في الزرقاء..خبز وعصير للمحتاجين بالمجان

في الزرقاء..خبز وعصير للمحتاجين بالمجان
الرابط المختصر

في لفتة تجسد احدى صور التكافل الاجتماعي في الزرقاء،  يقدم احد محسني المدينة الخبز للمحتاجين دون ثمن، ويعرضه في صندوق مفتوح يضعه امام منزله تحت لافتة تقول "لمن لا يستطيع شراءه".

وغير بعيد في منطقة اخرى في الزرقاء، يعلق تاجر عصيرلافتة امام محله تشعر من لا يملك المال بانه يستطيع الحصول على العصير بالمجان، ودون الحاجة الى الطلب، بل بمجرد الاشارة باصبعه الى اللافتة.

فاروق معن، احد المجاورين لمنزل صاحب صندوق الخبز، اثنى على بادرة جاره ووصفها بانها "رائعة جدا"، مضيفا انه يشاهد اشخاصا يحضرون بانتظام للحصول على نصيبهم، ومعظمهم فقراء ومحتاجون، ومنهم ذوو اعاقات.

وفي المقابل، ابدى فاروق امتعاضه ممن ينتهزون الفرصة ويأخذون الخبز من الصندوق مع قدرتهم على شرائه، داعيا هؤلاء الى تركه للفقراء.

واشار الرجل الذي يملك محلا تجاريا في السوق، الى ان الفكرة شجعت اخرين من فاعلي الخير، والذين باتوا يأتون بالخبز ويضعونه في الصندوق بدافع الرغبة في مساعدة المحتاجين الذين لا يجد بعضهم ثمن الطعام لعياله.

من جانبه، اوضح صاحب الصندوق الذي رفض الافصاح عن اسمه، واكتفى بكنيته "ابو فراس"، انه استلهم الفكرة من صور شاهدها على الانترنت لصاحب مخبز في تركيا قام بتخصيص ركن في مخبزه لتوزيع منتجاته مجانا على الفقراء.

وقال ابو فراس انه لما رأى الصور قرر وضع الصندوق امام منزله، وكان ذلك قبل اربع سنوات، مضيفا انه قام لاحقا بوضع صندوق اخر امام مكاتب شركة تجارية يملكها في المدينة.

واضاف ان الكميات التي يشتريها ويضعها في الصندوقين تصل الى ستين كيلوغراما في الايام الاعتيادية، والى تسعين كيلوغراما خلال ايام رمضان، مبينا انها تختفي في نهاية النهار، وانه حتى لو قام بمضاعفة الكمية فلن يتبقى منها شئ.

واوضح انه يتعاون مع امه و
​زوجته واولاده، وكذلك بعض موظفي مكتبه الذين يتطوعون عن طيب خاطر، على تغليف الخبز في اكياس شفافة قبل وضعها في الصندوقين، مشيرا الى ان صاحب المخبز قرر عدم تقاضي اجرة توصيل الخبز بعدما علم انه يذهب للفقراء.

واكد ابو فراس ان عمل الخير منحه شعورا بالسعادة وجعله اكثر تلمسا لمعاناة الفقراء ورغبة في مساعدتهم، لافتا الى ان احد اخوته الذي يعمل معلم مدرسة، اعجبته الفكرة، وقام بدوره بوضع صندوق امام منزله لتوزيع الخبز مجانا على المحتاجين.

من جانبه ايضا، قال ابو بكر صاحب محل العصير الذي يوزعه على الفقراء مجانا، انه كان رأى محال عصير في بعض مناطق المملكة تقدم سلعتها مجانا للفقراء، وقرر بالتالي ان يقتدي بها ويطبق الامر في محله لوجه الله.

وكي يشعر الفقراء بانه يقدم العصير لهم دون مقابل، فقد كتب امام محله كتب عليها "من لم يستطع شراء العصير فليأخذه بالمجان، فهذا مال الله"، وليعفيهم من حرج الطلب باللسان، اضاف عبارة اخرى الى اللافتة تقول "فقط اشر الى اللوحة".

واوضح ابو بكر انه باشر تطبيق هذه البادرة منذ رمضان الماضي، مشيرا الى انه قرر تقديم ﺣﻠﻮﻯ "ﻛﺮﺍﺑﻴﺞ ﺣﻠﺐ" ﻣﺠﺎﻧﺎ ﻟﻠﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ خلال ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ، ووضع لافتة اخرى تقول "لا ﺗﺨﺠﻞ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ الله".

وقال ان اكثر ما يشعره بالسعادة هو سماع دعوة فقير عطش بعد ارتوائه من العصير في يوم حار، مؤكدا انه طالما شعر بالاشفاق على اطفال المحتاجين الذين يمرون من امام محله وتهفو انفسهم الى العصير، لكن اهلهم لا يستطيعون شراءه لهم.

واضاف ابو بكر ان هناك محلي عصير اخرين ومخبزا في المدينة باتا يقدمان منتجاتهما مجانا للمحتاجين، وذلك في اشارة الى توسع دائرة هذه المبادرات التي تعبر عن روح التكافل الاصيلة بين ابناء الزرقاء.

بدورها، اكدت المواطنة هداية واصف ﺍﻥ "ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ سمة ﺗﻤﻴﺰ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎء ﻮتجسد تكاتف اﻧﺎﺳﻬﺎ ﺍﻟﻂﻴﺒﻴﻦ"، مضيفة ان "ﺗﻮﺯﻳﻊ الخبز ﺍﻭ ﺍﻟﻌﺼﻴﺮ ﺍﻭ ﻏﻴﺮﻩ بالمجان، ومع انها تبدو اشياء بسيطة، الا انها اعمال مميزة نامل ان تشكل قدوة للاخرين"