مدرسة الهاشمية تفوز بالبطولة العربية للروبوت رغم عراقيل وزارة التربية- فيديو
حقق فريق من مدرسة الهاشمية الثانوية للبنين فوزا هو الاول من نوعه لمدرسة حكومية اردنية في بطولة الروبوت العربية الاخيرة، وذلك رغم تخلي وزارة التربية عنه، لا بل ومحاولتها منعه من المشاركة في المسابقة.
وقد حصد الفريق المؤلف من سبعة طلاب "جائزة الاحتراف الكريم" في اطار الدورة السادسة للبطولة المفتوحة التي انعقدت في مصر الشهر الماضي باشراف الاتحاد العربي للروبوت.
وسبق ان استضافت المسابقات في الأعوام الخمسة الماضية كل من الكويت والأردن ولبنان.
ونال فريق مدرسة الهاشمية الذي حمل اسم "نيكست بايرتس" الجائزة عن روبوت صممه وبناه بهدف مساعدة كبار السن.
وشارك 400 طالب وطالبة مثلوا 12 دولة عربية من خلال 57 فريقا في البطولة التي تعد حدثا علميا مميزا هو الاكبر من نوعه في مجال تصميم وبرمجة الروبوتات على المستوى العربي.
وتهدف البطولة إلى مساعدة الشباب العربي المهتم بالعلوم والتكنولوجيا في إبراز طاقاته وقدراته وعرضها من خلال تصاميم الروبوتات أثناء انعقاد البطولة كما تهدف إلى توفير بيئة مناسبة لتبادل الخبرات العربية في مجال صناعة الروبوت،.
وفاز 15 فريقا اردنيا بجوائز في مسابقات هذا العام، لكن فريق مدرسة الهاشمية كان الوحيد بينها الذي يمثل مدرسة حكومية وذلك للمرة الاولى في تاريخ مشاركات المملكة في هذه البطولة.
ويؤهل الفوز هذه الفرق للمشاركة في البطولة العالمية التي تقام سنويا في الولايات المتحدة تحت اسم "فيرست ليغو ليغ".
لكن فريق مدرسة الهاشمية لم يتمكن من المشاركة في التصفيات التي جرت الشهر الماضي بسبب عدم وجود التمويل، وكذلك تخلي وزارة التربية عنه كما حصل قبيل مشاركته في البطولة العربية في مصر.
ويضم الفريق الطلبة: مصطفى ترعاني وفؤاد عادل ويزن مجدلاوي وعمار مخيمر وسيف الدين ابو محفوظ ونور الدين الجنادة وعبد الرحمن الزيود، فيما اشرف عليهم المعلم خالد الخطيب وقام على تدريبهم معلم الحاسوب جابر جابر.
ويقول المدرب جابر ان رفض وزارة التربية دعم ورعاية الفريق اضطره الى البحث عن بدائل من بينها هيئات وشركات ونواب من اجل تامين تكاليف السفر للمشاركة في البطولة التي اقيمت في مصر.
ولم تكتف الوزارة بعدم دعم الفريق او الاعتراف به، بل حاولت منع سفره الى البطولة كما يقول جابر.
ويوضح "فوجئنا قبل يوم من التوجه الى مصر بان وزارة التربية ترفض الموافقة على سفرنا، وهو ما اضطرنا الى اللجوء الى مجلس النواب الذي ساعدنا في ازالة هذه العقبة".
ويصف جابر انطباعه بعد المشاركة في المسابقات قائلا "نحن كمدرسة حكومية لم يكن لنا قيمة تذكر في البطولة، كانت كلها مدارس كبيرة وخاصة، لكننا فزنا بالجائزة التي عنت لي الكثير لانني راهنت على هؤلاء الطلاب".
ويقول ان فكرة تصميم الروبوت والمشاركة في بطولة الروبوت لمعت لديه قبل ست سنوات، وسعى الى اختيار فريق من الطلاب لتنفيذها وخصوصا ممن يتمتعون بموهبة الابتكار والابداع.
واضاف انه عمل على تقسيم الفريق الى مجموعات قام بتدريب كل منها على مهارة من مهارات البطولة وهي البرمجة والتصميم، العمل الجماعي، أداء الروبوت، البحث العملي والذي كان موضوعه هذا العام "حلول لكبار السن".
ويتم الاعلان عن موضوع المسابقة في شهر أيار من كل عام بحيث يعمل الطلبة ضمن فريق واحد على تصميم وبرمجة روبوت يقوم بتنفيذ مجموعة من المهمات المحددة من قبل اللجنة العالمية المنظمة للمسابقة.
وشارك فريق مدرسة الهاشمية في القسم الخاص بالبحث العملي بمشروع هو موقع الكتروني مخصص لمساعدة كبار السن.
ويشير مدير مدرسة الهاشمية للبنين محمد الزيود الى الصعوبات التي رافقت مشاركة فريق مدرسته في مسابقات البطولة، لكنه يعبر عن سعادته بالنتيجة التي تحققت,
ويقول "واجهتنا بعض الصعوبات لكن استطعنا نتغلب عليها وذهبنا الى مصر ورفعنا راس الطلاب الذين وضعوا ثقتهم فينا وحققنا جزءا من طموحاتهم".
ويضيف "لم نستطع المشاركة في بطولة الولايات المتحدة بسبب قلة الموارد كما كانت قلة الموارد عقبة عندما شاركنا في مصر، واتمنى من وزارة التربية ان تقدم ولو القليل من الدعم لمدارسنا الاقل حظا".
ومن جهتهم ايضا، فقد ناشد اعضاء الفريق وزارة التربية الاهتمام بالمواهب في المدارس الحكومية ودعمها، مؤكين انها تضم الكثير من الطلاب ممن لديهم ابداعات وافكار خلاقة.
وتعبر والدة الطالب مصطفى ترعاني عن فخرها بالانجاز الذي شارك فيه ابنها، كما تثني على الجهات والشركات والنواب الذين ساهموا في تحقيقه، لكنها لا تخفي استياءها من الموقف السلبي الذي ابدته وزارة التربية.
وتقول "انا فخورة جدا بما حققه مصطفى وزملاؤه واساتذتهم، واشكرهم واتمنى لهم المزيد من النجاحات، ولكنني مستاءة من وزارة التربية لانها لم تدعمهم رغم انهم ينتمون الى المدرسة الحكومية الوحيدة المشاركة في البطولة".
ومن جانبه، فقد سعى مدير تربية الزرقاء الثانية عاطف البوايزة الى الدفاع عن موقف الوزارة قائلا ان لديها اسسا وانظمة لم تنطبق على مشاركة فريق مدرسة الهاشمية في بطولة الروبوت العربية، ولذلك فهي لم تستطع ان تدعمهم.
ولكنه في الوقت نفسه عبر عن اعتزازه وفخره بالانجاز الذي حققه الفريق، ووعد بالعمل من اجل انشاء صندوق تساهم فيه الشركات المحلية والجهات الداعمة ويخصص لدعم الابداعات في المدارس.