بعض الدخلاء، وفي تداخل مفاهيمه لدى البعض ممن يخلطون بينه وبين الشعوذة والخرافات.
"لا تعارض"
كفاية جميل، سيدة في الخامسة والاربعين من عمرها، تؤكد انها تتعاطى مع هذين النوعين من الطب، وحسب الحالة، حيث انها تثق بكليهما ولا ترى انهما يتعارضان، بل يكملان بعضهما في كثير من الاحيان.
وتقول كفاية أنها تلجأ الى الطب البديل او العربي كما تصفه عندما تكون بحاجة الى علاج بالمساج او كاسات الهواء او تجبير كسر احتار فيه أطباء المستشفيات.
وتضيف انها في المقابل تلجأ الى الطب الحديث والعلاج بالدواء الصيدلاني اذا كان الامر يتعلق بهبوط نسبة الدم أو علاج أمراض الضغط والامراض الداخلية بشكل عام.
غير ان لديها على ما يبدو ثقة اكبر بالطب البديل بحكم تجربة اطلعت عليها، وهي لاحدى صديقاتها التي شفاها هذا الطب من الديسك في وقت عجز نظيره الحديث عن ذلك.
وقالت ان صديقتها كانت اصيبت بعجز تام عن الحركة بعد اجرائها عملية ديسك، ولكنها تمكنت بفضل الطب البديل من معاودة المشي بلا مساعدة من اجهزة طبية او عكاز .
وكما ترى كفاية، فان الطب البديل ليست له اضرار جانبية لان المواد التي تستخدم فيه حسب اعتقادها طبيعية ولا تضر.
"بديل آمن"
ومن جانبها، قالت ام محمد (44 عاما) وهي ربة بيت، ان الاولوية تكون دائما للطب الحديث في حال مرض احد ابنائها، حيث تصحبه الى الطبيب ليشخص السبب ويصف الدواء المناسب.
ولكنها تضيف انه "مش كل صغيرة وكبيرة بدها دكتور"، موضحة ان الطب البديل هو أول ما يتبادر الى ذهنها كحل آمن ليس له تأثرات جانبية.
وتشير الى انها تعتمد على خبرتها المتوارثة في علاج في بعض الحالات المرضية البسيطة كالبرد وغيره، وذلك باستخدام اعشاب الميرامية والنعنع وبعض الزيوت، وكذلك قراءة القرآن، متجنبة اضرار الأدوية الكيميائية على الجسم.
وايضا يؤكد هاني الريماوي (34 عاما) انه يفضل الطب البديل لانه يتعامل بالاعشاب الطبيعية مثل اليانسون والنعنع والشيح التي تخلو من الاثار الجانبية الا اذا زادت كميتها، بعكس المستحضرات الصيدلانية ذات التراكيب الكيميائية.
وقال الريماوي انه مثل اي زرقاوي يلجأ الى المستشفى في الحالات الطارئة، حتى اذا تبين السبب واستقرت حالته المرضية، فإنه يلجأ الى اكمال العلاج بالطب البديل .
وعلى النقيض، يفضل عمر النجار (58 عاما) الطب الحديث لما يمتاز به من سرعة شفاء المريض، على حد وصفه، وذلك خلافا للطب البديل الذي يتطلب فترات أطول حتى تظهر نتائجه، وهي غير مؤكدة دائما.
واشار النجار الى تجربة زوجته التي قال انها تعاني من الربو، وان طب الاعشاب فشل في علاجها، في حين استقرت حالتها بعد مراجعة المستشفى وهي الان في تحسن مضطرد.
إستمع الآن