"كورونا" يعاود الظهورفي الزرقاء
اعلن الدكتور خالد البحتي رئيس قسم الامراض في مديرية صحة الزرقاء، عن اكتشاف اول اصابة بفيروس "كورونا" خلال العام الحالي في المحافظة، والتي كانت سجلت اول وفيات بهذا الفيروس على مستوى العالم عام 2012.
وقال البحتي ان الحالة هي "لامرأة مسنة في السبيعنات من عمرها مصابة اصلا بأمراض كبار السن مثل الضغط والسكري وتسارع في دقات القلب، وتم تشخصيها بناء على فحص مخبري".
واضاف انه جرى "عزل الحالة طبيا ثم نقلت المريضة..الى مستشفى الامير حمزة بن الحسين في عمان، وحالتها لا زالت حسنة"، مبينا انه "تم فحص جميع افراد العائلة المخالطين لها والتاكد من سلامتهم وخلوهم من المرض".
واعلنت وزارة الصحة اواخر شهر آب المنصرم عن ثاني وفاة خلال العام الحالي لرجل في الستين من عمره جراء الاصابة بفيروس كورونا، ليرتفع بذلك عدد من قضوا في المملكة بسبب الفيروس الى سبعة منذ بداية ظهوره في البلاد عام 2012.
واشار البحتي الى ان اول حالات وفاة تم تسجيلها على مستوى العالم كانت في مستشفى الزرقاء في شهر نيسان عام 2012.
.
وقال ان مديرية الصحة "تبلغت حينها بوجود بعض اصابات (مرضية) ضمن الكادر الطبي والتمريضي في مستشفى الزرقاء الحكومي.. واعتقدنا بداية انه مرض ينتقل عبر المستشفيات، او قد يكون مرضا مهنيا يصيب العاملين في المجال الصحي".
واضاف البحتي انه جرى حينها "بحث الموضوع طبيا ومخبريا مدة اسبوعين، وفي تلك الايام لم نتوصل الى نتيجة، فعمدنا الى اجراءت وقائية حدت من انتشار المرض.. ولكن لسوء الحظ توفيت احدى الممرضات المصابات انذاك".
ولفت الى انه تم بعد ذلك اكتشاف حالتين في بريطانيا لشخصين قادمين من الشرق الاوسط الاولى من قطر والثانية من السعودية، وتبعا لذلك اطلق على الفيروس الذي جرى عزله اسم "ميرس" او متلازمة الجهاز التنفسي التاجية الشرق أوسطية.
ومضى البحتي قائلا ان الحالات المكتشفة راحت تتكاثر عقب ذلك في السعودية "ثم بدأ البريطانيون التفكير بحالات مستشفى الزرقاء الحكومي، وهي حالات تحمل ذات الاعراض للحالات المكتشفة في السعودية وبريطانيا".
وتابع انه "لحسن الحظ كانت العينات (من المرضى المتوفين) لا يزال محتفظا بها في المختبر المركزي لوزارة الصحة في عمان، وعند دراستها تم التاكد من انها ايضا حالات كورونا، مما جعلها اول حالات (مسجلة) في العالم لاصابات بكورونا".
وبين البحتي ان كورونا (ومعنى الاسم بالعربية التاج) ينتمي الى ما يعرف بمجموعة الفيروسات التاجية، وهي اصلا فيروسات كانت تنتشر سابقا (مسببة اعراضا) على شكل انفلونزا".
وقال ان "ما يتوفر حول الفيروس من معلومات هي اصلا قليلة جدا، لكن من خلال الملاحظة الطبية وجدنا انه قد يصيب كافة افراد المجتمع دون انحصاره بعمر معين".
واضاف البحتي ان الفيروس "يصيب الشيوخ والعجائز الذين يعانون اصلا من امراض داخلية، وكذلك يصيب من هم في عمر الشباب، والذين يبدون في اتم صحة ثم نراهم وقد غلبت عليهم اعرض كورونا"، مشيرا الى ان "الشباب تحصل لديهم مضاعفات اشد من كبار السن".
وحول علامات العدوى بفيروس كورونا، فقد اوضح ان هناك "مجموعة اعراض تصيب الجهاز التنفسي اضافة الى ارتفاع الحرارة واحيانا الاسهال والقصور الكلوي، وهي تقودنا الى عمل فحص مخبري يحدد نوع الاصابة هل هي انفلونزا الخنازير ام هي كورورنا ام انفلونزا عادية موسمية".
واشار البحتي الى انه "عند ظهور الاعراض وخلال اسبوع من الاصابة يتم التاكد من نوع الفيروس عبر الفحوص المخبرية"، مبينا انه اذا تم عمل فحص مخبري في الايام الاولى فان النتيجة تكون سلبية، "ولكن مع تفاقم الاعراض وتقدم المرض في الايام الخمسة التالية وحتى اليوم السابع، فان المختبر يحدد نوع الفيروس كما اسلفنا".
ونفى وجود علاج ناجع للمرض، موضحا ان "ما يتم اعطاؤه حاليا للمصابين هي ادوية تخفف حدة الاعراض والالم المصاحب لها، وتخفض الحرارة وتساعد على التنفس الجيد، كون الفيروس يصيب الجهاز التنفسي بشكل اساسي، كما يعطى المصاب الاوكسجين ويجري تحسين نظام التغذية الخاص به مما يساعد على تعافيه نسبيا".
وفيما تتصاعد المخاوف من ان يتسبب موسم الحج في تزايد حالات الاصابة، خصوصا وان اكثر انتشار للفيروس هو في السعودية، الا ان البحتي قال انه "ليس محصورا في منطقة مكة المكرمة كما يعتقد"، مع اقراره "بسهولة الاصابة به في هذه المنطقة نظرا لانها تجمع للحجيج الذين يصل عددهم الى نحو ثلاثة ملايين سنويا".
واكد في المقابل ان "ابسط قاعدة للحفاظ على الصحة هي الابتعاد عن التجمعات، لكن هذه القاعدة من الصعب جدا تطبيقها في موسم الحج، ولان هذا المرض ينتقل عن طريق التنفس فإن استخدام الكمامات قد يقلل من التعرض للرذاذ المنبعث عند العطس وتنفس الاخرين من الحجاج".
وقال البحتي ان غسل الايدي بالماء والصابون كلما سنحت الفرصة يقلل من احتمالات الاصابة بعدوى الفيروس، والذي يمكن ان يلتقطه الشخص عبر ملامسة الاسطح والاجسام الملوثة، ثم ينتقل من اليد الى العين والانف التي تشكل مداخل للفيروسات الى الجسم.
كما حث على تجنب استخدام نفس الادوات التي يشرب وياكل فيها الاخرون، "حيث يمكن ان ينتقل المرض من خلال المخالطة بالطعام والشراب"، مضيفا انه "تم بحمد الله القضاء على عادة اجتماعية سلبية، الا وهي الشرب من ذات فنجان القهوة السادة، والذي كان ينقل للجميع نفس المرض المصاب به احد الاشخاص، وحلت مكانه اكواب الورق".
إستمع الآن