مدارس الزرقاء الاولى تنتخب برلماناتها الطلابية
ادلى طلبة 120 مدرسة تابعة لمديرية تربية الزرقاء الاولى باصواتهم في انتخابات المجالس البرلمانية لطلبة الصفوف من الخامس وحتى الاول الثانوي، والتي جرت يوم الخميس 22 تشرين الاول.
وتهدف المجالس التي تنظم وزارة التربية انتخاباتها سنويا في كافة مدارس المملكة منذ عام 2007، الى اعداد جيل قيادي قادر على تحمل المسؤولية ويمتلك القدرة على الاتصال الفعال والتخطيط وادارة المواقف المختلفة، وتعزيز روح الانتماء للوطن.
كما تسعى الى تعزيز الممارسات الديمقراطية وروح الحوار البناء واحترام الرأي الاخر، وتوثيق الروابط بين المدرسة والمجتمع المحلي، واشراك الطلبة في ادارة المدرسة واتخاذ القرارات فيما يتعلق بالجوانب الخاصة بهم.
واضافة الى ذلك، ترمي هذه المجالس الى تفعيل مشاركة الطلبة مع مجلس اولياء الامور والمعلمين في عمليات التطوير في المدرسة، والمساعدة في تمكين المدرسة من اداء وظيفتها نحو الطلبة ومجتمعها.
وبين احمد محاجنة رئيس قسم التعليم العام بالوكالة في مديرية تربية الزرقاء الاولى، ان الانتخابات جرى تنظيمها في 120 مدرسة تابعة للمديرية، منها 48 مدرسة و53 للاناث و19 مختلطة.
واوضح ان الاستعداد للانتخابات يبدأ منذ الاسبوع الاول لشهر تشرين الاول من كل عام، بموجب كتاب تعممه الوزارة على مديريات التربية، والتي تقوم بدورها بتوزيعه على المدارس، حتى تقوم باعداد التجهيزات اللازمة لانجاح عملية الانتخاب.
وبينما شكا مدراء مدارس من ان الكتاب الخاص بموعد اجراء الانتخابات وصلهم متاخرا، ولم يمنحهم وقتا كافيا للاستعداد، الا ان محاجنة رفض هذا الادعاء، مؤكدا انه جرى التعميم على المدارس بهذا الشأن منذ بداية الشهر، وكانت لديها مهلة كافية.
وقال "قمنا فعليا بالتعميم على المدارس بتاريخ 29 أيلول، وهناك كتاب اخر الحقته وزارة التربية بتاريخ 19 تشرين اول تم فيه تعيين تاريخ الانتخاب في يوم 22" من نفس الشهر.
واعتبر محاجنة ان وجود ثلاثة ايام فقط تفصل بين الكتاب الاخير ويوم الانتخابات "لا يشكل عائقا امام المديرين لاجراء العملية الانتخابية، لان هناك كتابا سبقه كما اشرت، وتم تعميمه فيه امر بالتجهيز لانتخابات المجالس البرلمانية الطلابية ".
واشار الى ان "لجنة من موظفي المديرية قامت بزيارة كافة المدارس المشاركة.. والاطلاع عن كثب على سير العملية والرد على استفسارات مديريها"، مؤكدا ان الانتخابات جرت "بنزاهة وشفافية وشكلت عرسا وطنيا ولم تلحظ خلالها اية مشكلات".
وبين ان اجتماعا سيعقد لاحقا لرؤساء المجالس الفائزين من اجل انتخاب مجلس برلماني طلابي على مستوى مديرية التربية الزرقاء الاولى يتالف من عشرة اعضاء، والذين سيقومون بدورهم بانتخاب رئيس وامين سر للمجلس.
واشاد محاجنه بتجربة انتخابات البرلمانات الطلابية، معتبرا انها تزيد ثقة الطلبة بانفسهم وتشكل تدريبا لهم على الانتخابات النيابية والبلدية لاحقا، كما ان لها دورا في نقل بعض المشكلات المدرسية الى مديرية التربية.
وثمن عامر الوظائفي رئيس مجلس التطوير التربوي لمدارس منطقة جبل طارق، تجربة هذه الانتخابات، معبرا عن رضاه عن مسار العملية الانتخابية الاخيرة.
وقال الوظائفي"ما شاهدناه اليوم في مدراسنا هو عرس وطني، يدل على فهم ابنانا وبناتنا لطريقة الانتخابات واهميتها، وينمي لديهم حس الواجب ويعرفهم منذ الصغر باهمية الانتخابات التي سوف تتكررفي حياتهم على المستوى البلدي والبرلماني".
من جانبه، اكد مدير مدرسة جبل طارق الاساسية علي الخمايسة، ان الانتخابات في المدرسة جرت "في جو مريح" للطلبة، والذين اقبلوا بكثافة على التصويت.
