سيدات يقتحمن عالم الخدمة في مطاعم الزرقاء
بات مألوفا مؤخرا مشاهدة سيدات يجلن على طاولات الزبائن لتقديم الخدمة لهم في بعض مطاعم الزرقاء، وهي الوظيفة التي كانت حتى وقت قريب حكرا على الرجال في المدينة.
ويلاحظ وجود هؤلاء السيدات خصوصا في مطاعم الحي التجاري وبعض المطاعم المنتشرة في مناطق تعد راقية نسبيا في الزرقاء.
ويرى كثيرون ان ارتفاع معدلات البطالة وقلة فرص العمل في الزرقاء، لعبت دورا في توجه بعض سيدات المدينة الى هذه المهنة وغيرها من المهن التي كان العمل فيها مقتصرا على الرجل.
كما يعتبرون ان اقبال المطاعم على توظيف السيدات يعكس في حد ذاته تغيرا في ثقافة المجتمع التي تنظر الى عمل المرأة في هذا المجال بوصفه امرا معيبا.
وتقر سوسن وهي فتاة في العشرين من عمرها وتعمل نادلة في احد المطاعم، بوجود نظرة اجتماعية سلبية لوظفيتها، لكنها تؤكد انها لا ترى فيها اي عيب.
وتقول الفتاة التي تعمل في هذا المطعم منذ سبعة اشهر "يستغرب بعض الناس كيف ان صبايا يقدمن الطلبات، لكنه موضوع عادي بالنسبة لنا، ولا عيب فيه".
وسبق لسوسن ان عملت في محل لبيع الملابس وكذلك في احد المخابز قبل الانتقال لوظيفتها الحالية التي تقول ان الدوام فيها يستمر لعشر ساعات يوميا.
وتصف امل التي تعمل في غسل الاواني في المطعم وظيفتها بانها "جيدة جدا، بل وممتازة".
وترى هذه الفتاة وهي حاصلة على التوجيهي لكنها لم تكمل دراستها، تباينا في مواقف الناس من عملها، حيث تقول ان "البعض يستغرب، والبعض الاخر لا يستغرب".
وقالت احدى النادلات وتدعى روان ان عملها في هذه المهنة خير لها من الجلوس في انتظار دور التعيين في وظيفة حكومية عن طريق ديوان الخدمة المدنية، وهو الامر الذي قد يطول او ربما لا يتحقق ما لم يكن لدى الشخص "واسطة".
واضافت "هذا العمل ليس عيبا، والمهم بالتأكيد هو أن لا تمد الواحدة منا يدها لأحد، وأن لا يمن عليها أحد".
وتابعت روان قائلة ان "أكثر من يستغربون عملنا وكسرنا للقاعدة هم المغتربون، وعندما يسألوننا فاننا نرد عليهم بانه امر عادي، ولا عيب الا العيب، والمهم ان تعمل الواحدة في وظيفة شريفة".
ولا يخلو عمل الفتيات في المطاعم من مضايقات بعض الزبائن، وهو الامر الذي تؤكد روان انها تعرضت له كثيرا، ولكنها تعمد دوما الى تجاهله وعدم الرد عليه.
إستمع الآن