عاملو "اونروا" يعتصمون احتجاجا على خطط تأجيل العام الدراسي
شارك عاملون في منطقة الزرقاء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الاربعاء، في اعتصام نفذه زملاؤهم في المملكة امام الرئاسة العامة للوكالة في عمان، احتجاجا على خططها لتاجيل العام الدراسي الجديد.
وعبر المشاركون في الاعتصام عن رفضهم القاطع لاي مساس بحقوق اللاجئين الفلسطينيين، مطالبين "اونروا" بموقف حازم ازاء خطط تقليص خدماتها، وخاصة في قطاع التعليم، والذي شددوا على انه من اهم حقوق ابناء اللاجئين.
وكانت الوكالة حذرت مؤخرا من انها قد تلجأ الى اتخاذ قرار بتاجيل العام الدراسي لـ120 الفا من طلبتها في الاردن نتيجة العجز المالي الذي تعانيه، ويتجاوز مئة مليون دولار.
وسيشمل مثل هذا القرار في حال اتخاذه نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني يتلقون تعليمهم في 700 مدرسة وثمانية مراكز تدريب مهني تتبع للوكالة وتتوزع في مناطق خدماتها الخمس في منطقة الشرق الاوسط.
وبالتوازي مع اعتصام العاملين، نفذ زملاؤهم في المكاتب الاقليمية والادارات والعيادات وقفة عن العمل استمرت من الساعة العاشرة وحتى الحادية عشرة صباحا.
وكان لافتا انضمام طلبة لاجئين واولياء امورهم، وبعضهم من الزرقاء، الى الاعتصام الذي دعا اليه اتحاد عاملي وكالة الغوث بهدف الضغط علي الدول المانحة وللحيلولة دون اقدام ادارة الوكالة على تأجيل بدء العام الدراسي الجديد.
وقال الاتحاد انه اختار يوم الاربعاء موعدا للاعتصام الذي شارك فيه نواب واعضاء لجان مخيمات وممثلو مؤسسات مجتمع مدني، وذلك حتى ياتي متزامنا مع اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية في القاهرة، والذي يحضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس وممثلون من 13 دولة عربية.
وقال المعلم محمود نصرالله الذي شارك في الاعتصام انه "جرى كما هو مخطط له، وقد اوصلنا صوتنا بأن التعليم خط احمر، وباننا لن نسمح بتأجيل الدراسة".
واكد نصرالله انه "اذا اصدرت الوكالة قرار التأجيل، فسنتخذ نحن العاملون قرارا بفتح المدارس والدوام فيها حتى ولو بدون رواتب، لأن هذه اصبحت قضية شـعب".
واعرب عن تمنيه بان "تستجيب الوكالة لمطالب العاملين وتبذل كل الجهود لجمع المبلغ، وهو ليس بالكبير ،100 مليون، ولو قسّم على 23 دولة مانحة فهو لا يعني شيئا بالنسبة لها".
وفي اشارة الى التعديل الذي اجرته الوكالة على قانونها عشية الاعتصام ويسمح بمنح العاملين اجازة دون راتب لمواجهة العجز المالي، فقد وصف نصرالله هذه الخطوة بانها "غير مقبولة".
وكان هذا القرار قد تسبب في تصعيد لغة احتجاج العاملين، وفق ما نقلته يومية "الغد" عن رئيس الاتحاد العاملين رياض زيغان، والذي قال انهم قرروا في اثره توسيع نطاق إجراءاتهم التصعيدية لتشمل كافة المخيمات يوم الأربعاء المقبل.
ومن جانبه، رأى أحمد نبيل عضو مجلس المعلمين عن منطقة الزرقاء، ان قرار تاجيل الدراسة الذي تلوح به الوكالة سيكون بمثابة "كارثة" من شأنها الحاق الضرر بالطلبة وتهديد مستقبلهم.
وقال نبيل لـ"هنا الزرقاء" ان "اية محاولة للمساس بالتعليم ستكون كارثة لان عدد الطلبة كبير"، مضيفا ان "مجرد طرح فكرة تأجيل الدوام اربعة أشهر هو بحد ذاته مصيبة، فاين هي المدارس التي توافق على استقبالهم (الطلبة) لهذه المدة؟".
ويوجد في الزرقاء اربع مدارس تابعة للوكالة، اثنتان منها للذكور ومثلهما للاناث، وهي تحتضن خمسة الاف طالب في الصفوف من الاول وحتى العاشر.
واشار نبيل الى ان "هناك أخبارا مؤكدة وتأتي بشكل متتابع عن تقليصات، ولربما إنهاء لعمل الوكالة، وهذا الأمر يضر بمجتمع اللاجئين بشكل مباشر".
