استطاع طلبة مدارس الزرقاء المشاركون في مبادرة "حقق برنامج اعداد القادة " التي اطلقها ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لطلبة مدارس المملكة عام 2013، احراز انجازات مميزة في ساحة العمل التطوعي في المحافظة، متغلبين بعزيمتهم على التحديات وقلة الامكانات.

وتهدف المبادرة الى حفز العمل التطوعي وتنمية الفكر الديمقراطي وترسيخ الانتماء للوطن، وتعزيز الثقة بالنفس ونهج العمل الجماعي وتنمية القدرات، بالاستناد إلى القيم والأخلاق الحميدة في المجتمع الأردني.

كما تسعى الى تعزيز وغرس القيم التربوية الموروثة من ديننا وتاريخنا والتي تساعد على بناء المهارات الحياتية والشخصية والقيادية للشباب، وهي تتضمن مجموعة من النشاطات التطوعية والثقافية والفنية، وتعنى خصوصا بطلبة الصفوف التاسع والعاشر في المدارس الحكومية.

وقال رجائي الغضبان، احد خمسة قادة للفوج الرابع لمبادرة "حقق" في الزرقاء، ان 168 طالبا من المحافظة يشكلون اربعة افواج شاركوا في المبادرة منذ اطلاقها، موضحا انهم ينتسبون الى ثلاثة مدارس هي: المهلب بن ابي صفرة وابن الاثير وعمر بن الخطاب.

واشار الغضبان الى ان اختيار المشاركين يتم بناء على قرعة تجريها وزارة التربية وتتنقي خلالها ثلاثة مدارس من كل محافظة، ثم يؤخذ من كل مدرسة ما بين 20 و30 طالبا ممن رشحوا انفسهم، حيث يخضعون لتقييم من قبل قادة المبادرة، والذين يقومون باختيار 42 طالبا من بين هؤلاء المترشحين.

واضاف ان من يقع عليهم الاختيار يخضعون بعدها الى ورشات تدريب تعقد لهم في احدى مدارس المحافظة، ثم يصار الى ادماجهم في مرحلتي الزيارات الميدانية والمخيم، واللتين يقومون خلالهما بتطبيق القيم التي تدربوا عليها.

مستمرون

وبين الغضبان ان المبادرة تقوم بتخريج فوج من الطلبة في كل فصل دراسي، مشددا على انها "بدأت كي لا تنتهي، ونحن مستمرون في العمل التطوعي من خلالها مهما كبرنا وامتد بنا العمر".

واكد الطالب الذي يبلغ من العمر 16 عاما، ان مبادرة "حقق" غيرت كثيرا من نظرته الى المجتمع ومن اسلوب حياته الذي كان يتسم قبلها بالرتابة.

وقال "كنت شابا يفتقر الى الاثارة في الحياة ويمضي يومه بشكل اعتيادي رتيب. ولما اصبحت في الصف العاشر التحقت بمبادرة حقق فتغيرت حياتي 180 درجة، حيث جعلتني شخصا منجزا منتجا مرتبا للامور حسب الاولوية وتربطني علاقات صداقة ومودة مع اشخاص من كل الاردن وعلى مختلف مستوياتهم الاجتماعية".

ولفت الغضبان الى تحديات يواجهها فريق "حقق" خلال عمله في الزرقاء، وفي مقدمتها قلة الامكانات، لكنه اكد ان ذلك "لم يثبط من عزيمتنا، لان هذف المبادرة في النهاية هو ان يعتمد الفريق على ذاته في تنفيذ الانشطة".

كما تطرق الى مشكلة افتقار الفريق الى مكان لعقد الاجتماعات، وعدم تعاون مديرية التربية معهم في هذا الجانب،  معتبرا ان "لاعضاء المبادرة كل الحق في الاجتماع في مديرية التربية، فنحن طلبة مدارس المحافظة وجاء انضمامنا للمبادرة بتنسيب من مدارسنا، وتدربنا فيها بإذن مديرينا".

وبدوره قال القائد في المبادرة  مصطفى سناجلة (15عاما) وهو من مدرسة المهلب بن ابي صفرة، ان اعضاء فريق "حقق" يعقدون اجتماعاتهم حاليا في اماكن عامة كشارع السعادة وفي المدرسة اذا تسنى لهم ذلك.

وقال ان هذا الواقع "كان ولا يزال يقابل بالانتقاد من رجال السير والمجتمع وعدم القبول احيانا. وهذا الامر كان يؤثر في عزيمتنا، لكننا نعود لنشاطاتنا بكل عزيمة. فنحن نعرف ان طريقنا غير مفروشة بالورد".

واشار سناجلة ايضا الى عدم تفاعل من وصفها بالشخصيات الاعتبارية في المحافظة مع انشطة الفريق.

وقال "نجتمع مع شخصيات اعتبارية، فتتشجع للتعاون معنا في تنفيذ اعمال تطوعية، غير ان هذا عادة ما يكون آنيا ولا يثمر، فعند معاودة الاتصال بهذه الشخصيات نجد منها صدودا، وفي المقابل هناك من يؤمن بجهودنا ويساعدنا ".

انجازات

برغم عمرها القصير نسبيا، الا ان مبادرة "حقق" تركت بصمة مميزة في الزرقاء من خلال المبادرات التي تنفذها تباعا، ويجمل بعضها القائد في المبادرة مروان وليد، وهو طالب في مدرسة عمر بن الخطاب.

وقال مروان (16 عاما) ان في مقدمة هذه الانجازات مبادرة "بسمة يتيم 1" التي تم تنفيذها لصالح جمعية عمر بن الخطاب الخيرية في الزرقاء وهي جميعة تعنى بالاطفال الايتام، ومبادرة "بسمة يتيم 2" في ذات الجمعية.

واضاف ان "هذه المبادرة كانت بتبرع شخصي من سمو ولي العهد، وميز هذا النشاط حضوره شخصيا ومشاركته لاطفال الجمعية الانشطة والالعاب".

وبين مروان ان فريق المبادرة بافواجه الاربعة شارك كذلك في انشطة تطوعية عديدة منها تنظيف متنزه بيرين بحضور وزير التربية والتعليم. وطلاء النفق في شارع الجيش بالزرقاء مطلع صيف هذا العام بدعم من كلية قرطبة.

وتابع ان الفريق قام مؤخرا بطلاء الرصيف على امتداد شارع الحاووز وتشجير جزيرته الوسطية ورسم جداريات في محيطه بالتعاون مع بلدية الزرقاء، ونفذ قبلها جدارية ضخمة في المنطقة المحاذية لوادي الحجر على طريق الاوتوستراد.

كما لفت الى ان المبادرة قامت بترتيب خمسة افطارات خيرية في رمضان الماضي بدعم من ذوي واصدقاء اعضاء الفريق، اضافة الى توزيع الماء والتمر على المتاخرين عند الاشارات الضوئية ابان وقت الافطار.