"شبكة المدن المتوسطية" تبحث آفاق دعم مشروعات تنموية بالزرقاء
بحث وفد من "شبكة المدن المتوسطية" آفاق دعم مشاريع تنموية في الزرقاء، وذلك خلال لقاء تنسيقي عقد في قاعة الشريف حسين بن علي يوم الاحد 1 تشرين الثاني، وضم المجلس البلدي وممثلين عن مختلف القطاعات في المدينة.
واكد رئيس البلدية عماد المومني خلال اللقاء انه "لم يعد للبلديات اي مجال ان تستمر بالعمل المنعزل عن التعاون مع البلديات الاخرى والمنظمات الدولية، تبعا لتغيير مفهوم العمل البلدي الذي توسع ولم يعد يقتصر على موضوع الخدمات التقليدية".
واضاف ان "موضوع التنمية اصبح يتصدر الواجهة في عمل البلديات، والذي يرتبط بالعمل الاقتصادي والعمل البيئي، والعمل لاجل الانسان الذي هو محور التنمية".
واشار المومني الى ان بلدية الزرقاء تمكنت رغم المديونية التي تصل الى 25 مليون دينار، من "تنفيذ عطاءات بما يقارب هذا الرقم"، ومن خلال صندوقها، معتبرا ذلك "قصة نجاح عالمية يجب ان تعمم".
من جانبه، اوضح رئيس وحدة التنمية المحلية في البلدية محمد الزواهرة، ان اللقاء ياتي بهدف بحث القضايا المشتركة وسبل التعاون بين الزرقاء والشبكة التي تضم في عضويتها عشرات المدن الواقعة ضمن حوض البحر المتوسط .
وعبر الزواهرة عن امله في ان تحصل مدينة الزرقاء، وهي عضو في الشبكة منذ نحو 15 عاما، على الدعم الذي تحتاجه "لتنفيذ مشروعات تنموية اقتصادية، خاصة ان الاوضاع الاقتصادية للمدينة وبعد موجة اللجوء السوري اصبحت صعبة".
وشبكة المدن المتوسطية التي تتخذ مقرها في مدينة برشلونة الاسبانية، كانت تاسست عام 1991 من قبل البنك الدولي وبنك الاستثمار الاوروبي والمفوضية الاوروبية وبرنامج التنمية التابع للامم المتحدة، وهي تهدف الى تعزيز استراتيجيات التنمية الحضرية المستدامة في المدن الاعضاء ودعمها.
وقال الزواهرة ان "الدعوة لحضور (اللقاء) تم توجييها الى كافة اطياف المجتمع المحلي ذات العلاقة بالتنمية، من قطاعات صناعية وتجارية وقطاع المراة والصحة ورجال اعمال وقيادات مجتمعية وثقافية، بهدف تجميع الافكار والرؤى لدى هذه الجهات لدفع عجلة التنمية".
واضاف ان "الخطوة التالية.. سوف تكون بالتواصل مع شبكة المدن المتوسطية من اجل ادراج افكار المشاريع التي تقدم بها الحاضرون أثناء الورشة ليطلع عليها باقي الاعضاء في الشبكة تمهيدا لبحث الية تنفيذها".
بدوره، بين محمد بني عامر، المخطط استراتيجي في شبكة المدن المتوسطية، ان الوفد حضر الى الزرقاء "للتعرف على ما اذا كانت هناك مشاريع مستعجلة يمكن ان تدعمها الشبكة في هذه المدينة العريقة بمكوناتها وبعملها البلدي".
واضاف ان زيارة الوفد تهدف ايضا الى "الاطلاع على قصص النجاح التي يمكن ان تقدم للشبكة لتعميمها على مدن اخرى.. وكذلك تحديد الاخطاء التي وقعنا فيها كي لا تكرر في بقية المدن عند تنفيذ المشاريع".
وقدم عبدالله عبدالوهاب رئيس "مركز نقل المعرفة" في الشبكة ومقره طرابلس اللبنانية، شرحا حول عمل المركز والخدمات التي يقدمها جنبا الى جنب مع المركزين الاخرين التابعين للشبكة، واللذين يتواجدان في صفاقس التونسية وملقا الاسبانية.
وقال عبدالوهب ان المركز يتولى "مساعدة البلديات في اعداد خططها الاستراتيجية خاصة في ما يتعلق بتعديل الاولويات، وتقديم الدعم بعد انجاز الخطة، والمساعدة في اعداد ملفات تنفيذ مشاريع استراتيجية، والدعم في تكوين شراكات مع مدن اخرى طبقا للخبرة والاختصاص للمشاريع الجديدة في اطار التعاون اللامركزي".
واستمع الحضور في اللقاء الى قصة نجاح تمثلت في تجربة "مشروع تمكين نساء الزرقاء عبر الاعلام" الذي انطلق عام 2013 بالتعاون بين شبكة الاعلام المجتمعي ولجنة التنمية المجتمعية في مخيم الزرقاء، وبتمويل من الاتحاد الاوروبي.
ويهدف المشروع الى تمكين للنساء في المحافظة واعطائهن فرصة التعبير والمشاركة في صنع القرار عبر منصات اعلامية متعددة منها صحيفة “هنا الزرقاء” نصف الشهرية التي توزع مجانا، وموقع الكتروني وبرنامج اذاعي اسبوعي يبث عبر “راديو البلد”، اضافة الى صفحة المشروع في “فيسبوك” وحسابه على “تويتر”.
واستعرضت ايمان الخطيب منسقة المشروع تجربة الصحيفة التي تصدر منذ ثلاث سنوات، مبينة انها عملت على نقل هموم الاهالي الى الجهات ذات العلاقة، وساهمت في تسليط الضوء وحل العديد من المشكلات المتعلقة بالبيئة والخدمات وقطاعات المراة والشباب والاطفال وغيرها، فضلا عن ابرازها للنجاحات والقائها الضوء على المتميزين.
وتخلل اللقاء مداخلات من بعض الحضور، حيث دعت رئيسة "جمعية الشعاع" ابتسام المجالي في مداخلتها الى انشاء وحدة تنمية محلية موسعة خاصة بمدينة الزرقاء تضم في عضويتها جميع الهيئات والنقابات والجميعيات .
وثمنت عضو مجلس بلدية الزرقاء حياة الزواهرة ما وصفته بالتشاركية التي تجسدت خلال اللقاء، داعية مختلف القطاعات الى دعم عمل المجلس البلدي، وخصوصا في المجال الخدمي.
وشدد ياسر جادالله المدرب في مدارس الملك عبد الله الثاني للتميز، على ضرورة الاستفادة من البحوث العلمية التي تقوم عليها الجامعات في مجالات المشاريع التنموية، داعيا الى بحث امكانية تطبيق نتائجها على ارض الواقع بدلا من ان تظل حبيسة الارفف.
إستمع الآن