وزير الاوقاف: التطرف لا دين ولا مكان ولا هوية له

وزير الاوقاف: التطرف لا دين ولا مكان ولا هوية له
الرابط المختصر

اكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية هايل داود خلال ندوة حوارية في غرفة تجارة الزرقاء يوم الاحد 19 نيسان، ان ما تقوم به الجماعات الارهابية ترفضه كافة الاديان السماوية، مشددا على أن "التطرف لا دين ولا مكان ولا هوية له".

 

وقال داود خلال الندوة التي نظمتها "الجمعية الأردنية للتنمية والتوعية السياسية" بعنوان "الارهاب والتطرف" وادارها رئيس الجمعية محمود عليمات، ان "اي عمل يقوم على الهمجية والتطرف واستباحة دم الانسان هو عمل بعيد كل البعد عن الدين الاسلامي ولا يمت اليه باي شكل من الاشكال".

 

واضاف ان ما تقوم به الجماعات الارهابية ليس من تعاليم الدين الاسلامي، وترفضه كافة الاديان السماوية لانه خارج عن الانسانية، موضحا ان "معركتنا مع التطرف والتشدد والإرهاب معركة فكرية من الأساس، ولا بد لعلماء الأمة من هذه المواجهة ضد من أساؤوا إلى الدين".

 

وبين داود انه "لم يأت في الدين ما نراه اليوم على شاشات التلفاز من قتل وقطع للرؤؤس وسبي للنساء"، داعيا الى "اعادة المفاهيم الاسلامية الى نصابها الصحيح وخاصة مفهوم الجهاد، والذي هو في الاساس أوجده الله تعالى للدفاع عن الامة الاسلامية في وجه اعدائها، لا ان تسلط السيوف على رؤؤس المسلمين والابرياء" .

 

وأكد وزير الاوقاف أن "التطرف لا دين ولا مكان ولا هوية له، فالتطرف يخرج عندما يجنح فرد أو مجموعة أو دولة عما هو متعارف عليه بين الناس ويذهب في الاتجاه الآخر، ومسؤولية علماء المسلمين وجميع المسلمين أن يحاولوا القضاء على هذه الجماعات المتطرفة للحفاظ على الهوية الإسلامية".

 

كما شدد على انه "مطلوب منا أن نعيد بناء مجتمعاتنا العربية والإسلامية على أسس صحيحة من هذا الدين المعتدل المتوازن، وأن نعيد بناء الإنسان العربي ونعطيه مكانته وكرامته، وأن نعلي من مستواه العلمي والاجتماعي والاقتصادي".

 

وقال داود ان "من اسباب ظهور هذه الجماعات المتطرفة كداعش اسباب سياسية منها الظلم الذي وقع على شعوب المنطقة"، مضيفا ان "وجود اسرائيل في المنطقة سبب رئيسي لوجود هذه الجماعات التي تشعر بالغضب والقهر".

 

ولكنه رأى ان "هذه الاسباب يجب ان لا تكون مبررا لوجود تلك الجماعات التي تحارب وتقتل الابرياء بإسم الدين، والاسلام منهم بريء".

 

واعتبر داود انه "بالحديث عما تقوم به داعش وغيرها من الجماعات الارهابية لا يمكن ايضا ان نغض الطرف عما يقع من ارهاب دول على شعوب المنطقة، ولا يمكن لأحد القول أن ما حصل في أفغانسان والعراق وما يحدث في فلسطين ليس ارهابا ايضا".

 

وطالب وزير الاوقاف بان تكون هناك توعية من قبل الاهالي ووزارة التربية والتعليم لأبناء الوطن ضد التطرف والارهاب، معتبرا ان المسؤولية في ذلك لا تقع فقط على عاتق وزارة الاوقاف، وانما هي مسؤولية اجتماعية واسرية وتربوية ايضا.

 

ومن جهته، قال الاب نبيل حداد مدير المركز الأردني لبحوث التعايش الديني، ان "من نعمة الله على الأردن انه دولة عاشت وما زالت تعيش حالة عامة من السلم الأهلي والتصالح الإجتماعي"، مضيفا ان الاردن كان "دوما مجتمعا معتدلا وملاذا امنا، ونموذجا للاعتدال الديني في هذه المنطقة المضطربة، ونموذجا للتعايش الإسلامي المسيحي".

 

ولفت حداد الى ان المسلمين والمسيحيين يعيشون في الاردن منذ أربعة عشر قرنا بأمن وسلام، مبينا ان "رسالة عمان التي اطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني جاءت كأفضل الرسائل للتعايش بين الاديان".

 

واكد "مسؤولية المسلمين والمسيحيين وجميع اتباع الاديان في مواجهة ما تتعرض له دول المنطقة من ارهاب وتطرف فهو لا يستهدف فئة او دينا او طائفة معينة وانما يشمل الجميع من الابرياء الذين يدفعون ثمن الارهاب الذي تمارسه مجموعات تختبىء وراء الدين وهو منهم براء".

 

وقال ان "الارهاب وجد منذ زمن بعيد وهناك شواهد كثيرة، ومنها حروب الفرنجة التي راح ضحيتها العديد من الابرياء، ولكن نحن في القرن الحادي والعشرين لا يمكن ان نقبل بمثل تلك الافعال التي تمارسها الجماعات الارهابية بحق الابرياء".

 

واعتبر حداد ايضا ان ما يجري في فلسطين من تدنيس للمقدسات الاسلامية والمسيحية لا يمكن الا ان يتم وصفه بالارهاب.

 

وفي نهاية الندوة التي حضرها رئيس غرفة تجارة الزرقاء حسين شريم وجمع من وجهاء واهالي الزرقاء، دار حوار اكد الحضور خلاله ان ظهور جماعات التطرف ما هو الا ثمرة للاستعباد التي مارسته الدول الغربية على شعوب المنطقة،  مشددين على رفضهم ما تقوم به تلك الجماعات بإسم الدين من ارهاب وقتل للابرياء.