وصفت الدكتورة هناء الشلول رئيسة "الجمعية الثقافية للغة العربية"،أن  راهن لغتنا بانه "في انحدار"، محذرة من ان هذه اللغة التي هي عنوان هويتنا "ان ذهبت.. ذهبنا".

وقالت الشلول ان هذا الانحدار يتجلى في "اخطاء الجيل الناشئ عند استخدامه اللغة العربية في مخاطباته اليومية، حيث نجد كما كبيرا من المصطلحات الانجليزية التي يستخدمها (باعتبارها من) الرقي الحضاري فييتخلى عن العربية".

وشددت استاذة اللغة والنحو في جامعة العلوم التطبيقية على ان لغتنا تجسد"الهوية العربية التي تجمعنا في وسط الفوضى والعنف والاقليمية التي تمزق الوطن العربي، وهي ان ذهبت ذهبنا".

وبينت الشلول، وهي اول سيدة تنال درجة الدكتوراة في بلدتها دوقرا باربد، انها اسست الجمعية قبل عام في  محافظة الزرقاء مكان  إقامتها  حاليا، ايمانا باهمية الحفاظ على العربية "التي هي لغة القران وكذلك اللغة الرسمية للدولة حسب ما جاء في الدستور الأ ردني ".

ونوهتعلى الرغم من ان "الجمعية تاسست  في الزرقاء، لكنها تخدم جميع محافظات المملكة، وهي تعنى  باللغة العربية كما حافظ عليها القران الكريم الذي هو في اللوح المحفوظ الى يوم القيامة".

واوضحت الشلول ان "فكرة الجمعية نبعت من خلال اهتماماتي الخاصة، وكان حلمي ان اؤسس لعمل منظم في اللغة العربية، عمل فيه جهود جماعية وواضح الاهداف، وتصل فكرته للناس بكل سلاسة وبشكل يليق لهذه اللغة ايضا".

وتابعت ان حلمها "تحقق بمساعدة الدكتور محمد العكش زوجي، وبمجرد ان اطلعته على ما يدور في فكري قام في اليوم التالي بدراسة كل مايتعلق بتسجيل الجمعية ووضع اسسها، بل وقام بافراع الطابق الارضي من منزلنا وتأثيثه واعتبرناه مقرا للجمعية".

ولفتت الى ان معظم أعضاء الهيئة الادارية ترتبط ثقافتهم ارتباطا كبيرا باللغة العربية"، مشيرة الى ان احد الاعضاء هو والدها الكاتب الروائي محمد خلف الشلول.

وكانت الشلول الحاصلة على الدكتوراة من جامعة اليرموك، قد بدأت رحلتها مع مهنة التدريس في جامعة العلوم التطبيقية بعد نيلها الماجستير وهي في الثانية والعشرين من العمر، ما جعلها انذاك اصغر عضو هيئة تدريس في الجامعات الاردنية.

وبالرغم من حداثة  الجمعية، الا ان سجلها يحفل بالعديد من الانشطة والفعاليات، ومنها دورات مجانية عبر الانترنت اتيحت للراغبين في تعلم العربية من كل ارجاء الارض وهدفت الى تطوير قدراتهم في قواعد النحو والصرف، اضافة الى عقدها دورة للصحفيين في مجال التدقيق اللغوي، واخرى في مهارات الخطابة، واستهدفت ائمة المساجد.

كما اطلقت "جائزة محمود درويش للشعر الحر" بالتعاون مع الجامعة الاردنية، ومن المقرر ان يتم تكريم الفائزين بالجائزة وعنوانها "السلام" في التاسع من اب المقبل، والذي يصادف يوم وفاة الشاعر الفلسطيني الراحل.

ويسجل للجمعة ايضا تنفيذها مبادرة "بسمتي" التي عنيت باطفال مرضى السرطان، والتي تعد الاولى من نوعها في الدول العربية، واستهدفت التخفيف عليهم خلال صراعهم مع المرض عبر تمكينهم من التعبير عن احلامهم ومشاعرهم بالكتابة والرسم ونشر نتاجهم ضمن موقع الجمعية على الانترنت .

وتتعاون الجمعية حاليا مع وزارة الثقافة في التحضير لمؤتمر سيعقد في يوم اللغة العربية في 18 كانون الاول تحت عنوان " النظرة الإيجابية للغة العربية".

وبحسب الشلول، فقد تم توجيه الدعوات للباحثين على مستوى العالم من اجل المشاركة باوراق علمية في المؤتمر الذي "يعنى بالحديث عن كل ما هو ايجابي في العربية ويسعى الى صيغة توافقية في ايجابيات اللغة وايصالها الى العالم اجمع".