مأكولة مذمومة!

مأكولة مذمومة!
الرابط المختصر

يقال "مأكول مذموم" وايضا "اكله لحما ورماه عظما"، والزرقاء هي اول ما يخطر ببالي وانا اتذكر هاتين المقولتين.

اصدقاء وزملاء دراسة فتحوا عيونهم على الدنيا في هذه المدينة المسكينة، لعبوا في حاراتها وتعلموا في مدارسها واكلوا من خيراتها، وفيها تشكل وعيهم الذي استمد ثراءه من فسيفساء ثقافاتها وبشرها.

لكن حين اشتد عودهم ولاحت اول سانحة، لم يترددوا في هجرها الى عمان التي طالما ابهرتهم ببريقها.

كثير منهم لم يعودوا يزورون الزرقاء الا في مناسبات متباعدة، وتجد احدهم خلال ذلك متحفزا للمغادرة، وحاله تتمثل قول الشاعر "على قلق كأن الريح تحتي".

في زياراتهم القصيرة، يتحدثون عن عمان كثيرا، وعن الزرقاء اكثر، لكنه حديث يتضمن مقارنات لا تخلو من ذم سواء تلميحا او تصريحا بمدينتهم الام.

تسمع منهم ملاحم غزل في نظافة شوارع عمان واتساعها وهدوء حاراتها وجمال حدائقها ولياليها وروعة اسواقها ونواديها.

والمعنى المكنون في بطن الشاعر هو التعريض بالزرقاء، وبوسخ وضيق شوارعها وفوضى حاراتها وكدر لياليها ووو..

ولو اقتصر ذلك على احاديث الزيارات الخاطفة لما كان فيه كثير بأس.

لكن الطامة ان بعضهم ممن تصدر منابر اعلامية في عمان لا يتوانى عن قذف الزرقاء بكل سوء من تلك المنابر، واحيانا بقسوة يخال المرء معها ان في الحكاية دافع انتقام.

كنت ولا زلت اتمنى ان يستثمروا منابرهم، وكثير منها مؤثر، من اجل خدمة هذه المدينة وحل مشكلاتها.

فان فعلوا فهذا ما هو حري بالابن البار، وان مضوا في ما هم فيه من تصيد وانتقامية، فذاك والله هو ذم الماكول ورميه عظما بعدما ذهب لحمه بهتانا في البطون.

أضف تعليقك