شيشان الزرقاء يحيون ذكرى "النفي"

شيشان الزرقاء يحيون ذكرى "النفي"
الرابط المختصر

احيا شيشان الزرقاء الذكرى الثانية والسبعين لمأساة نفي الشعب الشيشاني من موطنه الام في القوقاز الى مجاهل سيبيريا على يد النظام السوفيتي.

جاء ذلك خلال احتفالية نظمها فرع "الجمعية الخيرية الشيسشانية" في السخنة يوم السبت 27 شباط، وحضرها محافظ الزرقاء رائد العدوان نيابة عن وزيرة الثقافة لانا مامكغ، وجمع من نواب ومسؤولي ووجهاء المحافظة.

واشتملت الاحتفالية على القاء كلمات وقصائد سلطت الضوء على الجوانب الانسانية والسياسية والقانونية للمأساة التي بدأت فصولها يوم 23 شباط عام 1944، عندما عمد النظام الشيوعي بقيادة جوزيف ستالين الى اقتلاع شعب الشيشان من ارضه ونفيه الى سيبيريا، ضمن حملة تطهير طالت مئات الالاف من ابناء هذا الشعب.

واكد النائب تامر بينو في كلمة نيابة عن معالي سميح بينو عضو مجلس الاعيان السابق ان "ظلما فادحا لحق بالشعب الشيشاني خلال اعوام الحروب 1944 والحرب الثانية التي كانت في تسعينيات القرن الماضي، ولكن الاعلام العالمي لم يحفل كثيرا بما حدث للشعب الشيشاني من مجازر".

وقال الباحث عثمان دولت ميرغا ان "مناسبتنا التي نتوقف لتذكرها اليوم هي خلع شعب من ارضه ونفيه الى اصقاع سيبيريا وكازاخستان، وقد اعتدنا في لقاءاتنا السنوية ان (نستحضر) الذكرى الحزينة.. ولكننا في هذا العام، سوف نسلط الضوء على الشعب الشيشاني وحياته".

وقرأت القاصة الطفلة سدينا الشيشاني قصة من تاليف والدتها الكاتبة ميمونة الشيشاني، وتتمحور حول طفل شيشاني مهجر ظل متمسكا بالحياة حتى عاد الى ارضه في الشيشان.

وفي حديث لـ"هنا الزرقاء"، سرد طاهر ارسلان رئيس فرع الجمعية الخيرية الشيشانية في السخنة ونائب رئيس الجمعية الام، ابرز فصول ماساة نفي الشعب الشيشاني.

وقال ان "كافة افراد الشعب الشيشاني، شيوخا ونساء واطفالا ورجالا، تم تجميعهم في ساحات عامة ومن ثم نفيهم الى اصقاع سيبيريا، وكانت ظروف النفي والتهجير صعبة جدا.. وادت الى وفاة ما يزيد عن 50 الفا منهم خلال اربعة اسابيع".

واضاف "وفي الاربع سنوات الاولى من النفي استشهد ربع السكان المنفيين بسبب الامراض والجوع والبرد ونقص الخدمات الاساسية الملحة".

وتابع ارسلان "وفي عام 1957 تم ارجاع الشيشان بعد 13 عاما من النفي الى بلادهم، ولكنهم وجدوا ان جمهوريتهم التي تم نفيهم منها قد شطبت عن الخريطة، واعطيت اراضيها لجمهوريات سوفيتية مجاورة، وكذلك منحت بيوتهم لاشخاص اخرين، مما اضطرهم الى اعادة شراء بيوتهم التي بنوها بعرقهم وعاشوا فيها حقبة من الزمن قبل تهجيرهم القسري".

واكد ان الشعب الشيشاني الذي كانت مجموعات من ابنائه وصلت الى الاردن اوائل القرن الماضي "سيواصل احياء ذكرى النفي كل عام"، وكذلك مطالبة الحكومة الروسية بارجاع كافة اراضي وحقوق الشيشان المنهوبة، وان تعامل الشيشاني كمواطن من الدرجة الاولى.

وجرى على هامش الاحتفالية افتتاح معارض تراثية تضمنت صورا ورسوما تبين تاريخ وثقافة الشيشان، الى جانب بازار للاكلات الشعبية الشيشانية.

جدير بالذكر ان الجمعية الشيشانية الام يرأسها الشيخ عبد الباقي جمو، وتمتد فروعها في صويلح والازرق والزرقاء اضافة الى فرع السخنة الذي تأسس عام 1958.