عائلة ختام الرواشدة تفوز بجائزة المنظمة العربية للاسرة المتميزة

عائلة ختام الرواشدة تفوز بجائزة المنظمة العربية للاسرة المتميزة
الرابط المختصر

فازت عائلة الموظفة في مديرية ثقافة الزرقاء ختام الرواشدة بجائزة منظمة الاسرة العربية السنوية عن فئة الاسرة المتميزة، والتي تنعقد دورتها لهذا العام تحت شعار "بالترابط الأسري نسمو ونرتقي"

 وتغطي جائزة المنظمة ومقرها دولة الامارات خمس فئات هي "شخصية العام الأسرية" و"الإعلام" و"المؤسسة الإجتماعية" و"الأسرة المتميزة" و"المؤسسة الأكاديمية والبحثية".

 وتمنح جائزة الأسرة المتميزة لعائلة متماسكة ومتميزة في مجالات المشاركة والتواصل والتعاطف، وتتحلى بقيم الصبر والثبات وتحقيق الذات رغم فقدانها احد اركانها كالاب او الام او كليهما بسبب الوفاة او الطلاق.

 وإعتمد مجلس أمناء الجائزة هذا العام ثلاث اسر متميزة من كل من الاردن وفلسطين والمغرب، حيث من المقرر ان يجري تكريم هذه الاسر ضمن حفل سيقام في الشارقة يوم 15 ايار المقبل.

 وعبرت ختام الرواشدة (42 عاما) عن سعادتها بحصول اسرتها على الجائزة، موضحة انها تلقت نبأ فوزها بها عبر المجلس الوطني لشؤون الاسرة، والذي كان رشحها لنيلها قبل نحو سبعة اشهر.

 وقالت "شعرت بفرحة غامرة لدرجة انني كدت افق الوعي، لم أصدق".

 والرواشدة سيدة مطلقة تعيل ثلاثة ابناء، هم ابن في سنته الجامعية الثالثة في تخصص الهندسة، وبنتان احداهما ايضا في الجامعة والاخرى لا تزال طالبة مدرسة وهي في الثانية عشرة من عمرها.

 وهي حاليا تزامل ابنتها في الجامعة الهاشمية، حيث تدرسان سوية في قسم التربية الخاصة في كلية الملكة رانيا للطفولة.

  وروت الرواشدة لـ"هنا الزرقاء" رحلة كفاحها واسرتها قائلة ان الوضع المالي الصعب لاهلها جعلها تغادر مقاعد الدراسة قبل ان تكمل المرحلة الثانوية مع انها كانت من المتفوقات، ولم تلبث ان تزوجت وهي في الثامنة عشرة من عمرها.

 غير ان زواجها لم يستمر، حيث انتهى بالطلاق لتجد نفسها بعد ذلك مسؤولة عن اعالة ابنائها الثلاثة والانفاق على البيت ودفع اجرته.

 وحتى تتمكن من الوفاء بالتزاماتها، سعت الرواشدة الى تعلم مهنة الخياطة من خلال احدى الجمعيات، ثم اشترت الة خياطة راحت تعمل عليها وتعتاش مما تكسبه من تفصيل قطع الملابس.

 ولاحقا وجدت وظيفة في مشغل يملكه احد اقربائها، حيث اصبحت تداوم فيه نهارا ثم تعود لتستأنف العمل على الة الخياطة ليلا في البيت.

 وادى هذا الجهد المضاعف الى تحسن ملموس في احوال اسرة الرواشدة التي تقول "كنت اعمل واعمل وأحرق دمي. وكنت أخيط وأولادي بجانبي عند الماكينة أدرسهم، واواصل العمل حتى بعد ان يناموا. كان يجب ان يتعلموا، والحمد لله كانوا من الأوائل".

 وتضيف ان ابنها حصل على معدل 95 في التوجيهي، ورغم ذلك لم يحصل على منحة دراسية، الامر الذي اضطرها الى الاقتراض من صندوق المراة حتى تستطيع تدبير تكاليف دراسته الجامعية.

 وتوضح الرواشدة التي حصلت على وظيفة حينها في مديرية ثقافة الزرقاء، ان دراسة ابنها زادت الضغط عليها، فاصبحت لا توفر اي عمل اضافي حتى تتمكن من سداد الديون وتوفير نفقاته الجامعية.

 وبالتزامن، كانت هي نفسها تتقدم الى امتحان التوجيهي وتحصل على معدل 80,4، وكان ذلك بتشجيع من مديرها حتى تترقى وتغير مسماها الوظيفي.

 وتقول انها لاحظت بعد ذلك ان ابنتها الكبرى التي اصبحت في التوجيهي بدات ترفض حتى الذهاب الى المدرسة، وتبين انها تفعل ذلك خشية ان يتسبب نجاحها وذهابها الى الجامعة في مراكمة المزيد من الديون على الاسرة.

 لكن الرواشدة اقنعت ابنتها بمتابعة الدراسة وظلت تشجعها حتى اجتازت الامتحان بنجاح.

 وبعد نجاح ابنتها، تقدمت معها الى القبول الجامعي الموحد، حيث حصلت كلاهما على مقعد تنافسي في الجامعة الهاشمية، وفي ذات القسم وهو التربية الخاصة.

 وعن ذلك تقول الرواشدة "لم أصدق نفسي، وايضا ارتبكت. فكيف لي بتحمل تكلفة 3 طلاب جامعة، انا وابني وابنتي؟".

 وتضيف ان اعلانا عن منح دراسية كان لفت انتباهها لدى مراجعتها صندوق المراة لسداد قسط القرض، فقدمت طلبا لها ولابنتها، وبعد فترة استدعاها الصندوق من اجل مقابلة شخصية وبعدها بشهر عاود الاتصال بها من اجل مقابلة ثانية.

 وفي المرة الثانية، التقت الرواشدة مع وزيرة التنمية الاجتماعية ريم ابو حسان، ولم تكن تعرف انها الوزيرة، حيث استفسرت منها عن احوالها وسبب رغبتها في اكمال دراستها الجامعية.

 وقالت "بعد فترة وجيزة اتصلوا بي واخبروني ان المنح قد ذهبت كلها،.لكن لحسن الحظ اقتنعت معالي ريم ابوحسان بكلامي وقررت ان تدرسني على حسابها ..ومن وقتها هي تدفع لي مصاريف الجامعة ومبلغا بسيطا كبدل للمواصلات وثمن للكتب".

وتابعت بفخر "أنا الآن سنة ثانية جامعة، وابنتي سنة ثانية كذلك" ثم استدركت "الدراسة عندي متعة، لذلك ساكمل بعد البكالوريوس".

 ووجهت الرواشدة  نصيحة الى النساء في ضوء تجربتها قائلة "الحياة لا تقف عند زوج، وعلى الواحدة منا ان تبادر الى تغيير حياتها بنفسها، لا ان تجلس ذليلة امام المحاكم بانتظار النفقة. فالمراة ان اصرت على شئ فهي تستطيع انجازه".

أضف تعليقك