شكا طلبة في تخصصي الطب والتمريض في الجامعة الهاشمية من عدم توفير جامعتهم لمطعوم الكبد الوبائي "ب" الذي تشترطه المستشفيات لقبول تدريبهم، الامر الذي يضطرهم الى البحث عنه في مديريات الصحة والصيدليات الخاصة.

ويعد المطعوم ضروريا لوقاية طلبة هذين التخصصين من الاصابة بعدوى المرض اثناء احتكاكهم بالمرضى في المستشفيات. وعادة ما تتولى الجامعة تأمينه لهم، حيث تتقاضى ثمنه بواقع عشرين دينارا لكل طالب.

وقالت طالبة في السنة الرابعة في كلية الطب فضلت عدم ذكر اسمها، ان الجامعة ابلغتها بان المطعم غير متوفر، وطلبت منها بدلا من ذلك احضار شهادة من خارج الجامعة تثبت تلقيها للمطعوم، وذلك من اجل تنسيبها للتدرب في احد المستشفيات.

واضافت انها وجدت نفسها مجبرة على البحث عن المطعوم في الصيدليات، ولما لم تجده قصدت مديرية الصحة لعلها تحصل عليه، ودون ان توضح ما اذا كانت وفقت في ذلك ام لا.

وابدى طالب السنة الرابعة في كلية التمريض احمد عز استغرابه من تقاضي الجامعة ثمن المطعوم برغم ان الطلبة يدفعون رسوم تامين صحي في كل فصل دراسي، مشيرا الى انه تلقاه قبيل بدئه التدريب قبل سنتين.

ويتلقى طلبة الطب المطعوم على ثلاث جرعات في سنتهم الرابعة، في حين يجري تطعيم طلبة التمريض في السنة الثانية.

وفي تجربة رائدة، كانت ما تعرف بلجان الدفعات في الجامعة الاردنية قد تمكنت من توفير المطعوم للطلبة عن طريق مستشفى الجامعة بسعر لا يتجاوز ثلاثة دنانير، وحلت ايضا مشكلة التاخير الذي كان يحصل في عمليات التطعيم ويعيق مرحلة التدريب العملي للطلبة.

واوضح الطالب عز الدين وريدات، وهو مسؤول حملة المطاعيم في كلية التمريض في الجامعة الاردنية، ان الطالب يتلقى جرعات المطعوم عادة على مدى ستة اشهر، ويخشى الطلبة  من عدم فالعلية الجرعات التي يأخذونها في حال تاخر توفر المطاعيم .

وقال انه "حتى نتجنب هذه المشكلة قمنا في لجان الدفعات بعمل تنسيق دقيق مع وحدة مكافحة العدوى في المستشفى بحيث نطلب اليهم توفير المطاعيم قبل شهر من حاجة الطلبة لاخذها، وبالتالي استطعنا التعامل مع هذه المشكلة بشكل عملي".

وبحسب ما يبينه رئيس قسم تحليل البيانات في وزارة الصحة الدكتور سامي الشيخ، فان "التعليمات في الاستراتيجية الوطنية لالتهاب الكبد الوبائي تنص وبشكل صريح على: تطعيم الجهات ذات الاختطار العالي والعاملين في الكوادر الصحية ومن ضمنهم طلبة الطب وطلبة التمريض من قبل الجهة المسؤولة عنهم".

وعلى هذا الاساس، اكد الشيخ ان "على الجامعة الهاشمية ان تقوم بتطعيم طلبتها المعنيين" مشيرا الى ان الجامعة "تقوم احيانا بطلب المطعوم بشكل رسمي من وزير الصحة على شكل هبة، وتتم الموافقة على تزويدهم به حسب المتوفر".

وشدد على انه "يفترض عدم تحويل الطلبة الذين هم بحاجة الى المطاعيم الى اي جهة"، مبينا ان "مديريات الصحة تقوم بالكشف على الجامعات لمراقبة التزامها بالاستراتيجية المتبعة في وزارة الصحة".

ومن جانبه، اكد الدكتور خالد البحتي ضابط الارتباط في مديرية صحة الزرقاء المعني بشؤون الجامعات، ان العديد من طلبة الطب والتمريض في الجامعة الهاشمية يقومون بمراجعة قسم المطاعيم في المديرية بداية كل عام دراسي من اجل الحصول على التطعيم ضد مرض التهاب الكبد "ب" .

وقال البحتي ان المراجعين "يضعوننا في موقف الاحراج والاتهام بأننا لا نقوم بتوفير المطعوم لهم برغم عدم مسؤولية مديرية الصحة عن توفير المطعوم حسب الاتفاقيات المعمول بها".

واوضح ان "مسؤولية المديرية في التطعيم ضد هذا الفيروس تنحصر في تطعيم كوادر المديرية والعاملين الذين هم على تماس مع المرضى في المستشفيات، وكذلك كل مريض يأتي الى المديرية ويكون حاملا للمرض، ونقوم كذلك بتطعيم المخالطين لهذا المريض مجانا".

واكد البحتي ايضا ان "مسؤلية تطعيم طلبة الجامعات تقع على عاتق جامعاتهم وذلك بناء على مذكرات التفاهم الموجودة بين وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة".

ونوه الى ان "هذه المشكلة ستنتهي قريبا لان جميع مواليد سنة 1995 وما بعدها هم اصلا مطعمون ضد التهاب الكبد الوبائي ضمن البرنامج الوطني للتطعيم والذي يبدأ مع الطفل في اشهره الاولى  وحاليا طلبة الجامعة ممن هم من مواليد عام 1995 هم في السنة الجامعية الاولى".

وعلى صعيده، اوضح عميد كلية الطب في الجامعة الهاشمية الدكتور نضال يونس، انه يجري عادة "حصر اعداد الطلبة الذين هم بحاجة الى اخذ المطعوم.. ونقوم بتوفيره عن طريق نفس المورد الذي يوفره لوزارة الصحة، وقد يكون هناك نقص في الاعداد مما جعل المطعوم غير متوفر لبعض الطلبة وليس جميعهم".

وقال ان "المطعوم هو مطعوم وقائي لا يشمله التامين الصحي الذي يقدم للطلبة، ويشمل حالات العلاج والاقامة في المستشفى والتداخلات الجراحية. وعليه فان الجامعة الهاشمية تقوم بتوفير المطعوم بنفس سعر الكلفة التي تشتريه بها وهي 20 دينارا".

وحول مراجعة الطلبة لمديريات الصحة من اجل اخذ المطعوم، فقد اعتبر يونس ان "هذا لا يؤكد عدم وجود المطعوم في الجامعة، ولكن قد يرغب بعض الطلبة في البحث عن سبل اخرى اكثر اقتصادا وأرخص ثمنا".