رندة شريم تعيد اكتشاف فن المشغولات الجلدية بالزرقاء

رندة شريم تعيد اكتشاف فن المشغولات الجلدية بالزرقاء

من خلال مشروعها المنزلي، ترتقي رندة شريم بحرفة الدباغة التراثية نحو مراتب فنية وابداعية، تعيد عبرها تشكيل ونقش الجلود على هيئة حقائب ومحافظ ومكملات زينة للمرأة وللبيت.

كانت شريم قد اتجهت الى هذا النوع من الفنون التقليدية قبل بضع سنوات، بعدما لمست اضمحلاله على المستوى الوطني لصالح هيمنة المشغولات الجلدية المستوردة، بما تحمله من ثقافات الشعوب الاخرى.

وتنتج هذه السيدة في مشروعها المنزلي الذي افتتحته عام 1989، انواعا عدة من الاشغال اليدوية، منها القش والمكارم والشموع والصابون والاكسسوارات، اضافة للتحف التي تصنعها من خلال تدوير الورق والكرتون والأشياء المنزلية التالفة.

وتقول شريم انها قررت قبل ست سنوات اضافة فن الجلديات الى تلك الاشغال "بسبب عدم وجوده في الاردن كصناعة وطنية لندرة الجلود الطبيعية، واعتماد السوق على المشغولات التي تستورد جاهزة من مصر وتركيا والعراق".

وتحرص شريم على وسم منتجاتها الجلدية بعبارة "M&R" التي ترمز الى الحرفين الاولين من اسمها واسم زوجها، وتمثل علامة تأمل في ان تتمكن قريبا من تسجيلها رسميا، وان تشكل بداية انطلاق لمشروع تجاري يصبو الى "العالمية".

وتتحدث بشغف عن عملها مع الجلود قائلة "اشعر بانني اقوم بعمل فني اثناء تنفيذي للنقوش على قطع الجلد التي اصنعها على هيئة حقائب ومحافظ واشرطة لشعور الفتيات، او مكملات زينة للمنزل كالمرايا وعلاقات البشاكير واغطية المقاعد".

والى جانب الانتاج، تقوم شريم بتدريب السيدات على هذا النوع من الفنون، توطئة لاحترافه لاحقا من قبلهن والاعتماد عليه كمصدر دخل اضافي لاسرهن.

غير انها تشير الى معضلة تواجهها اثناء التدريب وتتعلق بارتفاع اسعار الجلود الطبيعية.

وتوضح "لضيق ذات اليد لدى هؤلاء السيدات وعدم قدرتهن على التزود بالجلود الطبيعية قررت أن استخدم في التدريب الجلود الصناعية والتي هي ارخص ثمنا، كما انها متوفرة بأنواع واسعار مختلفة في الاردن".

وتتابع قائلة ان "سعر متر الجلد الصناعي يتراوح بين دينارين و12 دينارا، وذلك اعتمادا على الجودة، واترك للمتدربة حرية اختيار النوع والسعر اللذين يناسبانها، وهذا طبعا سينعكس على سعر القطعة عندما ترغب في تسويقها".

وتقوم شريم بالاعلان عن دورات التدريب التي تنظمها من خلال صفحتها على موقع فيسبوك، كما سبق لها ان قدمت دورات تدريب اولية في بعض المحافظات بالتعاون مع وزارة الثقافة ومؤسسة التدريب المهني.

وهي ايضا تستخدم الفيسبوك من اجل تسويق المشغولات التي تنتجها، فضلا عن المعارض والبازارات التي تقام على مستوى المحافظة.

وتلفت شريم الى ان عملها في صناعة المشغولات الجلدية يواجه تحديات ابرزها نقص المعدات التي لا تتوافر سوى خارج المملكة.

وتقول "العدة التي احتاج اليها غير متوفرة محليا، متوفرة فقط في اميركا، وفي هذه المرحلة ليست لدي قدرة على الاستيراد قطعا، وبالتالي اكتفي بان يكون عملي صناعة يدوية مئة بالمئة تعويضا عن نقص العدة، وأطمح ان ان تحل هذه المشكلة يوما".

وبعض المعدات التي تشير اليها شريم هي "ماكنة خياطة خاصة للجلد، ومقص كهربائي يساعد في قص عدة قطع في ان واحد مما يسهل العمل ويزيد الانتاج ويسرعه".

وهي تؤكد ان "هناك انواعا من العدة لا يمكن تجاوز وجودها مهما كان العمل يدويا، وهنا يبرز دائما دور زوجي محمد بندق الذي ادين له بجميع نجاحاتي في كافة المشاريع وخاصة مشروع الجلود".

وتوضح ان زوجها "يقوم بتدوير بعض الادوات مثل المفكات والبراغي بطرق معينة تجعلها تساعد في نقش وانتاج قطع الجلد" كما يعينها في العمليات التي تتطلب استخدام المنشار الكهربائي وقص قطع الزجاج اللازمة لتنفيذ بعض القطع.

وتقول رندة شريم انها تطمح الى ان تمتلك يوما مشغلها الخاص الذي يحتوي على كامل المعدات، والى ان تمثل الاردن في المعارض الدولية عن طريق جهة حكومية او م خلال المنظمات المهتمة بهذا المجال.

أضف تعليقك