أين اختفى عطاء المنحة الالمانية لبناء مدرسة الدهيثم بالحلابات؟ - وثائق

أين اختفى عطاء المنحة الالمانية لبناء مدرسة الدهيثم بالحلابات؟ - وثائق
الرابط المختصر

بينما يواصل طلبة قرية الدهيثم في الحلابات الاضراب للمطالبة ببديل عن مدرستهم المؤلفة من غرفة صف وحيدة، فقد حصلت "هنا الزرقاء" على وثائق تؤكد وجود عطاء منحة المانية لبناء مدرسة جديدة في القرية منذ 2011، لكنه لم ينفذ لسبب مجهول.

وكان اولياء امور الطلبة البالغ عددهم 41 طالبا وطالبة، امتنعوا عن ارسال ابنائهم الى المدرسة منذ 21 ايلول، بسبب ما قالوا انه مماطلة الوزارة في بناء المدرسة الجديدة برغم توفر المخصصات لها منذ سنوات.

والمدرسة حاليا عبارة عن مبنى مستأجر مؤلف من ثلاث غرف خصصت واحدة للادارة والمعلمات، والثانية للمطبخ، والثالثة للطلبة من الصفوف الاول وحتى الخامس.

وفي الوقت الذي تؤكد الوثائق وجود قرار بانشاء المدرسة منذ عام 2007 استنادا الى منحة قدمها بنك الاعمار الالماني، الا ان مدير تربية الزرقاء الثانية عاطف البوايزة نفى وجود قرار او منحة، ووصف الحديث عن ذلك بانه محض شائعات.

وقال البوايزة ل"هنا الزرقاء" ان اهالي المناطق النائية والقرى كثيرا ما يثيرون الشائعات عن وجود منح لبناء مدارس في مناطقهم.

واضاف ان هناك خطة لبناء مدرسة بديلة لمدرسة الدهيثم المستأجرة، ولكن هذا سيكون في العام المقبل، حيث انه يستحيل بناء مدرسة جديدة او نقل المدرسة الان، خاصة وان العام الدراسي قد بدأ بالفعل، على حد تعبيره.

وهون البوايزة من شأن اضراب الطلبة الذين قرر ذووهم التوقف عن ارسالهم الى المدرسة، ووصفه بانه "محدود".

كما اكد ان المعلمات ملتزمات بدوامهن، وان المديرية على تواصل مع الاهالي لحثهم على اعادة ابنائهم الى المدرسة.

ولدى سؤاله حول ما اذا كان وضع الوزارة في صورة اضراب الطلبة، رفض البوايزة الاجابة، وقرر انها حديثنا معه على الفور.

وثائق تتحدث
وحسب ما يظهره كتاب موجه من مديرية الابنية الى مدير تربية الزرقاء الثانية عام 1995، فقد أُدرج مشروع بناء مدرسة اساسية مؤلفة من ست غرف صفية ومرافقها في الدهيثم ضمن خطة الوزارة اعتبارا من ذلك العام.

وذيل الكتاب حينها بعبارة "في ضوء توفر المخصصات".

كما يؤكد كتاب وجهه وزير التربية الى رئيس الديوان الملكي عام 2007، ان مشروع بناء المدرسة "مدرج" ضمن "مشروع المنحة الالمانية"، متوقعا "طرح العطاء للتنفيذ خلال النصف الاول من عام 2008".

واوضح الوزير في هذا الكتاب ان المدرسة ستسهم في "حل مشكلة الطلبة في المنطقة".

وبتاريخ 31 ايار 2011، ارسل مدير عام ديوان الموازنة كتاب التزام مالي الى وزير المالية، ينسب فيه بالموافقة على السير باجراءت طرح واحالة عطاء بناء عدد من المدارس الاساسية من بينها مدرسة الدهيثم.

واشار مدير الموازنة الى كتاب وجهه وزير التخطيط الى وزارة التربية ويوضح فيه ان مشروع بناء هذه المدارس ممول من "منحة بنك الاعمار الالماني".

ومع تاخر التنفيذ، خاطب مدير تربية الزرقاء الثانية (وهو نفسه البوايزة) الوزير يعلمه ان الاهالي لا يزالون في انتظار المدرسة الموعودة.

وجاء في الكتاب الذي حمل تاريخ 2 تشرين الثاني 2011 ما نصه "اعلمكم بانه تم طرح عطاء منحة المانية لمبنى جديد (للمدرسة) الا ان الاهالي ما زالوا بانتظار انشاء بناء مدرسي جديد".

ولفت كتاب مدير التربية الى "توفر قطعة ارض مخصصة لاغراض وزارة التربية والتعليم في نفس المنطقة"، في اشارة الى خمسة دونمات كان تبرع بها احد الاهالي لوزارة التربية لغايات بناء المدرسة، وسجلها فعليا باسم الوزارة.

كما رجا الوزير "الايعاز لمن يلزم لمخاطبة دائرة الابنية الحكومية لوضع المنطقة ضمن الاولويات لاقامة ابنية مدرسية عليها اذ ان المنطقة تشهد توسعا ونموا سكانيا كبيرا والحاجة ماسة".

"العطاء تبخر"
وفي حين لم تفلح جهودنا في معرفة مصير عطاء بناء المدرسة الذي تثبته الوثائق، فقد تطوع احد الاهالي وهو فهاد سليمان سند، بابلاغنا بانه "تبخر" بعدما قامت مديرية التربية بتجييره الى منطقة اخرى في الزرقاء "الله اعلم بها".

وقال سند تعقيبا على تصريحات مدير التربية "من تصدقون..ما يقوله ام الوثائق؟".

واكد ان جميع طلبة المدرسة مضربون باستثناء ثلاثة فقط، و"خلال الاسبوع القادم لن يذهب احد".

واشار سند الى انه كان ابلغ البوايزة بشأن اضراب الطلبة قبل تنفيذه بيومين، وان الاخير اظهر لا مبالاة ورد قائلا "عادي بضربوا يوم يومين وبرجعوا بداوموا".

ومن جانبه ايضا، اكد المواطن ابو عارف الدهيثم ان الاهالي مصرون على عدم ارسال ابنائهم الى المدرسة حتى الحصول على تعهدات جدية ببناء مدرسة جديدة.

ووصف ابو عارف بؤس حال المدرسة قائلا انها لا تصلح نهائيا لتعليم الطلبة، حيث انها عبارة عن مبنى صغير مقسم الى ثلاثة اجزاء لا تفصل بينها سوى ستارة، وتتشاطرها الادارة والمعلمات والطلبة، كما انها تفتقر الى ساحة خارجية.

وقال ان الوزارة عندما استأجرت المبنى الحالي ابلغتهم ان ذلك لن يكون سوى لفترة لا تتعدى ثلاث سنوات، والى حين بناء مدرسة جديدة، ولكن منذ عشرين عاما والحال لم يتغير.

ومن جهته، بين عبد المهدي الدهيثم ان الاهالي لا يستطيعون ارسال ابنائهم الى مدرسة اخرى، حيث ان اقرب المدارس تبعد  نحو ثلاثة كيلومترات، ويفصلها عن القرية واد معروف بانه مرتع للكلاب الضالة.