وقال الخمايسة ان 60 طالبا رشحوا انفسهم لمجلس المدرسة المؤلف من 32 عضوا، فيما بلغ عدد من يحق لهم التصويت 820 طالبا في الصفوف من الخامس وحتى العاشر.
واشار الى ان شروط الترشح تنص على ان يكون ملف الطالب "خاليا من العقوبات الخطية والانذارات".
واوضح ان التصويت استمر من الساعة التاسعة صباحا وحتى الواحدة ظهرا، وجرى "في جو مريح للطلبة الذين لوحظت الرغبة الكبيرة لديهم في المشاركة.. ما يدل على الوعي المبكر لديهم لاهمية العملية الانتخابية".
غير ان الخمايسة شكا من ان مديرية التربية لم تمنح المدرسة فرصة كافية للتحضير للانتخابات، حيث ان كتابها بهذا الشأن ورد الى المدرسة قبل يومين فقط من يوم الانتخاب، الامر الذي شكل ضغطا على الادارة والهيئة التدريسية.
وقال طالب الصف التاسع محمد خير الذي رشح نفسه في انتخابات مجلس المدرسة، انه حاز على دعم ومساندة زملائه في الصف، مشيرا الى انه كان فاز في انتخابات الدورة السابقة.
ووصف محمد خير تجربته في المجلس السابق بانها "كانت متميزة، حيث ساهمت في اقامة دوري لكرة القدم في المدرسة، وكذلك في اقامة معرض فني ومعرض للعلوم".
واكدت رابعة التميمي مديرة مدرسة رملة بنت ابي سفيان الاساسية، ان عملية الاقتراع في مدرستها جرت "داخل الصفوف على اعتبار ان كل صف هو منطقة انتخابية"، مشيرة الى ان باب الترشح كان قد فتح قبل نحو شهر من موعد الانتخاب.
ونوهت التميمي الى ان "الطالبة التي تفوز سوف تحصل على الحصانة، بمعنى انها لا تحاسب على اقوالها وارائها في الهيئات التعليمية والادارية وفي العملية التعليمية برمتها، وبحيث تستطيع التعبير عن نفسها بكل اريحية وديمقراطية واطمئنان".
واكدت ان "برلمان الطلبة اصبح جزءا اساسيا من العملية التربوية"، كما انه اسهم في جعل العضوات فيه "مهيئات اكثر للقيادة والحوار التربوي، والتعاون مع المعلمات والادارة".
وقالت الطالبة المرشحة في انتخابات المدرسة رغد طراد، التي سبق ان فازت في الدورات الثلاث السابقة، وشغلت عضوا في مجلس طلبة مدارس المديرية، انها تسعى لرئاسة البرلمان هذه السنة في مدرستها.
واضافت "شعاري طوال السنوات الماضية وهذه السنة هو -معا نحو الافضل-، واقصد بذلك ان نكون كطالبات يدا واحدة من اجل بيئة مدرسية وتعليمية افضل"، مشيرة الى انها ستسعى في حال فوزها الى جعل صفها الاكثر تميزا في المدرسة.
وبينت رغد انها ساهمت من خلال عضويتها في المجالس السابقة في حل العديد من المشكلات في المدرسة، خصوصا مشكلة تدافع الطلبة خلال الفرصة، الى جانب تنظيم مباريات رياضية من اجل تعزيز روابط الزمالة والصداقة فيما بينهم.
وعلى صعيده، قال خليل عمور مدير مدرسة الجاحظ الثانوية، ان مدرسته لم يصلها كتاب تحديد موعد الانتخابات الا قبل يوم واحد فقط من اجرائها، ما تطلب جهدا كبيرا من الهيئة التدريسية لاجراء التحضيرات في هذا الوقت القصير.
واضاف "حرصنا خلال الساعات القليلة قبل موعد الاقتراع على توفير اوراق الاقتراع المختومة والنماذج اللازمة لعملية الاقتراع كاملة"ن مشيرا الى ان 70 طالبا ترشحوا لمجس المدرسة المؤلف من 48 عضوا.
واشاد عمور بتجربة البرلمانات الطلابية، معتبرا انها تنمي حس الانتماء للمدرسة والمحافظة عليها لدى الطلبة، كما تهيؤهم لتحمل المسؤولية والقيام بدورهم كمواطنين صالحين.
وقال طالب الصف الثاني ثانوي علمي محمد قاسم اللالا انه قرر ترشيح نفسه في انتخابات مجلس المدرسة حتى يتمكن من تمثيل الطلبة وايصال قضاياهم ومشكلاتهم الى الادارة على سعيا لحلها.
واضاف انه كان عضوا في المجلس السابق، والذي "ساهم بالتعاون مع ادارة المدرسة ومديرية التربية في حل مشكلات بين بعض الطلبة والمعلمين".
إستمع الآن