عيد "الفالنتاين" ينعش حركة التسوق في الزرقاء

عيد "الفالنتاين" ينعش حركة التسوق في الزرقاء
الرابط المختصر

خلافا للعامين السابقين، شهدت الزرقاء حركة تسوق ملحوظة خلال موسم "الفالنتاين" الحالي، في حين تواصل انقسام الاهالي بين ناقد ومنقاد لهذه البدعة الغربية التي لا تنفك تتجذر في ثقافتنا العربية.

وبغبطة، قال صاحب محل الهدايا احمد هنداوي الذي حول واجهة محله والبضاعة المعروضة داخله الى مهرجان من اللون الاحمر "مبيعاتنا في هذا الفالنتاين فاقت مثيلاتها في عيدي الفطر والاضحى".

ويعد اللون الاحمر رمزا للعيد الذي يحمل اسم قديس عاش في القرن الثالث الميلادي، وحيكت حوله اسطورة تقول انه أُعدم يوم 14 شباط عشية عيد "لوبريكا" الروماني، بسبب مخالفته امرا امبراطوريا بمنع الزواج، وقيامه بعقد قران المحبين سرا.

ومنذ القرن الميلادي الرابع عشر، اتخذ العشاق ذكرى اعدام فالنتاين عيدا راحوا يحتفلون به ويتبادلون اثناءه الورود الحمراء وتصاوير اله الحب الروماني "كيوبيد"، والذي يظهر في هيئة طفل مجنح يحمل سهما وقوسا.

ويلاحظ التاجر هنداوي ان اكثر الاقبال على شراء هدايا الفالنتاين او "عيد الحب" كما يحلو للبعض تسميته، هو من الفئة العمرية بين 15 و25 عاما، ومن كلا الجنسين، في حين "ينعدم الاقبال بالنسبة للاعمار الكبيرة".

ويوضح ان الهدايا المرغوبة في هذه المناسبة هي "الدب والقلوب والورود الحمراء"، لافتا الى انه يتعاطف مع زبائنه ولا يقدم على رفع الاسعار بشكل مبالغ فيه كما يفعل بعض التجار الاخرين.

وقال هنداوي ان مما يلاحظه كذلك تزايد اعداد المحتفلين بعيد الحب عاما بعد اخر، عازيا ذلك الى مواقع التواصل الاجتماعي التي "اسهمت في نشر هذا التقليد".

وعلى صعيده الشخصي، فقد اعتبر الفالنتاين امرا "جميلا"، مؤكدا انه يحرص على تقديم هدية لزوجته كل عام في "عيد الحب"، وكاشفا عن انه اهداها هذه المرة "دبا احمر ووردا احمر وعلبة عطر".

ومن جانبه ايضا، قال معاذ البكري الذي يعمل بائعا في محل اخر للهدايا، ان "الحركة الشرائية في الفالنتاين تكون انشط منها في اي يوم اخر خلال العام"، مضيفا ان الفتيات يقبلن على ابتياع الهدايا اكثر مما يفعل الشباب.

واوضح البكري ان صاحب المحل يضطر الى زيادة عدد العاملين في مثل هذا الموسم من اجل مواكبة اعداد الزبائن الكبيرة التي تنهال عليه، كما انه يعمد الى طرح عروض مغرية لاجتذاب المزيد من المتسوقين.

وعلى صعيدها اتهمت الطالبة الجامعية مجد نزار بعض اصحاب محال الهدايا باستغلال المناسبة، عبر رفع الاسعار بمعدلات قد تصل الى الضعف قياسا ببقية ايام السنة، مشيرة الى ان الوردة الحمراء يصل سعرها لدى تلك المحال الى دينارين احيانا.

ورأت مجد مفارقة في انقياد الشبان والفتيات وراء هذا التقليد الغربي، لدرجة ان "كثيرين منهم اصبحوا يتعاملون معه بشكل جدي، وعلى انه عيد مثل باقي الاعياد".

بدوره، انتقد طالب جامعي اخر هو مؤمن الزغول الاحتفال بهذه المناسبة، مؤكدا عدم شرائه اي هدايا خلالها، على اعتبار انه  يمكن ان يقدم هدية للشخص الذي يحب "في اي يوم في السنة وليس في عيد الحب تحديدا" على حد قوله.

واكد الزغول انه "ضد هذه الظاهرة الدخيلة، والتي هي تقليد ساذج يستغله اصحاب المحال التجارية لترويج بضاعتهم".

غير ان طالبة الثانوية هداية نبيل خالفت الزغول في ما ذهب اليه، ووصفت الفالنتاين بانه "تقليد لا يضر احدا"، مضيفة ان "من الجميل ان يكون للحب عيد".

واشارت هداية الى مشاعر البهجة التي تغمرها لرؤية "السوق في الفالنتاين وهو يكتسي باللون الاحمر والدباديب والقلوب الحمراء والورد الاحمر والبالونات الحمراء".

 كما دافعت عن اصحاب محال الهدايا قائلة انهم "لا يجبرون احدا على الشراء، وهم يستفيدون من هذا اليوم لتعويض ضعف الحركة الشرائية، والتي تكون سيئة خلال الايام الاخرى نتيجة الوضع الاقتصادي للمواطنين".