لماذا لا تزال الحركة النسائية ضعيفة في الزرقاء؟
رات قياديات في الزرقاء ان المشاركة السياسية والاجتماعية للمرأة في المحافظة لا تزال ضعيفة، ولاسباب ذاتية تعزى اليها هي نفسها بالدرجة الاولى.
وتاتي هذه القراءة المتشائمة غداة الاحتفال بيوم المراة العالمي وبعد نحو ستين عاما من انطلاق الحركة النسائية في المملكة.
وقالت ابتسام المجالي رئيسة جمعية "الشعاع" لتنمية المرأة والطفل ورعاية الشباب، ان المرأة في الزرقاء "بعيدة عن التمكين السياسي لانها غير مطلعة وغير قارئة"، مضيفة انها " تبعد نفسها بنفسها سياسيا واجتماعيا".
واوضحت انها توصلت الى هذه النتيجة في ضوء احتكاكها المستمر مع اوساط العمل التطوعي والاجتماعي، والتي تشهد مشاركة وحضورا ضعيفين من قبل المرأة في الزرقاء، على حد وصفها.
واعتبرت المجالي ان "المرأة في قرى الزرقاء متمكنة ثقافيا وتعليميا اكثر من نظيرتها في المدينة، علما ان الاخيرة لا تواجه المعوقات التي تعاني منها المرأة في القرية، ومن هنا نجد ان المرأة في المحافظة هي التي تبعد نفسها بنفسها".
ولفتت الى اننا "في الزرقاء تخلصنا وبشكل جذري من ثقافة العيب والعادات والتقاليد (السلبية) بدليل ان الرجل يسمح للمرأة بالخروج للعمل في اماكن مختلطة و الجلوس مع زميلتها في مكان عام".
وتساءت المجالي في هذا الصدد "هل يعقل ان يكون الرجل يسمح للمرأة ان تعمل في اماكن مختلطة وتجلس في مكان عام ولا يسمح لها بالخروج لحضور ندوة او ورشة لتطوير ذاتها ومعرفة حقوقها وواجباتها تجاه مجتمعها؟".
وعادت واكدت انه "لا توجد أي تحديات او عراقيل تعترض تطوير المرأة في الزرقاء لذاتها والعمل على تنمية شخصيتها من النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية، اللهم سوى كسل المرأة نفسها، فهي من تعيق نفسها".
وانتقدت المجالي بشدة النساء اللواتي وصلن الى بعض مواقع صنع القرار في الزرقاء، بسبب عدم تبنيهن ومتابعتهن لقضايا المرأة في المحافظة، على حد توصيفها.
وذكرت تحديدا عضوات المجالس البلدية قائلة انه "لم يحدث ولو لمرة منذ توليهن هذه المناصب ان عقدن أي ورشة او ندوة في الزرقاء لمتابعة قضايا المرأة".
موروث اجتماعي
المحامية فاطمة الحجاوي، المستشارة القانونية لفرع اتحاد المرأة الاردنية في الزرقاء، اكدت بدورها ان هناك تواجدا لحركة نسائية في المحافظة، وهي تتجلى في اقبال المراة على العمل التطوعي وحضورها للفعاليات التي تعنى بقضاياها وتطوير ذاتها".
ولكنها اشارت الى ان هذه الحركة تواجه موروثا اجتماعيا يعيق وصولها الى التغيير والتطوير المنشودين.
وقالت "على سبيل المثال في قضية الزواج المبكر، نفاجأ ان من يحضرن ورش التوعية بمخاطر هذا الزواج هن من يزوجن بناتهن في اعمار اقل من 18 عاما، وعند البحث في الحيثيات نجد الام مغلوبا على امرها ولديها اسباب اما اقتصادية او اجتماعية".
ورأت الحجاوي ان "التغير في واقع المراة في الزرقاء يصعب قياسه في سنوات بسيطة، لاننا بحاجة قبلها الى تغيير ثقافة مجتمع, وهذا ليس امرا سهلا" بل يستغرق وقتا طويلا، مضيفة ان "هناك بذورا للتغيير، لكن لا توجد نقلة نوعية".
وعلى صعيدها ايضا، انتقدت الحجاوي عدم تبني النساء في مواقع صنع القرار في الزرقاء لقضايا المراة في المحافظة.
وقالت ان "عضوات المجلس البلدي لم يتبنين أي قضية تخص المرأة ولم يحدث ان تحدثت احداهن او ناقشت هذه القضايا".
واعتبرت كفاح عوض الله مسؤولة فرع حزب البلد الأمين في الزرقاء، ان المرأة في المحافظة "قفزت خطوات كبيرة .. بفضل كدها وجهدها الواضح للعيان، حيث بتنا نراها في كافة المجالات، كما انها تنشط في اللقاءات والاجتماعات".
ولفتت الى ان هناك "زميلات سجلن نجاحات في الوصول الى المجلس البلدي وكذلك غرفة صناعة الزرقاء، وتلك الروح العالية للمرأة كان لها الفضل الأكبر في تحقيق هذه النقلة النوعية للمرأة في المحافظة بعد ان كان دورها محدودا جداً".
واكدت عوض الله ان "المرأة الزرقاوية انتزعت دورها في المشاركة السياسية، وتحرص على ان تكون فاعلة في هذا الدور، ونظرة واحدة للأحزاب السياسية تبرهن على ذلك".
ومع ذلك، فقد اقرت بانه "لا زالت هناك الكثير من العقبات التي تعترض تطور المرأة الزرقاوية من الناحية السياسية والاجتماعية في ظل مجتمع عشائري لا زال يتمسك بالاعراف والعادات (التي تقيد المراة) برغم كل النجاحات التي سجلتها".
ووجهت عوض الله رسالة الى نساء الزرقاء في مناسبة اليوم العالمي للمرأة قائلة ان "الدرب طويل والطموحات كبيرة الا ان الارادة كما عودتننا هي أقوى وأكبر".