"فتيش" رمضان في الزرقاء: ذعر واعضاء مبتورة وحرائق

"فتيش" رمضان في الزرقاء: ذعر واعضاء مبتورة وحرائق

تتحول احياء الزرقاء بعد الافطار الى ما يشبه ساحات حرب جراء دوي انفجارات "الفتيش" الذي ينشر الذعر ويخلف كل يوم اصابات في صفوف الاطفال، وحرائق ياتي بعضها على بيوت باكملها.

ويقول سكان في المدينة ان شهر رمضان الحالي شهد اتساعا غير مسبوق لظاهرة لهو الاطفال والصبية بالفتيش الذي يباع علنا في بقالات الاحياء وعلى البسطات في الاسواق رغم المنع الرسمي المعلن.

ويضيفون انهم بدأوا يلحظون استخدام انواع من الفتيش تتميز باصوات انفجارات اقوى مما عهدوه في السابق، فضلا عن تزايد الاصناف التي تطلق من الارض وتنفجر على ارتفاعات عالية، وهي التي اعتبروها الاخطر على الاطلاق.

ولا توجد احصائية رسمية دقيقة حول الاصابات التي تقع بين الاطفال جراء ذلك، لكن اطباء يشيرون الى اعداد كبيرة نسبيا، وهي تتراوح بين بتر اصابع وايدي وفقدان لاحدى او كلتا العينين، اضافة الى اضرار خطيرة في حاسة السمع.

ويقول الطبيب عيسى العمري لـ"هنا الزرقاء" انه تعامل مع حالات لاطفال بعضهم "فقد اصابعه او يده او عينه او تضرر عنده السمع" بسبب الفتيش.

ويوضح ان الاصابات تنجم عن جهل الاطفال بالطريقة الامنة للعب بالفتيش "فمنهم من يقوم باشعالها وتنفجر وهي لا تزال في يده".

ويعدد الطبيب العمري بعضا من الاخطار الاخرى التي يشتمل عليها اللهو بالفتيش ومنها فقدان السمع نتيجة تمزق طبلة الاذن بفعل الصوت المدوي، وتضرر او فقدان البصر بفعل الشرر المتطاير او الانفجار القريب من الوجه.

ويضيف ان التعرض لادخنة الفتيش السامة لفترات طويلة قد يتسبب ايضا بامراض في الجهاز التنفسي منها الربو.

لكن الاخطر على الاطلاق، كما يقول، هو احتمال تعرض الاشخاص الذين يعانون من امراض في القلب الى حالات وفاة خاصة اذا ما انفجر الفتيش قربهم بشكل مفاجئ.

وحث العمري التجار على التوقف عن بيع الفتيش للاطفال والصبية، كما دعا الاهل الى مراقبة ابنائهم وتوعيتهم بمخاطره.

وقد عبر العديد من الاهالي لـ"هنا الزرقاء" عن استيائهم لاستمرار ظاهرة الفتيش التي قالوا انها تقض مضاجعهم وتشكل خطرا على حياتهم وممتلكاتهم.

وناشد المواطن وليد الحجاوي التجار الذين يدخلون الفتيش الى البلاد بطريقة غير مشروعة على حد وصفه ان "يتقوا الله في انفسهم وفي الناس وبخاصة المرضى" الذين يحرمون من النوم والراحة بسبب الانفجارات التي تستمر حتى السحور احيانا.

وتلاحظ مواطنة رفضت نشر اسمها ان الظاهرة تنتشر اكثر في الاحياء الفقيرة، والتي بالكاد يجد بعض قاطنيها ثمن الطعام لكنهم لا يبخلون على ابنائهم بثمن الفتيش.

وترى مواطنة اخرى هي رانيا التميمي ان الاطفال يلجأون الى اللهو بالفتيش بسبب عدم وجود متنفس لهم، ودعت الجهات المسؤولة الى توفير ملاعب لهم حتى يفرغوا طاقاتهم بشكل سليم.

ويتداول بعض السكان في حي الامير محمد في منطقة الغويرية وسط الزرقاء، قصة احتراق منزل في الحي مطلع رمضان، اثر القاء اطفال كانوا يلهون بالفتيش عود ثقاب كان لا يزال مشتعلا الى داخل ذلك المنزل.

ومن جهته، يخبرنا صاحب بقالة رفض نشر اسمه انه يبيع نوعين من الفتيش احدهما "خفيف" والاخر "قوي" وهذا لا يبيعه لمن هم دون سن الثانية عشرة.

ويحقق هذا البقال ارباحا تتراوح بين 30 و40% من بيع الفتيش الذي قال ان الشكوى الوحيدة التي وصلته من الاهالي كانت بسبب انه يرتب مصاريف زائدة للاطفال.

واضاف ان الأطفال يلجأون للهو بالفتيش "بسبب الأفلام والمسلسلات والحروب التي نشاهدها من خلال التلفاز"، معتبرا ان "الطفل عنده طاقة زائدة وعند مشاهدته تلك الأشياء فانه يندفع الى تفريغ طاقته باللعب بتلك المفرقعات".

ويشكو موسى قطيش وهو صاحب محل كبير لبيع الالعاب النارية من ازعاجات الفتيش الذي يقول انه لم يتعامل به يوما لانه "مضر حيث انه يستخدم على الارض" بخلاف الالعاب التي يبيعها والتي تنفجر على ارتفاعات عالية في الجو.

ودعا قطيش الحكومة الى العودة عن قرار منع استيراد الالعاب النارية التي اعتبرها اكثر امانا من الفتيش الذي بات يلجأ اليه الكثيرون كبديل في ظل شح تلك الالعاب التي اكد ان استخدامها كان مضبوطا ومراقبا وبحيث لا يتعدى الحادية عشرة ليلا.

وتتناقض دوي الالعاب النارية التي تهز المدينة حتى في ساعات ما بعد منتصف الليل مع ما ذهب اليه قطيش حول ضبط اوقات الاستخدام.

وحسب ما يقوله هذا التاجر، فان الفتيش يجري ادخاله الى المملكة "عن طريق حاويات كبيرة تكون موجودة في الرمثا وسحاب وتدخل باسم أدوات منزلية أوأجهزة كهربائية".

أضف تعليقك