"وجدان الشيشاني" تبدع من الصبّار تحفا فنية تنبض بالحياة”

"وجدان الشيشاني" تبدع من الصبّار تحفا فنية تنبض بالحياة”
الرابط المختصر

يجد كثيرون في نباتات الزينة المنزلية مبعثا على الشعور بالراحة النفسية والسكينة، فضلا عن قيمتها الجمالية، واحيانا العلاجية، فتراهم يحرصون على اقتنائها والعناية بها، حتى لكأنما هي فرد من العائلة.

 

وفي السنوات الاخيرة، برزت الصباريات المقزّمة ضمن قائمة النباتات المنزلية المفضلة والاكثر رواجا، وذلك بسبب قدرتها على تحمل الجفاف وتقلبات الطقس والافات، وعدم حاجتها الى مساحات كبيرة او كثير جهد لرعايتها.

 

وما زاد في جاذبية هذا النوع والاقبال عليه هو الاشكال الفنية التي يتخصص بعض هواة تنمية وبيع الصباريات في ابداعها من هذا النبات، حيث يضيفون اليه الاكسسوارات التجميلية او يقلمونه ليبدو على هيئة حيوانات محببة كالقطط والارانب.

 

وجدان الشيشاني، التي لا تكاد تخلو المعارض والبازارات المتخصصة من ابتكاراتها في مجال تشكيل النباتات المنزلية، كانت احد من برعوا في هذا الفن، وتمكنوا بمثابرتهم من تحويل شغفهم به الى مصدر دخل ايضا.

 

وكانت الشيشاني قد افتتحت مشروعها الخاص بنباتات الزينة عقب تخرجها من جامعة الزرقاء في تخصص الادب الانجليزي قبل 13 عاما.

 

وتروي رحلتها مع الهواية قائلة "بعد تخرجي عانيت من وقت الفراغ الطويل في انتظار الحصول على فرصة عمل، وبدأت اشغل وقتي في زراعة النباتات المنزلية وتكثيرها، وطبعا هي النباتات المتوفرة في بيتي، وبدأت بالصبار وهو الأكثر توفرا حولي حينها".

 

واضافت الشيشاني "ما لفت نظري ان للصباريات ازهارا متنوعة وأشكالا كثيرة، وهي النبتة الاكثر نجاحا بالنسبة لبيئة الاردن الجافة صيفا والباردة شتاء. فبدأت اشتري الصباريات من المشاتل حتى اجتمعت لدي منها تشكيلة كبيرة ومتنوعة".

 

وتابعت "رحت بعدها اقرأ حول الصباريات، وصرت ابحث عن الكتب التي تتحدث عن العناية بها، حتى وقع في يدي كتاب يتحدث عن كيف يمكن للشخص ان يبدأ مشروعا خاصا، فقررت تطبيق فكرة الكتاب على النباتات".

 

واكدت الشيشاني انها وجدت مساندة وتشجيعا من اسرتها وخصوصا والديها اللذين ساعداها في تنمية الهواية، وقدما لها الدعم المادي والمعنوي منذ بدايات اطلاق مشروعها، سواء من حيث رأس المال اللازم لشراء النباتات والاكسسورات، وكذلك اقتراح الأفكار للتصاميم وطرق تسويقها وتوصيلها للزبائن، وهي امور كان من الصعب عليها القيام بها وحدها.

 

ومضت قائلة "وهكذا بدأت بالتكثير، اي التشتيل من نفس النبتة او من خلال زراعة بذورها، وبعد ان تنمو قليلا، اعمد الى تزيينها هي واصصها بصور عيون من تلك التي يلصقها الاطفال عادة على كتبتهم والعابهم وايضا باشكال والعاب لطيفة، وكذلك رحت اقلمها حتى تتخذ شكل ارنب او قطة، لازيدها جمالا وبهجة، واجعلها اكثر جاذبية".

 

ولا تكتفي الشيشاني بمجرد عرض منتجاتها في البازرات كما تقول، بل تعمد اثناءها الى "نقل الفكرة للاطفال عبر اشراكهم في تزيين بعضها بالألعاب والاسلاك اللينة والمكملات مثل الخيش او اقمشة اخرى مقصوصة على شكل اذن ارنب او قطة، حتى اذا ما حصل الطفل على واحدة منها، اعتنى بها فترة طويلة لانه يشعر بانه ساهم في تشكيلها".

 

واشارت الى ان الناس حتى وقت قريب لم يكونوا يألفون سوى نوع واحد من الصبار، وهو "الصبر المنزلي" بحكم استفادتهم من لثمره، لكن الان باتت هواية الاهتمام بالانواع الاخرى ذات الطبيعة التجميلية اكثر انتشارا بينهم.

 

وقالت الشيشاني ان "الصبار كان الخطوة الاولى في رحلتي مع زراعة نباتات الزينة الداخلية، حيث توسعت بعده الى نباتات الظل بعدما قرات عنها في موسوعات وكتب اقتنيتها لهذا الغرض، ولا انسى دور البحث على الانترنت الذي افادني كثيرا في هذا الباب".

 

واضافت انه "بتشجيع من الناس الذين بدأوا يتعاملون معي تجاريا في موضوع الصباريات، اصبحت ايضا اوفر لهم نباتات زينة داخلية اخرى، ثم انشأت صفحة على الانترنت، وهي تتيح الشراء لمن يرغب وكذلك تسهم في اثراء النقاشات حول موضوع نباتات الزينة الداخلية وطرق العناية بها".

 

وتلفت الشيشاني الى ان من بين زبائنها اصحاب شركات يقومون بتخصيص نبتة صبار لكل موظف ويوكلون اليه مهمة الاعتناء بها حتى يكسروا رتابة بيئة العمل، وكذلك منظمي المؤتمرات والاجتماعات، ممن يحرصون على وضع عدد منها على الطاولات المخصصة للمشاركين والضيوف.

 

والى جانب قيمته الجمالية، فهي تؤكد ان الصبار والنباتات المنزلية عموما، لها فوائد صحية منها تنقية الاجواء الداخلية من ثاني اكسيد الكربون ورفدها بالاوكسجين خلال الليل، كما "تخفف من اثر الاشعة الضارة التي تنبعث من الاجهزة الالكترونية مثل الهواتف الخلوية والحواسيب".

 

وتشير الشيشاني الى ان تعامل الشخص مع نبتة الصبار تحديدا يمنحه "طاقة ونشاطا ويريحه نفسيا ولا يسبب له اي ارهاق، بل على العكس فان الشخص بعد ان ينتهي من العناية بالصبار سيجد نفسه منطلقا لاعماله الاخرى دون اي كسل".

 

وهي لا تغفل ايضا فوائده الاخرى كعلاج الرمد، مستشهدة على ذلك باحاديث منسوبة الى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وايضا في شفاء الجلد من الحروق عبر استخدام مستخلصه لدهن مكان الاصابة، وفي علاج قرحة المعدة بعد شربعصيره.

 

وكما تبين الشيشاني، فان من الصبار اكثر من 15 الف نوع، بعضها موطنه الغابات والاخر صحراوي، وما ينمو منه في الصحراء يمتاز بحلول الاشواك مكان الاوراق حفظا لمخزون مائه من التبخر.