أسهم هبوط اسعار الذهب لادنى مستوياتها منذ خمس سنوات، الى جانب موسم الاعراس وعودة المغتربين لقضاء العطلة الصيفية، في زيادة الاقبال على شراء المعدن الاصفر في الزرقاء والاردن عموما، وبنسبة 50 بالمئة، وفق مختصين.
وبرغم عدم توفر بيانات محددة حول حجم تجارة الذهب في محافظة الزرقاء، الا ان المؤشرات العامة لحجم التداول في المملكة تنسحب بالضرورة على المحافظة.
وفي هذا السياق، فقد كان نقيب تجار الحلي والمجوهرات اسامة امسيح اكد ان الاقبال على شراء الذهب شهد ارتفاعا بنسبة 50 بالمئة، مدفوعا بانخفاض اسعاره وعودة المغتربين بالتزامن مع موسم الاعراس الذي يمتد بين عيدي الفطر والاضحى.
وكما يوضح محمد المومني، احد تجار الذهب في الزرقاء، فقد هبط معدل سعر غرام المعدن الاصفر من عيار 21 الاكثر تداولا، الى 21,70 دينارا مطلع شهر آب، بعدما كان بلغ ذروة وصل معها الى 38,70 دينارا للغرام.
واكد المومني لـ"هنا الزرقاء" ان انخفاض سعر الذهب ادى الى زيادة ملحوظة في الاقبال عليه، سواء ممن يشترونه لاجل اعادة بيعه في حال ارتفعت اسعاره، وكذلك من المقبلين على الزواج.
واشار الى ان الذهب عيار 21 هو المفضل عموما للعرسان في الزرقاء، برغم عدم وجود فارق يذكر بينه وبين عيار 18 الذي يباع بدوره بنحو 19 دينارا للغرام، مضيفا انه ليس هناك معدل محدد لحجم مشتريات العريس من الذهب لعروسه، اذا ان البعض قد يشتري بالف دينار وغيرهم بعشرة الاف، والمسالة تظل مرهونة بالاستطاعة المالية.
وبيّن المومني كذلك ان اكثر اقبال العرسان هو على شراء ليرة الذهب الرشادي التي تبلغ زنة الواحدة منها سبعة غرامات، وتباع بنحو 159 دينارا، يليها الليرة الانجليزية ذات زنة ثمانية غرامات ويصل سعرها الى 180 دينارا.
ولفت الى ان بعض العرسان لا يلبثون ان يعودوا الى محلات الذهب بعد حفلة العرس لبيع ما اشتروه لعرائسهم، حتى يسددوا بثمنه بعضا من الديون التي تحملوها لتأمين تكاليف الزواج، حتى ان منهم من لا يبقي للعروس سوى الخاتم.
وقدر المومني عدد محلات بيع الذهب في الزرقاء باكثر من ستين محلا، مبينا ان نحو 70 بالمئة من كميات المعدن الاصفر يتم استيرادها من الخارج، وخصوصا من دبي والبحرين وتركيا.
وقال ان ما نسبته 30 بالمئة من هذه الكميات تتم صياغتها في مشاغل للذهب معظمها في عمان، بينما لا يوجد في الزرقاء اي مشغل صياغة.
هشام محمود، شاب تزوج حديثا، قال انه اشترى لعروسه ذهبا بقيمة خمسة الاف دينار "بناء على طلب اهل العروس"، وهو ما وصفه بانه "مبلغ كبير" قياسا بوضعه المادي.
واشار هشام الى ان هبوط الاسعار لم يسهم في خفض تكاليف زواجه، حيث ان اهل العروس لم يشترطوا عليه مقدارا معينا من الذهب، بل حددوا القيمة المطلوبة بالدينار، وكل ما في الامر ان الكمية التي اشتراها كانت اكبر.
وتمنى هذا الشاب على اهالي الفتيات "مراعاة ظروف العريس حتى يراعيهم غيرهم عندما يزوجون ابنهم"، مؤكدا ان "الذهب الكثير لا يعني حياة زوجية سعيدة، فهو مجرد مظهر امام الناس".
ومن جانبها، كشفت الحاجة ام عصام، وهي ام لعريس جديد، عن انهم اشتروا للعروس كمية "قليلة" من الذهب، معربة عن املها في ان يهبط سعر المعدن الاصفر الى اكثر مما هو عليه حاليا.
وقالت ام عصام "اشترينا قطع ذهب قليلة، وهي عبارة عن اربعة اساور وليرة ذهب مبروزه مع سنسالها وخواتم وذبلة وحلق، وكان ثمنها جميعا ثلاثة الاف دينار".
ورأت ام عصام ان "اخلاق العريس وادبه واصله اهم من الذهب، فالذهب يذهب اما معادن الناس الاصيلة فلا تذهب"، منتقدة في هذا الصدد اهالي الفتيات الذين "يظنون انهم يؤمّنون ابنتهم عندما يطلبون لها ذهبا اكثر".
وتتذكر هذه الحاجة عرسها قبل 45 عاما، قائلة ان الذهب حينها كان رخيصا جدا، وقد اشترت اساورها بما قيمته اربعة عشر دينارا للاسوارة الواحدة.