صحفيون يرسمون صورة سوداوية لحالة الاعلام في الزرقاء

صحفيون يرسمون صورة سوداوية لحالة الاعلام في الزرقاء
الرابط المختصر

 رسم صحفيون خلال ندوة نظمتها مديرية ثقافة الزرقاء مساء الاثنين، صورة سوداوية لحالة الاعلام في المحافظة، حيث وصفوه بانه بات ساحة مستباحة "للدخلاء"، وتطغى عليه "الفوضى" ونزعة "الابتزاز"، على حساب الرسالة الاعلامية الحقة.

واتسمت الندوة التي تحدث فيها الصحفيان نشأت المجالي من وكالة الانباء الاردنية (بترا) وابراهيم ابو زينة من صحيفة "الدستور"، وأدارها منسق هيئة شباب كلنا الاردن في الزرقاء عبدالرحيم الزواهرة، بحدة الناقشات والمداخلات من الحضور، وبخاصة العاملين في الاعلام الخاص.

وقدم المجالي في مستهل الندوة التي عقدت في مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي، وتناولت دور الاعلام في خدمة محافظة الزرقاء، توصيفا للصحفي والاعلامي، معتبرا ان الاول هو من انتسب الى نقابة الصحافيين، والثاني من يعمل خارج مظلتها.

وقال ان "من يعمل في الاذاعة وهو ليس عضوا في نقابة الصحافيين فهو اعلامي، ومن يكتب في صحيفة فهو اعلامي، ومن يكتب ملاحظات حتى في فيسبوك فهو اعلامي، ويستطيع الصحفي ان يكون اعلاميا ولا يستطيع الاعلامي ان يكون صحافيا".

واضاف المجالي ان "الاعلام في الزرقاء يستطيع ان يفعل أشياء جميلة جدا للمحافظة، ويستطبع ان يخرج بأشياء مميزة اذا توجه الاعلامي الى امر واحد وهو خدمة المواطن وليس سلب المواطن".

وتابع ان "دور الاعلامي والصحفي هو ان يبني وليس ان يهدم، وان يعمل بهدف خدمة الجميع دون ان ينظر الى ما سوف تحقق يداه من مكسب مادي من وراء ذلك، ويستطيع الصحفي والاعلامي ان يعمل دون ان يبتز الاخرين".

واعتبر المجالي ان "من المؤسف جدا ان الاعلام في الاونة الاخيرة أصبح موقع ابتزاز، وهذا الامر احد مساوئ الاعلام اليوم، وهو منتشر على مستوى الاردن كله وليس فقط على مستوى الزرقاء".

وشرح قائلا "اصبح صاحب الجريدة او صاحب الموقع الالكتروني يبتز الناس من اجل الدفع، وهناك صحافيون اشتروا بيوتا وسيارات عن طريق عملية الابتزاز". داعيا في هذا الصد الى "نشر اسماء الاشخاص الذين يقمومن بمثل هذه الاعمال".

على انه نوه الى ان "الامر لا يخلو من اعلاميين من اصحاب الضمير المتيقظ الذين يرون ان سمعة الوطن وخدمته أهم من جميع المكتسبات المادية مشبوهة المصدر".

وفي المحصلة، رأى المجالي ان "اكثر فوضى في الاعلام هي الفوضى الموجودة في الزرقاء، بسبب الاشخاص الذين يعملون في المهنة وأساءوا لها بشكل واضح وفاضح".

وشدد على ان "الصحافة في الزرقاء بحاجة الى اعادة تقييم وبحاجة الى وضع ضوابط جديدة مبينة على الاخلاق والتعاون ومدونة سلوك لكل المنتسبين لهذه المجموعة الاعلامية".

كما دعا المجالي "اي مسؤول يدخل عليه صحفي ان يطالبه بإبراز بطاقة عضوية نقابة الصحافيين وليس بطاقة الجريدة التي يعمل فيها"، لافتا الى ان القانون "يعاقب اما بالغرامة التي تصل الى 500 دينار او الحبس ثلاثة شهور لمنتحل مهنة الصحفي".

"مهنة من لا مهنة له"

ومن جهته، وصف ابو زينة وهو مسؤول موقع "الزرقاء بوست" الالكتروني الى جانب عمله في "الدستور"، العمل الاعلامي في المحافظة بانه يعاني من "الدخلاء"، واصبح "مهنة من لا مهنة له".