وقال ان الاعتصام جاء بهدف "ايصال صوتنا الى العالم كله بأن اللاجئين ما زالوا موجودين ولن يتنازلوا عن حقوقهم"، مضيفا ان "المسألة بالنسبة لنا حياة او موت، لان كل امور حياتنا من صحة وتعليم وغيرهما مرتبطة بالوكالة".
ولفت نبيل الى ان "مجرد طرح الفكرة (تاجيل الدارسة) دون تطبيقها جعل الطلبة والأهالي في وضع غير مستقر نهائيا".
وبدوره، اكد سامر ابو كوش المعلم في مدرسة ذكور الزرقاء الاعدادية التابعة للوكالة ان تقليص الخدمات سيكون معناه تنصل الوكالة من مسؤولياتها تجاه قضية اللاجئين، وهو الامر الذي وصفه بانه مرفوض.
وقال "نحن كموظفين نرفض تقليص خدمات الوكالة لأنها هي الشهادة الوحيدة على قضية اللاجئين، وإنهاء عملها دون الانتهاء من قضية اللاجئين تعني تنصلها من مسؤولياتها".
واضاف ان التقليص في حال حصوله سيلحق "ضررا بالمجتمع بشكل عام سواء الطلبة او اولياء الامور، ولا أحد يقبل ان يكون مصير هؤلاء الطلبة مجهولا، أو ان يجري تأخير عامهم الدراسي في اللحظات الأخيرة".
واعربت هناء المحشي وهي لاجئة مقيمة في مخيم الزرقاء عن توجسها من توجه الوكالة لتقليص خدماتها، واصفة ذلك بانه "مصيبة كبيرة"، ومعربة عن خشيتها من ان يكون "وراءه امر كبير".
وقالت المحشي "نحن كلاجئين كل خدماتنا نستقيها من خلال الوكالة، سواء من تعليم او علاج او حتى مساعدات، واذا ما ارادوا تقليصها فليفعلوا، ولكن قبل ذلك ليعيدوا الي ارضي وبلدي ويعطوني ولو نصف دونم فيه لازرعه واعتاش منه".
واضافت "اولادي في المرحلة الاعدادية، وقد طلبت احدى المدارس الخاصة الف دينار عن كل واحد منهم، بينما نحن هنا (في مدارس الوكالة) لا ندفع دينارا واحدا، وفي اسوأ الاحتمالات سنجمع أولادنا ونعلمهم في البيوت".
ولهذه المراة اربعة ابناء احدهم يدرس في كلية وادي السير التابعة لاونروا والبقية في مدارس الوكالة في الزرقاء.
الى ذلك، فقد جاء الاعتصام الذي نفذه عاملو اونروا غداة نداء اطلقه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى الجهات المانحة لسد عجز ميزانية الوكالة.
وناشد كي مون في بيان "جميع الجهات المانحة التحرك بشكل عاجل لضمان حصول الأونروا في اسرع وقت ممكن على المئة مليون دولار التي تحتاج اليها كي يتسنى لأطفال فلسطين أن يبدأوا سنتهم الدراسية 2015-2016 بدون تأخير".
واذ ذكر الامين العام بأن الاونروا هي "ركيزة استقرار" لخمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الوقت الذي يمر فيه الشرق الاوسط في ازمة بالغة الصعوبة، فقد لفت الى انه "تحدث شخصيا في الاسابيع الاخيرة مع العديد من القادة في العالم" بشأن الازمة المالية غير المسبوقة التي تعاني منها الوكالة.
واعرب عن "قلقه العميق ازاء الوضع المالي للوكالة والتداعيات الانسانية والسياسية والامنية التي ستنجم عنه".
وكان الناطق الرسمي للأونروا سامي مشعشع اكد في بيان وصل "هنا الزرقاء" نسخة منه، ان الوكالة لم تتخذ "وحتي اللحظة، قرارا بتأجيل بدء السنة الدراسية".
لكنه حذر من انه "ما لم نقم بسد العجز المالي في ميزانيتنا.. فإننا سنضطر لاتخاذ قرار قاس حيال مسألة قدرتنا على فتح المدارس ومراكز التدريب المهني"، مرجحا "ان يتم اتخاذ قرارا بهذا الخصوص خلال النصف الأول من آب".
وقال مشعشع في بيانه ان "حشد الموارد هو الان يعالج على المستوى السياسي في العواصم الرئيسة وقد وافق مكتب الأمين العام على القيام بإجراء اتصالات عاجلة بزعماء العالم لحثهم على توفير التمويل اللازم وبأسرع وقت ممكن".
واشار في السياق الى ان "المفوض العام (لاونروا بيير كرينبول) سيحضر اجتماع جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية والذي سيعقد في القاهرة في بداية شهر أيلول القادم"، وسيتطرق للازمة المالية التي تواجهها الوكالة.
إستمع الآن