طلبة توجيهي يصبون غضبهم على الوزارة بعد امتحان الانجليزي

طلبة توجيهي يصبون غضبهم على الوزارة بعد امتحان الانجليزي
الرابط المختصر

صب طلبة توجيهي وذووهم في الزرقاء جام غضبهم على وزارة التربية على خلفية امتحان اللغة الانجليزية الذي وصفه البعض بانه "تعجيزي"، في حين ذهب اخرون الى حد اعتباره "الاصعب" من نوعه منذ نحو اربعين عاما.

 

واكد الطالب ايهم العدوي انه لم يتمكن من فهم المطلوب من اسئلة الامتحان الذي عقد يوم 15 حزيران، في مستهل الدورة الصيفية لامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة التي يشارك فيها نحو 128 الف طالب وطالبة على مستوى المملكة.

 

وقال العدوي الذي بدا محبطا الى حد بعيد "كل ما درسناه كان عبثا" سواء في المدرسة او المراكز، مضيفا ان "المعلمين كانوا يدرسون الطلبة نماذج اسئلة من سنوات سابقة ووفق النمط القديم، لكن لم يأت في الامتحان من كل ذلك سوى القطعة".

 

وتابع "امضيت ساعات طويلة في الدراسة قبل الامتحان ولم اتمكن من النوم في الليلة التي سبقته، الا ان كل هذا التعب ذهب سدى".

 

وهاجم العدوي سياسة وزير التربية محمد الذنيبات الذي يقود عملية اعادة هيكلة متشددة تستهدف رد الاعتبار لامتحانات التوجيهي، والتي شهدت خلال السنوات السابقة حالات غش وفوضى كشفت مدى تدهور وضع التعليم عموما في المملكة.

 

وقال "من الواضح ان وزير التربية يريد جيلا فاشلا لا متعلما"، مشيرا بذلك الى توقعات برسوب نسبة كبيرة من الطلبة في امتحان الانجليزي، ما يعني عدم تخرجهم من التوجيهي واضطرارهم الى اعادة الامتحان مجددا في دورات لاحقة.

 

على ان هناك طلبة شكل الامتحان بالنسبة لهم الفرصة الاخيرة بعدما رسبوا فيه عدة مرات في السابق، كما هي الحال مع الطالبة اسماء الاحمد، والتي تؤكد انها فقدت الامل في النجاح.

 

وقالت "خلص راحت علي، الله لا يسامحه"، وتقصد وزير التربية، مضيفة "كل مرة بغيرون نمط الاسئلة. لم استطع فهمها.. هذا انتقام من الطلبة"، مضيف انه "اذا كان الذنيبات يريد اثبات انه وزير ناجح، فليكن ذلك، ولكن ليس على حساب الطلبة".

 

واعتبرت اسماء انه كان على الوزير "قبل تصعيب التوجيهي الالتفات الى الطلبة وتأسيسهم وتقويتهم في الانجليزي من الصف الاول حتى يصبحوا قادرين على قراءة وكتابة هذه اللغة، وكذلك تاهيل المعلمين الذين يقومون بتدريسها، وليس العكس".

 

ووصف الطالب محمد الطراونة الامتحان بانه كان "غاية في الصعوبة"، مؤكدا انه لم يتمكن من فهم الاسئلة برغم دراسته كتاب المادة "من الجلدة الى الجلدة".

 

وقال الطراونة انه رأى طلبة وطالبات "يبكون" بعد الامتحان، لشعورهم ان "حلمهم وحلم اهلهم بنجاحهم قد تحطم"، مضيفا ان "تعب كل سنوات الدراسة ذهب مع الريح في ساعتين فقط.. فماذا نفعل بانفسنا الان، هل ننتهي متسكعين في الشوارع؟".

 

سمر (ام مجد) والدة احد الطلبة، قالت بحزن ان ابنها رجع من الامتحان وهو في "حالة صدمة"، مبينة انه لا يتوقع اكثر من علامة النجاح، الامر الذي سيتسبب بخفض معدله الذي حصل عليه في الفصل السابق وهو 93 بالمئة.

 

واعتبرت ان التوجيهي بات يشكل "رعبا" للطلبة، حيث اصبحوا يتوجهون الى الامتحان وهم على يقين بانهم سيلقون اسئلة صعبة، معتبرة ان الوزارة تتعمد تحميلهم فوق طاقتهم.

 

ومن جهتها، اكدت رائدة اللوباني التي تعمل في مهنة التدريس منذ 28 عاما، وقامت خلالها بمراقبة الامتحانات عدة مرات، انها لم يسبق لها مشاهدة حالات انهيار بين الطلبة كالتي راتها عقب امتحان الانجليزي الاخير.

 

وقالت ان "مشهد الطالبات خلال الامتحان كان يقطّع القلب، حيث لم تتوقف دموعهن عن الانهمار، ولكن لم يكن بايدي المراقبات فعل شئ لهن سوى محاولة تهدئتهن.. والله حرام عليهم ما يفعلونه بالطلاب".

 

وكانت نقابة المعلمين انتقدت اسئلة امتحان الانجليزي، وصفتها بانها غامضة من حيث المطلوب، وجاءت مركبة في صياغتها وتعتمد على التحليل والاستنباط على “مستوى الفقرات لا الجمل”.

 

وقال الناطق باسم النقابة ايمن العكور في تصريحات صحفية أن الامتحان بشكله الجديد لم يراع الفروقات الفردية بين الطلاب، مؤكدا ان أي تغيير في طبيعة الامتحانات يحتاج إلى تدريب المعلمين والطلبة عليه.

 

كما اعتبرت الحملة الوطنية لدعم العملية التعليمية 'نساندكم' الامتحان بانه الأصعب في تاريخ التوجيهي وتحديدا منذ العام 1978.

 

وكنتيجة للانتقادات، عمد وزير التربية الى تشكيل لجنة لتقييم اسئلة امتحان الانجليزي، والتي قدمت تقريرا خلصت فيه الى ان جميع الاسئلة جاءت من المنهاج المقرر،وركزت على قياس مهارات الطلبة، كما انها وردت في الاسئلة الامتحانية السابقة.