كعك العيد الجاهز يزاحم نظيره البيتي في الزرقاء

كعك العيد الجاهز يزاحم نظيره البيتي في الزرقاء
الرابط المختصر

يشهد الاقبال على شراء كعك العيد الجاهز تزايدا مضطردا في الزرقاء على حساب الكعك البيتي، والذي لم تعد كثير من النساء يجدن متسعا من الوقت لاعداده، وخصوصا العاملات.

ويصف فراس العطيات مدير فرع احد محلات الحلويات الشهيرة في الزرقاء، الاقبال على شراء كعك العيد بانه "ممتاز"، مشيرا الى ان الاسعار لم تتغير عما كانت عليه العام الماضي، وهي تتراوح بين 4 و9 دنانير للكيلوغرام.

واوضح ان كيلو كعك الطحين المحشو بالعجوة يباع باربعة دنانير، ويرتفع السعر الى خمسة دنانير للمصنوع من السميد، في حين يصل الى ستة دنانير اذا كانت حشوته من الجوز، وتسعة دنانير في حال استخدم الفستق الحلبي.

منافسة محتدمة
ورغم اقراره بتزايد الاقبال على الحلويات عموما، الا ان العطيات يشكو من المنافسة التي فرضها اللاجئون السوريون ممن افتتحوا عشرات المحلات المشابهة خلال السنوات الماضية، كما يلفت الى ظاهرة امتهان نساء في المحافظة لصناعة حلويات منزلية وبيعها لحسابهن الشخصي، وابرزها كعك العيد.

لكنه يؤكد ان مشكلتهم هي مع المحلات التي يستثمرها اللاجئون السوريون "وليس ربات البيوت اللاتي يعملن في هذه المهنة، فالواحدة منهن لن تغطي حاجة اكثر من 200 الى 300 بيت" من الكعك.

وقال في اشارة الى الشارع التجاري حيث يقع محله والذي تضاعفت فيه اعداد محلات الحلويات بالتزامن مع لجوء السوريين الى الاردن "حين يكون هناك 13 محل حلويات، كيف لا تتأثر مبيعاتنا؟، مجال المنافسة كبير".

واكد ان كافة المحلات القديمة تاثرت بالمنافسة، وكذلك الحال بالنسبة لمعلمي الحلويات الاردنيين، والذين كان معدل راتب الواحد منهم يبلغ 500 دينار، لكنه الان لم يعد قادرا على مقارعة نظيره السوري الذي يقبل بـ 200 دينار.

وخلافا لما اورده العطيات، فقد اكد عماد الكاتب مدير فرع محل حلويات شهير اخر في نفس الشارع انه لم يلمس اثرا يذكر لمثل هذه المنافسة,

وقال الكاتب "لكلِ منا رزقه، وجودة منتج كل محل هي من تنادي الناس، ولي سنتان في هذا الشارع، ولم يؤثر على عملنا احد، بل على العكس، في كل عام يزيد الاقبال علينا".

واضاف ان الاسعار في محله لم تتغير عنها في العام الماضي، مبينا ان "كعك العجوة يباع باربعة دنانير ونصف الدينار سواء كان من طحين او سميد، والجوز بسبعة دنانير والفستق الحلبي بتسعة دنانير".

باب رزق
تزايد الاقبال على كعك العيد الجاهز شكل ايضا باب رزق لنساء من امثال صفاء ابو حلاوة التي اتقنت صنعه بعد التحاقها قبل عامين في دورة تدريبية مدتها 4 اشهر في مركز التدريب المهني ، وباتت تعده في بيتها وتبيع انتاجها منه في البازرات.

وتصف ابو حلاوة المهنة بحكم خبرتها بانها "مجدية ماليا وممتازة"، مشيرة الى انها تصنع ما بين 20 و30 كيلوغراما من الكعك باصنافه خلال فترة العيد، وتساعدها بناتها في ذلك.

وتقول ان اعداد ثلاثة كيلوغرامات من الكعك يستغرقها ساعتي عمل تقريبا، وهي تبيعه باسعار متقاربة مع ما هو دارج في السوق، فكعك العجوة يبلغ سعره عندها خمسة دنانير والجوز سبعة دنانير والفستق الحلبي تسعة دنانير.

وتتذكر ابو حلاوة طقوس اعداد كعك العيد سابقا قائلة ان نساء العائلة او الجارات كن يجتمعن في منزل احداهن ويتعاون من اجل اعداد اكبر كمية من الكعك، والذي كان يصنع على شكل اسوارة كبيرة الحجم بينما بات اليوم اصغر حجما.

وتضيف "كنا نصنع ستة او سبعة كيلوغرامات في الليلة الواحدة، اما الان فاصبحت كل واحدة تصنع الكعك بمفردها".

من جهتها، تؤكد ربة البيت ام ثائر انها لا تستشعر طعما للعيد بدون الكعك وجلسات صنعه التي تجمع نساء العائلة والجارات.

وقالت "لا نشعر بالعيد إذا لم نصنع كعكا في المنزل، حيث نجتمع ونتعاون أنا وبناتي وجاراتي أحيانا، وقد يحصل ان اتوجه لمساعدة احدى الجارات اثناء اعدادها للكعك في منزلها"، موضحة انها تهدي قسما من الكميات التي تصنعها للاقارب.

واضافت ام ثائر انها تصنع كل عيد ستة كيلوغرامات معمول واربعة كيلوغرامات كعك، مشيرة الى ان هذه الكميات "لا تبقى منها حبة واحدة مع ثالث ايام العيد".

ورغم حماسة ربات البيوت وانتاجهن اللذيذ والمتقن، الا ان البعض منهن لا يستغنين عن شراء كمية جاهزة من محلات الحلويات. وتقول حنان الراعي التي صدفناها في احد محلات الحلويات "نحن نصنع الكعك في البيت، لكن لابد من الشراء".

تحذير صحي
على صعيده حذر الطبيب العام مفيد ضمرة من الافراط في تناول الكعك خلال ايام العيد، لما لذلك من انعكاسات سلبية على الجسم، وخصوصا الجهاز الهضمي.

وقال ضمرة "خلال شهر كامل كنا منقطعين عن الاكل من 14 الى 16 ساعة يوميا، ومعدتنا كانت مرتاحة، فيجب ان لا نجهدها بكميات كبيرة من كعك العيد دفعة واحدة، خاصة وان الكعك مصنوع من مواد صعبة الهضم".

ونصح المواطنين بان "يكونوا معتدلين جدا، وأن يتناولوا الكعك بكميات قليلة، وبإمكانهم ان يعتذروا، خاصة مرضى السكري، حيث ان كثرة اكلهم من هذه المواد يرفع السكري لديهم وهذا يؤذيهم".

ونوه ايضا الى ان "الجو الحار من الممكن ان يؤثر على الهضم ويزيد مشاكل الاسهال و القيء والتي نحن في غنى عنها"، معتبرا ان على الشخص عدم تناول اكثر من خمس حبات كعكك يوميا، وفي حال تجاوز هذه الكمية وشعر بتلبك معوي، فعليه بشرب سوائل ساخنة كالشاي.