ودعا ابو زينة نقابة الصحافيين الى "التحرك فورا لضبط" المهنة في محافظة الزرقاء عبر العمل على"معاقبة كل من يمارسها ولا يملك شهادة مزاولة ..اسوة ببقية المهن الاخرى".

كما طالب "الجهات المعنية بمحاسبة كل متطفل دخيل على هذه المهنة"، وحث محافظة الزرقاء على "توزيع قائمة بأسماء الصحافيين وأرقامهم وأسماء المؤسسات التي ينتمون اليها" على الدوائر الرسمية لمنع التعامل مع من لا ترد اسماؤهم فيها.

واعتبر ابو زينة ان "الاعلام ظلم محافظة الزرقاء كثيرا ولم يعطها حقها بالرغم من فضل هذه المحافظة على جميع محافظات المملكة".

وقال ان "صحافيي المحافظة لم يتمكنوا حتى الساعة من تجميل وجه الزرقاء امام المواطنين في المحافظات الاخرى، وبقيت صورتها انها محافظة رجعية ومركز لتجمع الهمالات وعنوانا واضحا للامواس والشفرات".

كما انتقد تركيزهم على تغطية الشؤون المتعلقة بوسط المحافظة "مغيبين بلديات الزرقاء الاخرى ومشكلاتها"، وايضا تجاهلهم لمثقفيها، وعدم ابرازهم للمواقع الاثرية والسياحية التي يصل عددها الى الالف وبعضها مسجل على قائمة التراث العالمي.

وطالب ابو زينة الصحافيين في الزرقاء "القيام بدورهم التنموي على كافة الصعد للارتقاء بالمستوى العام لمحافظتهم وان يتناولوا قضايا مهمة تواجه المواطن ويقوموا بتسليط الضوء عليها لايجاد الية لحلها".

وفي مداخلة خلال الندوة، سجل الاعلامي عامر سمارة، وهو ناشر موقع الكتروني في الزرقاء، عتبه على مديرية الثقافة التي قال انها اختارت المتحدثين من الاعلام الرسمي، وغيبت الاعلام الخاص.

وعبر سمار كذلك عن رفضه واستنكاره للطرح الذي يريد حصر العمل الاعلامي في الاعضاء المسجلين في نقابة الصحفيين، وتحت طائلة التهديد بالعقوبات.  وقال متحديا "سنظل نعمل، وتعالوا احبسونا".

واكد ان الاعلام الخاص يجهد من اجل اظهار الحقائق للجمهور، بخلاف الاعلام الرسمي الذي ادى تجاهله لها الى عواقب على المحافظة وصفها بانها "كارثية".

واضاف ان "اكبر دليل على ما اقوله ان الاعلام الرسمي ظل يواكب تلميع احد رؤساء بلدية الزرقاء السابقين حتى خيل لمن يقرأ هذا الاعلام بأن بلدية الزرقاء هي بلدية باريس او ميونيخ، وعندما تغيرت لجنة البلدية تم اكتشاف الكوارث".

وايضا استنكر ابراهيم صبيح من موقع "سرايا" الاخباري "التهديد بالحبس والغرامة الذي ادلى به ضيوف الندوة الذين ارادوا حصر العمل الاعلامي بالنقابيين".

وشدد صبيح على ما ذهب اليه سمارة من حيث وصفه للاعلام الخاص بانه يعمل على تغطية مواقع الخلل التي يهملها الاعلام الرسمي، وتساءل في هذا الصدد "هل المطلوب أن ابقى اتفرج على ما يجري بانتظار صحوة النقابيين من بترا وغيرها".

وانضم جلال الاغوات مدير العلاقات العامة في بلدية الزرقاء ومفوض اذاعة البلدية، الى الاصوات التي نددت خلال الندوة بتراخي الاعلام الرسمي في تغطية قضايا المحافظة.

وقال ان "المواطن صار يبحث عن الصحف الاسبوعية والصحافة الالكترونية لانعدام الثقة بالاعلام الرسمي الذي بات بعيدا عنه".

واقترح الاغوات "تشكيل لجنة من اعلاميي الزرقاء لانشاء صفحة على موقع التواصل فيسبوك لفضح الابتزاز والمبتزين".